04:52 pm 26/03/2024
| رأي
| 1107
قال تعالى:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)"
-سورة الزمر -الآيات ٥٣: ٥٤
هو من قبيلة بنى مخزوم إحدى القبائل التى كانت لها اعنة الخيل فى قريش وعرف رجالها بالقوة والجلد فى رحاب الحرب، وبالخفة والانطلاق على صهوات الخيل... فهم قوم محاربون... اخوه لأمه أبو جهل قاهر المستضعفين وعدو المؤمنين بمكة وفرعون هذه الأمة.
سمع عياش بدعوة الاسلام فأسلم مبكرا قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دار الأرقم... ولما رأى قريشا لا تكف عن إيذاء المسلمين... استجاب لدعوة النبى بالهجرة إلى أرض الحبشة... ثم عاد إلى مكة بعد أن أعلنت قريش مصالحتها لمحمد وأصحابه... وبقى فى مكة بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أمرهم بالهجرة إلى يثرب.
فاتفق عمر بن الخطاب وعياش وهشام بن العاص على الهجرة سويا... وحددوا ميعاد لذلك واتفقوا على اللقاء عند غدير بنى غفار... وأن أيهم لم يُصبح عند الغدير فقد حُبس فليمض صاحباه... وفى الصباح التقى عمر وعياش وحُبس عنهما هشام وفُتن فافتتن... فسارا حتى دخلا يثرب ونزلنا فى دار بنى عمرو بن عوف بقباء... واحسن قريش بفرار عياش بن أبى ربيعة وأخذت العيون تتسلط على أبى جهل... ادعى أنه عدو المؤمنين واقرب الناس إليه يفر إلى يثرب... وأخذت الكلمات تحاصره من كل جانب، ولم يستطع أبو جهل أن يتحمل أكثر من ذلك، عندها صمم على الذهاب إلى المدينة، وفى جنح الظلام كانت مطية أبى جهل وأخيه تسابقا الريح وثبا فى إتجاه المدينة، والتقينا عياش... وقال أبو جهل: لماذا خرجت من مكة خلسة أكنت تخاف أحد؟ ومن هذا الذى يستطيع أن ينال منك؟ لقد اتينا خلفك لأن امك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك ولا تستظل من شمس حتى تشاهدك... فرق لذلك وأثر فى قلبه ماعزمت عليه أمه، وحاول عمر بن الخطاب منعه وحذره منهم... إلا أنه قال: أبر قسم امى، ولى هناك مال آخذه.
وعاد معهما وفى الطريق احتفالا عليه وأوثقاه وربطاه ودخلا به مكة وفتناه فافتتن... وهكذا استطاع أبو جهل أن ينجح فى سفارته... وحرص أن يدخل مكة فى وضح النهار موثقا أخاه... ثم قال: يا أهل مكة هكذا فافعلوا بسفهائكم... كما فعلنا بسفهائنا.
وعلم عمر بما حدث لصاحبه فكان يقول: ما الله بمقابل ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا توبة... قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم... فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أنزل الله تعالى فيهم وفى قولنا وقولهم لأنفسهم تلك الآيات... فكتبتها بيدى فى صحيفة وبعثت بها إلى هشام بن العاص وعياش بن أبى ربيعة... حتى كان يوم والرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فى المدينة. قال: من لى بعياش وهشام بن العاص؟ فقال الوليد بن المغيرة: انا لك يا رسول الله بهما... فخرج إلى مكة فقدمها مستخفيا... واحتمال حتى وصل للمحبوسين... وكانا فى بيت لا سقف له... فتسور عليهما وفض قيدهما وحملهما على بعيره وساق بهما حتى قدم بهما على رسول الله صلى الله عليه.
-المصادر:
تفسير الطبرى
-اسباب نزول القرآن للواحدى