عادت أسعار النفط للتراجع مرة أخرى بعد مستويات مرتفعة حققتها خلال الشهرين الماضين، وهو ما جاء مغايرا لتوقعات سابقة بارتفاع الأسعار العالمية، وذلك عقب الضربة القوية التى وجهها إعصار "هارفى" لإنتاج النفط الأمريكى فى تكساس وخليج المكسيك.

كانت أسعار النفط العالمية قد شهدت انخفاضا بنسبة 3% يوم الاثنين الماضى، وهو أكبر تراجع فى غضون الشهرين الماضيين، ثم انخفضت الأسعار مرة أخرى الثلاثاء.

وجرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى عند 46 دولارا للبرميل، بعدما أنهى الأسبوع الماضى عند 48.36 دولار للبرميل، فى حين سجل خام القياس العالمى "برنت" نحو 50.74 دولار للبرميل، منخفضا 12 سنتا عن مستويات أمس الأربعاء، بعدما أنهى الأسبوع الماضى عند 52.58 دولار للبرميل.

وتشهد ولاية تكساس وساحل خليج المكسيك فى الولايات المتحدة الأمريكية، العاصفة المدارية "هارفى"، التى تعد الأسوأ فى تاريخ الولايات المتحدة من حيث تكلفة الخسائر، إذ تسبب هارفى فى توقف العمل فى "هيوستون" ومينائها، وتعطل عدد من المصافى وجزء من الإنتاج الخام.

 ومنذ عودة الأسعار للارتفاع قبل أكثر من شهرين، وهى تدور فى النطاق بين 50 و53 دولارا للبرميل، دون أن تتجاوز وصولا إلى حاجز 55 دولارا، لتوسع نطاق تحركها، وتسبب إعصار هارفى فى صعود قياسى لأسعار البنزين فى الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، إذ بلغت دولارين للجالون الواحد، للمرة الأولى منذ يوليو 2015، فلماذا ارتفعت أسعار البنزين بينما بقيت أسعار النفط الخام ضعيفة؟

بحسب مراقبين، فإن الإعصار هارفى أضر بالطلب على النفط الخام، إذ تسبب فى إغلاق 16% 

من مصافى النفط فى الولايات المتحدة الأمريكية، إحداها على الأقل مصفاة ضخمة لشركة إكسون موبيل، كما أن المصافى التى ظلت تعمل ليست بسرعتها الكاملة، إضافة إلى إغلاق موانئ فى هيوستن و"كوربوس كريستى".

ووفقًا لتقرير صادر عن "جولدمان ساكس"، فإن حوالى 3 ملايين برميل من النفط يوميًا لم يتم تكريرها لتتحول إلى بنزين ومنتجات أخرى، أى حوالى 16% من القدرة التكريرية للولايات المتحدة، وتقدر شركة "إف جى إى إنرجى" أن هارفى عطل إنتاج 380 ألف برميل يوميًا فى ساحل الخليج الأمريكى و400 ألف فى الداخل، هذا ولم تُذكر أية خسائر لمنصات التنقيب عن النفط، كما أن الإنتاج بدأ فى التعافى، إلى جانب أن طفرة النفط الصخرى قد عززت الإنتاج بشدة، ما جعل أمريكا ممتلئة بالخام وهدّأ من الضرر الذى سببه "هارفى".

ويرى "جولدمان ساكس" فى تحليل له حول الأزمة القائمة وتبعات الإعصار، أن التأثير النهائى على الطلب على النفط سيصبح فى النهاية أكبر من التأثير على جانب العرض.