الكاتب : سقراط |
02:01 pm 28/03/2024
| رأي
| 1185
لن اثقل في حديثي اليوم فهو يوم خفيف علي القلب له معزه في قلوبنا . يحظي يوم الخميس بمكانه خاصه لدي المصريين والعرب بصفه عامه . فهو يوم العمل الاسبوعي الاخير يعقبه اجازه تمني نفسك فيها بالنوم العميق وعدم رؤيه وجوه سئمت منها طوال اسبوع طويل ممل من العمل والارهاق ومشاكل لا تنتهي . تبدو ايام الخميس في شهر ومضان لا تحظي بتلك الاهميه كونها استعدادا لأجازه بلا فنجال قهوه صباحي او الدخول في ثرثره مع اهل البيت فلا قدره علي ذلك في يوم صيام طويل . فيكون اجمل ما يمكن لك عمله هو استدعاء بعض التخيلات والذكريات عما مر عليك من احداث واخبار و خاصه ما كان منها قريب الحدوث .
تبدأ في عرض شريط الاخبار وتجد اسماء تتقافز من حولك في حلقه معاده وممله من حلقات الحياه . من هؤلاء ! يا الهي هذا اعرفه انه كان وكان .. الاخر كان من المقربين لفلان او علان ..الاخير كنت اعرفه انه لا يدري عن امره شئ . تظل هكذا في عمليه تقييم لا نهائيه وكأن جميعهم خلقوا من طينه وخلقت انت من طينه اخري . تنتهي افكارك وتجوع من هذا الجهد ولا تجد أكلاً او طعاماً فأنت صائم فلا تجد الا الزلط لتأكله. حقاً ان شعور الحسره والغضب هو وجبه متكامله من الزلط . لن يحاسبك احد علي اكلك للزلط ولن يأبه بك احد فكل ما ستشعر به صرير اسنانك وانت تمضغه وعويل اعصابك من قسوته .
المشكله الكبري ان الزلط لا يهضم ولا يغني من جوع وانما يظل مغصاً ملازماً لك علي طول الايام . اكل الزلط وجبه مشهوره عند المقهورين والمحبين والمضحين والمتغاضي عن الإساءة والظلم وطالبي المنصب و الشهره والثروه . كلا منهم يأكل الزلط لغايه يطلبها . لكل واحد منهم هدف فمن يضحي فأنه ينتظر جائزه اكبر ومن يتغاضي فأنه يؤثر السلامه اما الاحباب فهو لا يشعر بطعمه الا بعد ان يتأكد ان اختياره كان خطئاً ويعيش بقيه حياته يعالج اثار بلع الزلط . الزلط كبير وصغير منه ما يقف في الحلق ويميت ومنه ما يمكن بلعه . لا تعتبر انك ستكون في مأمن من اكله او بلعه في يوم من الايام . ربما ستواجه المناسبه او الحدث التي تجعلك تتجه الي صحن الزلط صاغراً . ولكن عليك ان تسأل مجرب وهم كثيرون. يقول العرب وقولهم صدق (لا يصف الطريق الا من سلكه) . فربما كان هذا من عوامل التخفيف عنك . دع عنك اوهام الحزن والتضحيه الفارغه عند رؤيتك لهذا او ذاك في منصب او ثروه او مكانه فليس لك عليهم شأن. واعلم انها لحظات واهيه تعود الحياة بعدها الي سيرتها الاولي وتسير الامور في اعنتها بغض النظر عن فلان او علان . ولا تستمرئ اكل الزلط لأن هذا سيقودك حتماً للموت . ان الحياه ايام ودول واذا لم تدرك هذا فهو شأنك انت . و اعلم ان من استطاع ان يجبر الناس علي اكل الزلط فأنه يوما ما آكله لا محاله . هكذا علمتنا الايام فلا تكن ممن اغلق عقله وسمعه عما تبديه الحياه لك من ايات ومعجزات وتغييرات لم تحسب لها بالاً ولن تستطيع معها جهدا ً وفكراً . لا تكن دائماً من هواه رسم لوحه يرفرف علمها في سماء الاحزان وصور لنفسه صوره في عالم الظلم و العدوان . لانك ستجد حتماً انه قد استبان لك في النهايه انه ما قد كان .. كان.
خلاصه القول لا تعتبر كل احداث الدنيا عدوان عليك ولا تقلل من شأن الاخرين فمثلما تقول يقولون . ولا تأكل الزلط من اجل اي احد حتي اولادك فكلاً له رب يرزقه ويرعاه واكلك للزلط لن يقدم ولن يؤخر . فاذا ادركت ماقلت ارحت واسترحت ، اما غير ذلك فلك ان تعتبره تخاريف صيام واكمل وجبه الزلط التي امامك . والسلام،،
#سقراط