الكاتب : سقراط |
09:08 am 10/04/2024
| رأي
| 908
مجرد رأي…قادة ومسئولين في رمضان
لا يزال هذا الشهر يعطي دروساً لا تنتهي حتي قيام الساعة . كل عام تري الجديد منه وكأنه اول رمضان يمر عليك . الحكام والمسئولين يتجردون من كل المواكب والبرتوكولات ليكونوا في وسط الناس في هذا الشهر . لا فرق بين عزيز وفقير فالكل صائم ساجد لله علي نفس الساحة . مواقف المسئولين والحكام في هذا الشهر كانت متعددة ولها اثر كبير علي الشعور العام .
كان حضور الرئيس احتفال ليله القدر مزيناً بالكثير من التواضع والمشاعر النبيلة التي عمت هذا الاحتفال . وكانت كلمة مولانا الامام الاكبر واعية وشافية للكثير من الامور واظهرت قيمة الجامع الازهر كمؤسسة عالمية ذات شأن في علوم الدين الاسلامي الصحيح وكان حديثه عن غياب القيادة الرشيدة في العالم ذات مغزي كبير و لها ردود فعل عالمية .
ظهر الشيخ محمد بن زايد رئيس دوله الامارات جالساً علي ارضيه مسجد( زايد الكبير ) وسط المصلين لتناول الافطار في منظر مثيراً للدهشة من بساطته وعفويته .كان يأكل بيده ويشاركهم الحديث بدون اي فواصل او حتي مجرد حراسه . لأول مره اشاهد( الشيخ راشد بن مكتوم) حاكم دبي وهو رجل قوي الشكيمه يذرف الدموع عندما جاء ذكر امه الراحله (الشيخه لطيفه) في احتفالات عيد الام برمضان .هي الام مهما علا المنصب ومر الزمن لا فرق بين امير او وزير الام هي نفس المعني والمشاعر .كان احتفال الملك محمد السادس في مسجد الملك (الحسن الثاني) في الدار البيضاء بليله القدر واداء صلاه التراويح به مثيراً وضخماً فالجامع هو اعجوبة في البناء والتشييد وهو يعتبر اضخم واكبر مسجد في العالم . تصيبك الدهشة من ضخامة بناؤه واتساعه الشاسع وطول عمدانه وضخامتها هو بحق مسجد لا يوجد مثيل له في كافه دول العالم الاسلامي . واستقبل الملك في هذا الحفل مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام عن جمهورية مصر العربية . الملك هناك ملقب بأمير المؤمنين وحامل لواء النسب العلوي ومن هناك جاء الازهر الي مصر منذ اكثر من الف عام المغرب لا تقل عنا حضاره وتراث .
فقدت مصر في هذا الشهر اسطورة القانون وعميد القانون الجنائي بلا منازع الدكتور (احمد فتحي سرور ) كان وزيراً للتعليم ثم تولي رئاسه مجلس الشعب لدورات عديدة. هو قامة كبيرة فقدتها مصر وتظل كتبة وتلاميذه شاهداً علي عبقرية هذا الرجل وعلمه .
كان هناك مشاهد متعددة لرجال نظام مبارك وقد ظهرت عليهم اثار العمر الطويل .كان هناك ظهور للفريق شفيق والدكتور زكريا عزمي و مرتضي منصور وكلهم تخطو الثمانين من عمرهم . ولكن وان كانت السلطه قد غابت عنهم فما زالوا يتمتعون بكاريزما شخصيه خاصة بهم متعهم الله جميعاً بالصحة وطول العمر و دائماً يثير ظهورهم رغبه الماره في الاقتراب منهم والتعرف عليهم فقد كانوا ملئ السمع والبصر الي عهد قريب ولكنها الايام . زار ولي العهد السعودي الكعبه وسط حراسة مكثفه شديدة لأخلاء الصحن من حولها وحلقت الطائرات الهيلوكبتر في سماء مكه وربما هذه هي الزياره الوحيده التي شوهد فيها هذا الكم من الحراسه وان كانت مبرره بالطبع لأن صحن الكعبه يعج بالاف من المعتمرين ولا يمكن ان يسير في وسط هذا الزحام فزمن ابن الخطاب وهو يطوف مع المسلمين قد ولي .
وعلي العكس كان هناك مشهد رائع للدكتور (توفيق ربيعه) وزير الحج السعودي وهو يتفقد الحرم والمعتمرين بدون اي مسئول معه و بالطبع لا يعرفه احد من المعتمرين . كان يتجول في كل مكان للأطمئنان علي حال المعتمرين ليلاً وهكذا يكون المسئول الحق . مازالت مشاهد الاخوه العرب في زيارتهم للقاهره في رمضان تملئ برامج التواصل . فيها يعرضون علينا اشهي الاكلات التي يجدونها في مصر خلال رمضان واماكن ومطاعم لا نعرف نحن المصريين عنها شئ وبالطبع كان لأرتفاع قيمه عملتهم امام الجنيه ما اتاح لهم المزيد من المتعه في بلادنا . عموماً أهلاً وسهلاً بالجميع وهنيئاً لهم نقودهم غاليه الثمن في بلادنا . رمضان مضي لمحاً سريعا به الكثير من الاحداث والشجون . الناس استعدت للعيد بعد شهر جميل لم يثقل علينا واتي بخيره وكسر الخوف في النفوس صمنا فيه و اكلنا وشربنا واشترينا وانفقنا سقط دعاه الجوع و الهدم ولم يصيبنا جوع او نقص فالله لا يمنع رزقه أبداً عن هذا الشعب ولو كره الكارهون.
وكل عام وانتم بخير ،،
#سقراط