12:50 pm 30/03/2024
| رأي
| 1510
علماؤنا الكبار هم ثروة هذا البلد الحقيقية في كل مجالاته. لا يوجد اهم من العلم في بلد يعاني من جم مشاكل لا حصر لها. ومهما اوتينا من قوة فلا قوة ولا صوت يعلو علي صوت العلم لمواجهة هذه الامواج العاتية . للأسف انحصرت نظرتنا تجاه فئه العلماء بانهم مجموعة من النظريين الذين يقومون علي تدريس اولادنا وبناتنا في المدارس والجامعات دروس صماء لا تشفع لهم في حياتهم العمليه وبالتالي تظل حياتنا علي وتيره واحده من العمل بالاجتهاد وبعض الخبرات التي تأتي معظمها من دروس حياتنا المحليه و لا ترقي الي ما يقوم عليه العالم الان من تطور رهيب . تلك النظرة القاصره لا ترتقي الي مستوي العلماء الذين استطاعوا بحق ان يوظفوا العلم في ارفع وادق صوره في مجالات العمل والانتاج والدكتور محمود دبوس هو واحد من هؤلاء النادرين . كافه ما تعلمناه في هذه الدنيا تقول انه ( لا خير في علم لا ينتفع به الناس) .فما بالك اذا كان علم هذا الرجل ينصب في واحد من اهم فروع حياتنا اهميه وحساسيه وهي انتاج البترول والغاز . هذا الرجل تحديداً هو خليط ثمين بين العلم والخبره والقدره علي التطبيق و القوه الماديه التي تساند كل هذا . قلما تجد هذا الخليط يجتمع في شخصيه عالم واحد مثلما اجتمعت في الدكتور دبوس . كان يمكنه ان يعيش هانئاً بعلمه وشركاته خارج هذا الوطن ولكنه ( مصري) وانتم تدرون تماماً معني هذه الكلمه .
المصري لن ينسي تراب وطنه أبداً ولو بعد حين . لا يأنف ان يعود اليها مهما كان يعلم عن صعوبه الحياه والتعامل فيها ولكنه نداء الوطنيه وشعور المصريه الجامح . توجه الي الامريكان الذين كانوا يملكون واحدًا من اكبر حقول الصحراء الغربيه بكل شجاعه العقول وبمنظور اقتصادي ثاقب ، هو يعرف طباعهم ويعرف طريقتهم في التعامل الاقتصادي والاهم من ذلك يعي قدرته علي احياء هذا الحقل القديم بالعلم والتجربه ونجح في تلك المهمه الصعبه . واستحوذ علي شركه ويبكو من شركه (فيليبس) العملاقه في مفاجئه من العيار الثقيل في هذا الوقت . من الذي يقدر ان يحل محل ذلك العملاق الامريكاني ؟ . كان الرجل لها وسط نظرات الشك والريبه التي تحاصره في قدرته علي اداره هذا المشهد الصعب ولكن الدكتور حمدي البنبي في هذا الوقت كان يعرف قدر الرجل جيداً وكان علي ثقه بقدرته علي هذه المهمه الصعبه . اتجه الرجل سريعاً بالعلم أولاً وتطبيقاته ليعيد الحياه للكثير من الابار وبدأت الانظار تتجه اليه . ياللعجب انه يحقق النجاح تلو الاخر . الابار العجوز التي أغلقت فيليبس ملفها تعود الي شبابها وانتاجها ، الاخبار السعيده تتوالي واكتشافات بالجمله في هذا الحقل العجوز . انقلبت الايه واصبح محطاً للانظار وقبله لكل من يطلب استشاره او مساعده في حل مشكله ولم يتوان الرجل . قام بعقد الدورات التدريبيه علي حسابه الخاص بل اتجه الي تنفيذ بعض التجارب الموثقه بأسمه متحملاً كل تكلفتها في العديد من الشركات . هو يعمل من اجل هذا البلد ولهذا عاد وذاع فيها صيته . ازدهرت ويبكو ومينائها وجرت في نهر الحياه مياه كثيره واصبح له بدلاً من المنطقه الواحده سبع مناطق في مختلف بقاع مصر وانتشر نشاط شركه (اي بي ار ) في العديد من حقول مصر الكبيره . نشاط كبير تقوم عليه هذه الشركه بسياج منيع من العلم والخبره التي اكتسبتها عبر الايام والتجارب .
لم يبخل الدكتور دبوس علي الخبرات المصريه مشاركتها قصه النجاح فأصبح له وحوله كوكبه مميزه من خبراء هذه الصناعه يقومون علي توجيه دفه العمل في هذه الشركات مع احترامهم للقاعده العلميه الاخلاقيه للدكتور دبوس في (انكار الذات) عند تحقيق اي نجاح وهذا امر لم يعتاده المصريين في عملهم . قصه نجاح حقيقيه بطلها الاول ( العلم) بلا منازع ، العلم النافع والمثمر الذي يؤدي الي تحقيق خير ورزق لشعب كبير ينتظر من علماؤه الكثير من خبرتهم وتجاربهم تعيد الي وجه هذا الوطن الابتسامه المفقوده . تظاهره النجاح التي يقودها دكتور دبوس في قطاع البترول هي رساله للجميع في هذا الوطن ان اعلموا بأن العلم دون غيره هو من سيقيم البلاد من عثرتها وان زماننا لم يعد زمن التجارب والتخيلات وانما زمن التطبيقات العلميه القائمه علي نظريات ثابته راسخه . انتهي عهد التمنيات والامنيات واصبحنا في عهد يتسابق فيه البشر الي الوصول الي اللا معقول والي ماوراء الحقائق . سبقتنا الامم بأشواط بعيده ولم يكن هذا الا بالعلم والعلم وحده . امريكا نفسها عادت لتتصدر انتاج البترول العالمي وتكتفي منه بالعلم الذي اتاح لها انتاجه من طبقات معدومه الاحتمالات .
نحن نشرف بأن نقدم نموذج الدكتور دبوس في قطاع البترول فهو نموذج مضئ بلا شك لا يحتاج أشاده و يجب اظهاره بقوه كمثال يحتذي في كافه قطاعات الدوله المنتجه بأن عليها ان تعتمد علي مثل هؤلاء العلماء في تخصصاتها المختلفه لتغيير وتيره وطرق العمل المتقادمة والتي لم نصل بها الي نتائج نستحقها . تحيه للعالم الكبير الدكتور محمود دبوس ونقول له قول شوقي :
ان الشجاعة في القلوب كثيرة
ووجدت شجعان العقول قليلاً
و تقديرنا للعاملين معه في هذه المؤسسه العلميه الاقتصاديه التي اعلت قيمه البحث العلمي و تطبيقاته مما كان له اثراً كبيراً في صناعه البترول المصري واصبحت عضواً هاماً وحيوياً في نسيجه واثبتت ان المصري دائماً قادر علي تحقيق المستحيل . والسلام ،،
#سقراط