الكاتب : سقراط |
07:09 am 15/04/2024
| رأي
| 702
مجرد رأي…بداية الصعب
دائماً ما يأتي الصيف بمشاكل كثيره وضغوط لا حصر لها . هذه الضغوط تأتي علي مستوي الحكومات والافراد علي حد سواء . فيه يتنامي الاستهلاك بكل انواعه وخاصة الكهرباء والمياه . هو بداية الاجازات وكثرة الحركة للمصايف بما يتبعه من زيادة استهلاك الوقود . اولياء الامور يستعدون فيه لتلبية احتياجات الابناء في المصايف ثم بدء العام الدراسي الجديد . فاتورة لا تنتهي من الاحتياجات علي كافة المستويات المجتمعية . ولسنا هنا بمعرض الوصف التفصيلي لنوعيات الاستهلاك ولكن ما يهم القارئ هو معرفة ضغوط استهلاك الطاقة بشكل عام وما يلزمه من تدبير ميزانية ضخمة للوفاء باحتياجات البلاد .
يأتي هذا الصيف مفعماً بالكثير من الاحداث التي تمر بالمنطقة عموماً وبأسعار البترول والغاز . توترات منطقة البحر الاحمر و حروب اسرائيل مع كافة دول المنطقة تلقي بظلالها علي تكلفة الشحن والتأمين لكافة ما هو مستورد علاوة علي انتظام الامدادات بصفة عامه .
سيكون علينا هذا الصيف ان نستورد المزيد من الغاز بعد تناقص الانتاج المحلي . ويأتي استهلاك الكهرباء في مقدمة المستهلكين الكبار لهذا الغاز . اصبحت مشكلة الكهرباء مشكلة مزمنة وإعتمادها الرئيسي علي توليد الطاقة من الغاز المحترق في محطاتها . لم نجد حلاً حتي الأن في رفع كفاءة هذه المحطات لخفض استهلاكها وتحسين معاملات التحويل بها . يتحمل البترول فاتورة الاستيراد بالعملة الاجنبية ويحصل علي قيمة مبيعاته بالعملة المحلية . حلقة مفرغة لن يكسرها الا زياده الانتاج المحلي و خفض الاستيراد الخارجي .
أيضاً يظهر استهلاك الوقود السائل في الصيف كأحد العوامل الضاغطه بشده علي الاقتصاد لزياده معدلاته نتيجه زياده حركه السفر وتشغيل اجهزه التبريد في السيارات الخاصه علي الرغم من كل المشروعات الكبيرة لزيادة انتاجه محلياً .
بلا جدال اصبحت مشكله الطاقه هاجساً كبيراً في هذا الوطن واصبحت تمثل عنصراً ضاغطاً علي تكلفه الاستهلاك المحلي بصفه عامه . لا أعتقد ان كل هذا خافياً وان هناك من الخطط والتدابير التي اتخذت لمواجهة هذه الاحتياجات . لا اعرف تحديداً امكانية استخدام الفحم كعنصر تحويلي للطاقة علي الرغم من انه ملوث للبيئة ولكنه يظل ارخص سعراً . وبالتأكيد تنتظر البلاد بدء تشغيل المفاعلات النوويه لسد جزء كبير من احتياجات الطاقه الكهربيه وكذلك ما تنتجه من مياه تصلح لاستخدامات الزراعه من حولها وان كان مازال امامها بضع سنوات لتظهر الي النور . ويبدو ونحن نناقش تلك المشكله التي تهم كل مصري بالتأكيد نتناسي كلمه السر لحل تلك المشكله او علي الاقل تقليل تأثيراتها السلبية الا وهي ( الترشيد ) . لم نقتنع بهذا المبدأ أبداً ولم نستطع التحكم او تغيير سلوكياتنا تجاه هذه المشكلة سواء في استخدام الكهرباء او استخدامات وسائل النقل الشخصية . ولا ادري لماذا يعتبر المواطن نفسه خارج نطاق المسئولية في التعامل مع هذه المشكلة علي الرغم من انه العنصر الاساسي بها و هو أيضاً أحد اهم عوامل الحل . الرهان علي الوعي الشعبي اصبح وهماً وهذا ما يدعو للقلق اكثر من ايه عوامل اخري .
دعونا نأمل في الافضل وربما تأتي الاحداث بمفاجآت تكون في صالحنا كما نتمني . الصيف القادم سيكون حاسماً في قدرة البترول علي مواجهه الصعاب و نجاح قطاع الكهرباء علي التعامل مع الاحمال المتزايدة وقدره المواطن علي التفهم والتفاعل مع ما يجري من حوله . ودعونا نري ونتفاءل فمثلما مضي رمضان سيمضي الصيف . والسلام ،،
#سقراط