01:06 pm 29/03/2024
| رأي
| 2120
لا يمكن ان يمر شهر رمضان بدون ان نتذكر هذه العلامة الفارقة في تاريخ البترول المصري .تهنئة نابعه من اعماق شعور الالاف من ابناء هذا القطاع تجاه هذا الرجل ورغبتهم في تقديم شعور العرفان له فكان حقاً علينا وواجباً ان نقوم بها بالنيابة عنهم جميعاً . هو الوزير الوحيد الذي تعرفه الناس بشخصه و ما قدمه لهم بعيداً عن تقلده منصبه (كوزير ) . لا يلقبه احد بالوزير السابق ، او اي لقب فيه اي صفة رسمية . يكفيهم اسمه . انه واحد منهم ، عاش بينهم وعرف همومهم وكان لهم ظهراً وسنداً حتي عندما كان في سلطة العمل كان معروف بأسمه فقط . لا يتفق الناس أياً كانت ديانتهم علي (باطل) أبداً و هذا هو مناط حديثنا في الرجل .
كتابات المدح او الذم قد تعلوها المجامله او الزيف والرياء فمصالح الناس متشابكة معقدة . ولكن اتفاقهم علي توجه واحد تجاه شخصية ما لا يمكن ان يكون بهذا الاتحاد الا اذا كان مبنياً علي اساس متين من الاعمال و صدق الشعور والتعامل وما يصاحبها بالطبع من اخلاق رفيعة ووطنية مشهود لها وامانة جمه . لذلك فعندما نتوجه بحديث القلب الي هذا الرجل فأننا لا نغرد بعيداً عن السرب بما نقول وانما هو اجماع اتفقت عليه طوائف العاملين وكل من يقرأ لنا هذه الفوانيس . قد يعتقد البعض ان المدح بعد ترك المسئولية هو نوع من العواطف الجياشه التي تسيطر علي تصرفاتنا نحن المصريين . بالتأكيد نحن شعب عاطفي نغضب بسرعة وننسى الإساءة بمجرد ابتسامة او سلام . ولكن عواطفنا تجاه المهندس سامح تختلف عن هذا بكثير . كم فرداً تعامل مع هذا الرجل بصفة شخصية ، لنقل مئه ، الف ، الفين . لن يزيد عن هذا بكل تأكيد . ولكن هذا القطاع يحوي مئات الالوف فكيف اجتمعت عواطفهم عليه ؟ . العاطفه بالتأكيد تستلزم الاحتكاك الشخصي اللصيق حتي تولد بين شخص واخر . وبذلك لا يكون بين هذا الرجل والالاف من ابناء هذا القطاع عاطفه بالمعني المفهوم و انما هي سحب من تقدير واحترام وامتنان مسيره ممطره بخيرها علي كل اركان هذا القطاع . امتزاج كل هذا يولد حباً من نوع خاص يكبر بتوالي الايام ليصبح بالفعل عاطفه من نوع خاص . خرج سامح مسلحاً بهذا الشعور من نطاق عمل البترول الضيق الي ما هو اوسع وارحب واصبح معروفاً لدي كثير من الشعب المصري بإسهاماته في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية الاخري وهذا لن تجده الا في مثل هذه النوعية من الشخصيات التي تعرف قدر المسئوليه وحب المجتمع الذي تعيش فيه. كان من الرجال التي لا تجلد المجتمع باحتياجاته و تؤنّبه بمشاكله مثلما يفعل كثير من الذين (يفضفضون) بأحاديث ما بعد المسئوليه ولا يدركون ان التعامل مع المجتمع له معايير مختلفه عما يدور بأذهانهم وهذا ما جعل (سامح) فارقاً عن غيره بكل تأكيد .
لم يعد هناك الكثير مما نقول في هذا الموضوع الدقيق تحديداً ولكن كان لزاماً علينا ان نوضح فلسفه العلاقة الفريدة بين هذا الرجل والعاملين بالقطاع التي يجب ان يفهمها النشئ الذي يرنو الي قياده المستقبل . ولا اجزم ان مثل هذه العلاقة الفريدة كانت الوحيدة في قطاع البترول ولكن كان للمرحوم عبد الهادي قنديل باع كبير في حب العاملين له وكان لهم معه علاقات وثيقه لا تحصي حتي انه كان يعرف سائقي اتوبيسات نقل العاملين بالهيئه ويذهب اليهم ويصافحهم بالاسم فقد كان رحمه الله متواضعاً فذاً في نفس الوقت فحاز اسمه كل تقدير واحترام عبر الايام. ولكن ما يميز المهندس سامح انه عاصر الجيل الذي لم يعاصر عهد عبد الهادي قنديل واصبح هذا الجيل من قيادات القطاع الأن . اما اغلب من عاصر المرحوم قنديل فقد تواري اغلبهم عن الانظار او غيبتهم الايام .
بالتأكيد كان سامح محظوظاً بذلك فقد تقلد الوزاره وبها جيل ناشئ واضاف هو شخصياً لها اجيال جديده صغيره من العاملين اصبحت الأن في اعمار تسمح لها بالتقييم الصحيح لادراك ما كان يحدث حوله وهو صغير وتقدير ما عم عليه من خير ورزق . هكذا كانت حظوظ المهندس سامح من الدنيا كان المنصب بالنسبة له هو الجواد الذي يصل به الي ابعد مدي دار في مخيلته لخدمه الناس والاحساس بهمومهم فحاز حبهم و حب العباد هو منحه ربانيه لا ينالها الكثيرين مهما كانت مناصبهم . شمعه مضيئه نوقدها في فانوس اليوم تشع منها اضواء عامره بالحب والتقدير لواحد من رجالات مصر الذين قلما تجد اجتماع الناس عليهم .
و مهما اسهبنا سيدي فلن نوافيك حقك فلك منا ومن كل العاملين بالقطاع كل تقدير واحترام فانت لذلك عنوان و انت له اهل .
وكل سنه وسيادتك بخير. والسلام ،،
#سقراطQ