01:12 pm 07/04/2024
| رأي
| 970
لم انزل الي وسط البلد في قاهرتنا العامره منذ سنوات طويله . قادتني قدماي اليها بعد ان تركت السياره في مكان بعيد فالدخول بها مغامره لا تحمد عقباها . وسط البلد هي رمز للواقعيه المصريه واجوائها الشعبيه ومباني الزمن الجميل . تري فيها اطياف الناس فقيرها وغنيها ، شبابها و كبارها ، مقاهيها ومحلاتها . كرنفال مائج لا تستطيع ان تلم بأطرافه من فرط الازدحام والتدافع بين البشر والسيارات والموتوسيكلات . تشعر بأنك في زحام الصفا والمروه فهذا يجري في اتجاه والاخر في اتجاه معاكس .
الجميع في حاله استنفار غريبه تدعو للذهول والتأمل . واذا عرجت نحو ميدان العتبه في اتجاهك لشارع الازهر ربما يسعدك الحظ وتصل الي جامع (سيدنا الحسين) فحدث ولاحرج . الميدان شعله ملتهبه من السيارات والاتوبيسات في كل الاتجاهات ، الكباري المعلقه فوق رؤوسنا عباره عن مواقف كامله العدد للسيارات . الحركه شبه متوقفه بصفه عامه و محركات تلك السيارات تقف عاجزه سوي من حرق للوقود . تأملت هذه الصوره التي لا يستطيع اي فنان مهما بلغ شأنه ان يرسمها ولا حتي من خياله وتساءلت ماهذا الكم من الوقود الذي يهدر في تلك المعمعه ؟ هذا الميدان هو جزء يسير من ارجاء الوطن فمثله موجود في كافه محافظات مصر وبنفس الكثافه وبنفس كميه الوقود المهدره و ربما اكثر .
دعونا نكون صادقين مع انفسنا اننا لم نستطع عبر سنوات طويله اقناع شعبنا بمعني الترشيد وخاصه في استهلاك المحروقات فكل فرد يريد ان يستقل سيارته منفرداً واذا حاولت اقناعه تسمع قولته الشهيره ( اشمعني انت ؟ ) . وهكذا دخلنا في دوامه لا نهايه لها من الاستهلاك العشوائي و بغير ذا مردود اقتصادي او اجتماعي .
هنا تبرز الحاجه الي التعامل مع هذا السلوك الذي فشلنا في تغييره بالتعامل الواقعي معه بضروره تحويل السيارات للعمل بالغاز . طالبنا في مواضيع سابقه ان يكون هذا إجبارياً خلال فتره ثلاثه سنوات . ولكن علي المدي القصير تظهر اهميه شركات القطاع ومنها (كار جاس) في ان تجد افكاراً جديده تتعامل بها مع هذا الواقع الصعب . فعندما تشير النتائج الي تحويل اقل من ربع مليون سياره منذ انشاء الشركه فهذا يعطي انطباعاً ان الارقام ما زالت بعيده عن ارض الواقع .
الواقع يقول ان لدينا ما يفوق العشره مليون سياره تجري علي الطرق ليل نهار ولا تتوقف الواقع يقول ان اكثر من ٩٢٥ مليون جنيه اقترضت خلال فتره قصيره سابقه لتغطيه قيمه استهلاك البنزين . الواقع يقول ان احد اهم اسباب العزوف عن استخدام الغاز هو شكل وحجم خزان الغاز بالسياره ولا اعرف تحديداً لماذا بعد كل هذه التكنولوجيا التي تجتاح العالم حتي اصبح التلفون في حجم علبه الكبريت مازال من الصعوبه ان نجد حلاً لتلك المشكله ؟ واذا فشلت عقولنا في ذلك لماذا لا نستعين بالخبره الاجنبيه؟ اكاد اجزم ان حل تلك المشكله بوضع تصميم مبتكر لخزان الغاز سيكون له وقع شديد الايجابيه علي السوق . ولن نطالب بالتأكيد علي زياده منافذ التموين الا بعد حل هذه المشكله وزياده عدد السيارات التي تعمل بالغاز اضعاف واضعاف عددها الحالي لأن ذلك سيعقبه بالتبعيه زياده منافذ التموين و ستكون بالطبع اكثر حداثه وتكنولوجيا .(كار جاس) جديره بأرباح اكبر بكثير من ١١ مليون دولار تحققت في عام كامل فمصر لم تعد في انتظار مثل هذه المبالغ وانما تسعي لمئات الملايين والمليارات لأنها بلد كبير واحتياجات شعبها اكبر وكلنا يدرك ذلك ويعرفه . حاولوا ان تبتكروا في هذه المشكله بتغيير شكل الخزان النمطي الذي يثير النفور ويهدر مكان التخزين في السيارات بل ويخاف منه الناس . العلم لم ولن يتوقف وكل ما علينا البحث والتفكير و دعوه مكاتب الخبره والبحث لحل هذه المشكله . لدينا في بلادنا الكثير من المراكز البحثيه والعلميه . عندنا المصانع الحربيه و الهيئه العربيه للتصنيع ومركز البحث العلمي . اطرحوها كمسابقه بين شباب الباحثين واختاروا احسن و آمن تصميم ، اذهبوا الي توكيلات السيارات واعرفوا رأيهم وافكارهم وهل يمكنهم اقناع مصنعي السيارات بفكره ان يكون هناك خزان للغاز ضمن تصميم السياره ؟ . لعل البعض لا يعلم ان خزانات الوقود بالطائره وهي تحمل منه عشرات الاطنان موجوده في الاجنحه وغير ظاهره ولا تأخذ اي حيز من اماكن الركاب وامتعتهم اذا فخزان الغاز يمكن ان يكون مثلاً في باب السياره بعد تدعيمه ضد الحوادث او ان يكون مصفحاً اسفل تضاريس السياره او في اي مكان يمكن تصميمه بحيث يصبح متكاملاً مع هيكل السياره لا جزء نافر منها . لاشئ مستحيل المهم ان نبدأ بعدما عرفنا لماذا يعزف الناس عن استخدام الغاز . وعندما ننتهي من هذه المشكله لن يكون هناك مشكله في ان يكون استخدام الغاز إجبارياً . نحن لا نقلل من مجهود اي شركه او مسئوليها ولكننا اتفقنا علي اننا جميعاً شركاء في هذا الوطن بالعمل والفكر والمسئولية ونحن نقدم مانستطيع من فكر وما يدور في اذهان الناس اما العمل والمسئولية فأنتم جديرين بها وقائمين عليها . نرجو ان نسمع من (كار جاس) و(غاز تك) كل ماهو جديد لحل هذه المشكله التي يرددها البسطاء ونقلناها اليكم وان تعملوا علي الغوص في المجتمع اكثر والدخول في الاحياء الشعبيه للوصول الي عقليه المستهلك العشوائي لأنه الخطر الحقيقي في زياده الاستهلاك و دائماً مايردد رئيس الجمهوريه بأن المشاكل الداخليه هي الهاجس الاكبر لدي كل دوائر المسئوليه فما بالكم وانتم في بؤره اهم مشاكل مصر و اكثرها تكلفه الا وهي استهلاك المحروقات السائله التي تستورد بمبالغ خرافيه . تحياتنا لجميع قيادات (كار جاس) و (غاز تك) والعاملين بهما ونشيد بما يقدمونه بكل ما في وسعهم ولكن الصعاب التي تواجهنا كبيره وتحتاج الي مزيد من العمل والابتكار ونعرف جيداً ان للصعاب (رجال) وانتم لها . والسلام ،،
#سقراط