الكاتب : سقراط |
01:12 pm 03/04/2024
| رأي
| 1289
الحقونا الهتاف الذي اطلقه الفنان الكبير (نور الشريف) في رائعته السينمائية ( الحقونا) ليوجه نظر المجتمع الي الظلم والخداع الذي يتعرض له الغلابه في المجتمع . وهكذا يهئ لي ان نفس الهتاف يطلقه اصحاب مهنه الجيولوجيا من هم خريجين جدد واخرين من ذوي الخبره الكبيرة في العمل .
مجموعة من التكنوقراط المميزين من الذين حباهم الله بعلم و دراسه علوم الارض ومختلف ما يتعلق بها من ظواهر . معظمهم كانوا من المتفوقين الذين وجدوا انفسهم في كليه العلوم وهي من اصعب الكليات العلميه الموجوده في بلادنا . الجيولوجيا احد تخصصاتها المفرطه الصعوبة والتفاصيل . كانت حياتهم ودراستهم صعبة وطويله في ذلك المجال الذي يجمع بين العلم والرياضيات و موهبه التكوين والإنشاء . تعلموا كيفية كل هذا مع تعدد الاحتمالات و تطبيق النظريات ومعاني الاستنباط للوصول الي اشكال محدده في جوف الارض . طريقة تعلمهم صبغت عليهم عدم القدرة علي الاقتناع السريع الا بعد مناقشات ودراسات عميقه يجدون في بداية حياتهم العملية صعوبة بالغه في الحصول علي فرصه عمل ، والمحظوظ منهم من يجد تلك الفرصه ويسير في دربها . دائماً كان المعتقد ان تقلدهم للوظائف القيادية يضفي عليها الكثير من الروتين ومناقشه وتحليل التفاصيل الصغير منها قبل الكبير فيضيع الوقت بلا حلول عمليه سريعه .
هذه هي مجرد وجهه نظر البعض لا تعتمد كقاعده تسري علي الجميع . كان هناك قيادات جيولوجيه ذات شأن كبير . فكلنا كان يعرف من هو (نصر البرقوقي) و ( حسين كامل) و ( فؤاد عبدالعظيم ) و ( صلاح حافظ ) و ( شوقي عابدين ) و ( هاني حافظ ) و ( ماجد عبد الحليم) و ( طاهر الزفزاف ) و ( اسامه فاروق) وغيرهم من كبار الجيولوجيين الذين أثروا الحياه العمليه والعلميه في قطاع البترول علي مر سنوات طويلة من العمل المضني مع مدارس علمية مختلفه لشركاء اجانب .كانوا قيادات كبيره بمعني الكلمه وكانت لهم نظريات ومدارس واسلوب في العمل القيادي أيضاً . هناك تجارب قياديه ناجحه بلا شك فقد تولي الدكتور فؤاد عبد العظيم و عاصم حجازي وماجد عبد الحليم وهاني حافظ رئاسه العديد من الشركات وحققوا فيها نجاحات كبيره ، وهناك أيضاً كانت تجارب مريره حلقت فيها الخلافات علي اجواء العمل ولم تكن لها سوي نتاج الفشل . اذا فالامر يعتمد علي شخصيه القياده أياً كان مؤهلها . الجيولوجيون هم قوم علم ودراسه في المقام الاول عليهم ان يجدوا تلك المفاتيح التي تسبر كنوز الارض وهذه هي المسئوليه المباشره التي تقع علي كاهلهم بغض النظر عن تقلدهم لمناصب قياديه من عدمه لأن هذا الامر يعتبر ثانوياً اذا ما قورن بالهدف الاسمي لمهنتهم . بدون عملهم وخرائطهم ونماذجهم وتصوراتهم يصبح العمل كمن هو يمشي في الظلام علي غير هدي . اضاءه العمل الاستكشافي تصبح هي الشمعه الهاديه علي هذا الطريق الطويل . كان هناك مثال نابض لهذا التصور عندما اعاد (هاني نصار) الشركه العامه للبترول شركتنا الوطنيه الي مصاف الشركات الكبري . كان اكتشاف حقل