02:19 pm 13/04/2024
| رأي
| 691
لا جدال في وطنية اكثر من مائة مليون مصري يعيشون على ارض هذا البلد الطيب .المصري من اكثر شعوب الارض غيرة على وطنه . المشهد الرائع للفنان (محمود عبد العزيز) في عمله الخالد (رأفت الهجان) خير شاهد على ذلك عندما قال لضابط المخابرات ( انزل الشارع واسأل اي مار رجل كان او سيدة ، شاباً او كهلاً ، صحيحاً او كسيح. وقل له مصر في حاجة اليك وانظر ماذا سيفعل ؟ ) . سيقدم روحه ورقبته وما ملكت يداه طواعية فداء لهذا الوطن بلا مناقشة . وهي حقيقة وليست خيالاً . واقع ونحن نراهن عليه .
وعندما غني الفنان عمرو دياب مقطوعته الاشهر ( مصر قالت) ، انظر كيف ذرفت دموع المصريين في ذلك الوقت وربما حتي الأن وهي تتذكر شهداء ثورة يناير الابرار . ثورة ورد الجناين الذين فتحوا عيوننا علي الكثير مما كانت البلاد تعاني منه . وراحوا فداء لهذا الوطن باذلين ارواحهم عن طيب خاطر من اجله . لذلك فأن عملية استدعاء الوطنية في نفوس هذا الشعب ليست صعبه ولكنها للأسف اصبح عليها ان تستحضر في ظروف درامية حادة . نحن لا نعترف بصعوبات و مشاكل حياتنا العادية على انها مجال من مجالات التضحية و بذل الغالي والنفيس من اجل ان نتخطاها وننقذ بلادنا واجياله الصغيرة من تبعاتها . دائما تغيب النزعة الوطنية من العقول والنفوس في الظروف العادية التي نعيشها على الرغم من انها اهم الاوقات التي يجب ان تظهر فيها معاني الوطنية الحقة . لماذا يجب علينا ان نواجه حرب او هزيمة او انقضاض جماعة على الحكم لننتفض وتظهر الشخصية المصرية الاصيله وغيرتها علي وطنها ؟ .
تتساءل مثلاً لماذا لم يعتبر الناس ان الضائقة الاقتصادية مصيبة تستوجب ظهور الشخصية المصرية التي نعرفها ؟ لماذا لم يشعر الناس بأن انقطاع الكهرباء هو ضائقه خانقه في انتاج الغاز وعدم قدرة علي الوفاء باحتياجات السوق المحلي وتكلفه باهظة لا نقدر عليها؟ . علي العكس وجدنا السوق السوداء للعملة وهي تنهش في جسد الوطن من صنع ابناؤه ووجدنا استهلاكاً متزايداً من الكهرباء حتي مطلع الفجر بدون اي داع . هل تعريف المصيبة اختلف ام اختلفت مشاعر الاحساس بالمسئولية بين الناس ام اصابهم نوع البرود الوطني ؟ . لا تجد لكل ذلك تفسيراً. هناك من يقول ان الفقراء غرباء في اوطانهم ولكني لا اجد مثل هذا النوع من الفقر مستشري بالطريقة التي يصورها البعض . فكل نشاط تجاري وخدمي واعداد السيارات والبيوت والمدن الجديدة والقوة الشرائية الضخمة لا توحي باستشراء الفقر الى هذه الدرجة .
الموضوع يجب طرحه امام علماء الاجتماع والجهات المعنية بالدولة فكلنا شركاء في هذا البلد ويجب ان نعرف لماذا لم نعد نفهم تصرفات الناس وماهو سبب الانفصال الحاد بين تفكير الاجيال التي تعيش مختلطة في هذا الزمن.الموضوع ليس من قبيل السرد وخط العناوين الفلسفيه ولكنه بالفعل مشكلة كبيرة تواجهنا ويجب ان نعرف ابعادها واسبابها وكيفيه التعامل معها لان هذا هو الطريق الوحيد لاعاده ترميم دعائم المجتمع القوي المتماسك و هو عمود خيمه الدوله كلها،والسلام ،
#سقراط