للاعلان

Sat,23 Nov 2024

عثمان علام

حليمة ودولة البترو عقل "سنغافورة"!

حليمة ودولة البترو عقل "سنغافورة"!

الكاتب : عثمان علام |

11:04 pm 22/09/2017

| عقارات

| 2404


أقرأ أيضا: Test


لا أحد خرج علينا في سنغافورة ليقول لنا، بأنه لا يجوز أن تتولى المرأة رئاسة البلاد لأنها تتوحم.
ولا أحد خرج علينا في سنغافورة ليقول لنا، بأنه لا يعقل أن تتولى مسلمة رئاسة البلاد، لأن المسلمين فيها أقلية، ونسبتهم لا تتعدى 14 بالمئة.
في سنغافورة الذي قال كلمته هو الدستور، لا منسق قبائل، ولا مفتي الديار، لهذا وصلت حليمة يعقوب المسلمة، لتكون رئيسة لدولة هي الأولى عالميا في جودة التعليم، حسب تصنيف منتدى دافوس.
حليمة يعقوب والدها من الهند، وأمها من ملاوي، وزوجها من اليمن التعيس، ولكن هذه كلها لا علاقة، بمعايير تولى المواقع القيادية، في بلد تحكمه قيم المواطنة، وليس الأغلبية الصينية.
الدين هو أخلاق، وعلاقة مع الله وليس كوبون سياسي، والوطنية عمل منتج، وقيمة مضافة، وليست صراخ، وطبقة صوت عالية، والمناصب تسند حسب الكفاءة ولا تمنح كمكافأة.
عدد سكان سنغافورة يساوي عدد سكان ليبيا، أو أقل، ولكن دخل الفرد فيها يساوي دخل الفرد في إيطاليا ثلاثة مرات، وفي ليبيا ثلاثة عشرة مرات، أما ناتجها القومي فيزيد عن الناتج الاجمالي لثلاثة أرباع دول العالم المتعثرة ومجتمعة..
في سنغافورة لا يوجد بترول، ولا جظران يقطع امداداته، بل هناك بتروعقل لا ينضب، ولا يوزع بالكوتا، وفقا لما تقرره منظمة الأوبك. 
في سنغافورة قبل الاستقلال، أو قبل الفطام، لم تكن إلا عبء على ماليزيا التي تركتها تعاني يتمها السياسي، غير أن هذا التخلي لم يكن نقمة على السنغافوريين، بل كان نعمة لهم، فالذين مسحوا دموعهم ذات مرة، عرفوا كيف يمسحوا عرقهم كل مرة، ليحولوا بلدا صغيرا على حافة الجغرافيا، إلى دولة تصنع التاريخ.
يقول الله في سورة الأنبياء:  (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).
كلمة (الصالحون) لا تعني إطلاقا ابطال فتاوي الكوميديا السوداء، من تحريم دخول المرأة على الانترنت بدون محرم، إلى تكريه دخول الحمام بالرجل اليمنى، وكأن مشكلتنا كيف ندخل الحمام، وليس كيف ننفذ إلى هذا العالم، وكيف نتصالح مع هذا العصر، بكل مفرداته.
فالصالحون لا يشترط حتى أن يكونوا مسلمين، أنهم الذين قدموا لنا كل منتوجات الحضارة، ليس بداية بالطائرة، والهاتف النقال، ولا نهاية باللقاحات ضد الجدري، وعلاج السكري بالخلايا الجذعية.
فلولا هؤلاء الذين لم ينطقوا بالشهادتين، لما كان لنا أن نستفيد من النفط إلا في علاج جرب الأبل، هذا إذا لم ننقرض بسبب السل، والكوليرا، وانفلونزا التخلف.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