شمال عامر البحري ( الحمد) جهداً جيولوجياً خالصاً وكانت نتائجه هي من غيرت وجه العمل والنشاط في تلك الشركه. هذا هو الدور الحقيقي للعمل الجيولوجي الناجح الدي يثري حركه العمل والانتاج بالشركات بغض النظر عن المنصب . وكذلك وعلي نفس النهج سار ( اسامه فاروق ) في شركه برج العرب عندما كان يعمل بها وتغيرت خريطه الانتاج بها بجهد استكشافي مثمر . ثم جهوده في جنوب الوادي وهيئة البترول والثروة المعدنية، ولكن كل هذا لا يقلل أيضاً من قدرتهم علي القيادة ولكنها ظلت علي كل الاحوال مرتبطه الي حد بعيد بوجود ممثل قوي لهم في دوائر الاختيار و نتائج اعمالهم كمديري للاستكشاف بالشركات . وتظل واجهه النجاح في تحقيق المزيد من الانتاج هي الاساس في كل هذا . لا نعتقد أبداً ان القياده مرتبطه بوظيفه او مؤهل محدد ولكنها تظل مزيج من معاملات الشخصيه والعلاقات وبعض من عمل ناجح ويقوم عليها الحظ في كثير من الاحيان . ولذلك فهم علي قدم المساواه مع كل المؤهلات والتخصصات الاخري المؤهله لتولي القياده ولا يوجد تحيز واضح ضدهم . بالطبع كان هناك نماذج مشرفه لجيولوجين تقلدوا القياده فمن يتقلد هئه البترول حالياً هو الجيولوجي علاء البطل ويقوم علي قيادتها بحكمة وهدوء ومن يتقلد هيئه الثروه المعدنيه ياسر رمضان أيضاً جيولوجي وهي هيئه يعقد عليها امل كبير في تحقيق اضافه جاده لقطاع البترول . و كان هناك نماذج مضيئه في الاداره كانت مؤثره حتي وقت قريب عندما كان ( اسامه فاروق) الذي كان واحدًا من ابناء الشركة العامة للبترول نائبًا للاستكشاف بالهيئه وكانت له جهود كبيره في هذا المنصب وخاصه في تسويق المناطق الاستكشافيه وكان تواصله مع العديد من الشركات اثره في تطوير العمل الاستكشافي بها .
كانت هناك جهود حثيثه للكشف عن المزيد من الاحتياطيات وخاصه في مجال الغاز وتحقق خلال عمله العديد منها وكثف من جهوده في اعمال الطرح الجديد للمناطق الاستكشافيه . ثم تقلد منصب رئيس هيئه الثروة المعدنية وهذا يعتبر تكليلاً واعترافاً بقدرته علي القيادة المثمره . نموذج فكري يوسف وعلاء البطل و اسامه فاروق مع غيرهم من كبار هذه المهنه يعتبر مثالاً للقيادات التي تثري المنصب ولا يكون الهدف الاساسي له مجرد الحصول عليه .
الحديث عن جيولوجي مصر واستكشافها يطول لصفحات وصفحات ولكن ما اردنا توضيحه في هذا الموضوع القصير ان هذه المهنه تمثل لنا الامل الحقيقي في استمرار هذا القطاع في الحياه لسنوات اطول وبدون عملهم وجهدهم يتوقف نموه ونشاطه .وعليه فأن الامل معقود عليهم وفقدانهم الحماس في العمل املاً في القياده او المنصب او بأحساس الظلم وعدم المساواه يضيع هذا الامل ويجعل الايام القادمه اكثر صعوبه . جميعكم اخوه وابناء هذا القطاع و لا فرق بين مهنه واخري الا بالعمل والجهد والنتائج وهذا هو الحلم الحقيقي لكم ولبلدكم اما الجري وراء احلام ضائعه فلا جدوي منها او مرام . كونوا علي العهد ان تظل عقولكم تعمل وعيونكم ترقب واقلامكم تكتب فهذا هو دوركم في الحياه وهذا ما ننتظره منكم . والسلام ،،
#سقراط