الكاتب : سقراط |
01:21 pm 26/03/2024
| رأي
| 1462
علم الاستكشاف هو علم صناعة الامل و هو القلب النابض في جسد القطاع البترولي فأن هو توقف كان ذلك إيذاناً باعتلال الجسد واضمحلال قوته وفقده لنضارته. الاستكشاف هو الماء في الصحراء القاحلة والوردة الجميلة في بستان الاشواك هو الامل بكل ما يمثله ذلك من معاني وافعال . لا حياة بدون امل وكذلك بدون عمل . كلاهما هو وقود الحياة بهما يسعي الانسان وبه يعمر الي ماشاء الله له من حياه . واذا كنا قد امتلكنا قاعدة قوية من علماء الاستكشاف في مصر فأننا لا نستطيع ان نحصي ذلك الطابور الطويل من تلك القامات التي قامت علي هذا العلم والنشاط . ذهبوا به الي ابعد مدي تتصوره جابو البحار والاراضي الشاسعه ، هبطوا الاوديه وصعدوا الي التلال . معهم كاميرات التصوير واقلام لتسجل كل ملاحظه وكل مشهد . كانت وكأنها اقلام القدر تكتب وتدون في سجلات المستقبل .
كان الاستاذ (اشرف فرج) احد الكوادر الهامه في العمل الاستكشافي بوزاره البترول . كان بحق مع المرحوم مؤنس الشحات جناحي طائر القطاع يرفعانه الي اعلي في فتره هامه خلال احداث ٢٠١١ وما بعدها . قاما علي جهود لا ينكرها احد . اشرف فرج ابن هيئه البترول تتلمذ علي يد مدرسه الكبار بها حيث كان صلاح حافظ والاستاذ وفيق مشرف و الدكتور عاصم حجازي و حديوي و مدبولي وتمام وماجد عبد الحليم و احمد راغب رائد الاتفاقيات في مصر، كلهم كانوا من رموز العمل الاستكشافي المضيئه . ويبدو ان تأثير راغب عليه كان كبيراً فكانت نزعته دائماً تميل الي دراسة كل ما يخص الاتفاقيات وخاصة الجديد منها . وجد في العمل بالوزارة فرصة جيدة ليثبت ذاته بعد ان ذهب اليها مع الاستاذه ناديه زهران فقد كانت تطلعاته اكبر بكثير من مجرد تغيير المكان . وقد كان، استقل قطار المناصب العاليه وسار به الي ارفع المناصب . كان مثابراً جاداً في عمله بالطريقة التي ربما جعلته ينسي معها الكثير من قواعد الاجتماع التي تؤكد ان النجاح للناس وبهم . لم ينكر عليه احد جده واجتهاده ولكنه في سبيل ذلك انهمك بعيداً عن زملاء المهنة واصدقاء الزمن الجميل . ثقته المطلقة في قوته ونفسه جعلته يعتمد المركزية المطلقة كأسلوب عمل قام عليها بكل ما اوتي من قوة على الرغم من قسوة ذلك عليه . اصبح من حوله من اصحاب المهنة في حالة لا تبدو جيدة فلم يسمع شكواهم وأناتهم واعتبرها كالعادة هي طلبات (للترقيه) او الحصول علي منصب وظلت الشركات خاويه من مناصب الاستكشاف العليا لفترات طويله .
واصدقك القول اني فاض بي من لفظ ( الترقيه) من كثره ما احاطه من لغط والعايب ومؤمرات تجعله نكبه علي صاحبه بما افسده من علاقات الناس بعضها ببعض حتي غدا السلام او الابتسامه يعزوان حتماً لطلبها . لماذا لم يدرك الناس حتي الأن ان المنصب يجب ان يسعي اليك لا ان تسعي اليه فغير ذلك يكون لك زلاً ومهانه وفي الاخير لن تحصل الا ما قدره الله لك . ولكنهم ياسيدي لم يكونوا كلهم علي هذه الشاكله . فقد كانت للكثير منهم شكاوي اخري في العمل واسلوبه وطريقه التعامل مع الشركاء في وقت عصيب كانت تمر به البلاد وكان ذلك يتطلب منك ان تكون الاخ الاكبر الناصح والراعي لهم . اتخذت موقفاً لا يعرف له سبباً في وقت حالك بعد مغادره المهندس شريف اسماعيل للوزاره عندما بدأت حملات تشويه لا حصر لها من بعض رؤساء الشركات الذين لا يستحقون هذا المنصب علي الاقل اخلاقياً لمرؤوسيهم وللاسف وجدوا بعض الاذان الخاويه التي تستمع اليهم في الهيئه حينذاك . استنجد بك الكثير من هذه الحمله المسعوره القائمه علي تشويههم واكل لحومهم ولكنك اثرت السلامه علي الرغم من انك ابن القطاع المخضرم الذي عشت بين هؤلاء وتعرفهم حق المعرفه . اعرف ان هذا ليس دورك ولكنك صاحب نظره ورأي وتعرف الكثير من خبايا هذا القطاع وهو ما كان يطمع فيه هؤلاء القوم . ولكن كانت عنايه الله تسبق كل هذا واعاد ابراهيم خطاب الهدوء لهؤلاء المسعورين وشد لجامهم بقسوه . لا شك ان جهودك قد اثمرت الكثير ولكن أيضاً كان هناك الكثير من الاحلام مما كان لامعاً ثم انطفأ. اين مشروع تكامل النموذج الجيولوجي لخليج السويس الذي كان دره التاج في قطاع البترول ثم تهاوي عجوزاً ضعيفاً بفعل الزمن ؟ اين مشاريع الاستكشاف في البحر الاحمر وخليج العقبه تلك المناطق البكر التي مازالت تبحث عمن يضرب فيها فأس التنميه واستزراع الخير . ما زالت طبقات الدلتا العميقه لم تكتشف بعد . اين الافكار الجديده في الاتفاقيات الدوليه التي انت من اكبر خبراؤها تلك التي يمكنها اجتذاب كبار الصناعه بدلاً من هؤلاء الذين يحومون حول القطاع بلا خبره ولا علم ؟ . لم تسعفك الايام وسبقتك فلم تستطع ان تصل بهذه المشاريع الهامه الي غايتها المنشوده ولا ان تذهب الي اصدقائك وزملائك القدامي بيد ممدوده تربت بها علي اكتافهم فقد كانوا يستحقون منك الكثير . انها علي كل حال الايام حلقات ودوائر وساذج من يعتقد انه سيفلت منها . ان مرحله عملك الوظيفي هي بحق فتره غنيه لا ينكرها الا جاحد وعدم تحقيق الاحلام ليست خطيئه أبداً والاهم من ذلك ان نستمر ولا نيأس ويكمل خلفك المشوار . وتظل فترتك أيضاً غنيه بالحكم والدروس لكل المقبلين علي الحياه من بعدنا . تعلمنا منها ان الحياه تعطي لك كما تعطي لها ، ان العلاقات الساميه بين البشر والأهل والزملاء هي كنز كبير لا نفرط فيه أبداً فالمنصب الي زوال ولو بعد حين . يظل اسمك بالتأكيد علامه مميزه في تاريخ العمل الاستكشافي والاداري بالهيئه والوزاره وسيصبح بين سطور صفحات التاريخ يتعلم منه كل قادم . كل سنه وانت طيب . والسلام ،،
#سقراط