الكاتب : سقراط |
01:06 pm 25/03/2024
| رأي
| 1889
قبل أن ابدأ حديثي عن هذه الشركة الشابة التي تمثل احد اغصان شجرة هذا القطاع المثمرة اذهب بك أولاً الى افراد اسرة مصرية بسيطة . الاب الكبير والام الحنون وعدد من الاخوة وفي نهاية العقد تجد الابن الاروبة اصغرهم . هذا الصغير هو شعلة نشاط و ذكاء هو ابن هذه الايام التي اصبح فيها كل شئ ملك اليد . يضبط لأبيه تليفونه المحمول الذي يحار في ازراره ويلبي لأمه طلباتها و يناطح اخوته بمعرفته وبعض ماتعلمه من مستحدثات هذه الايام . هو تلميذ نابه يعرف طريقة ويقوم على الدراسة ويظل في حالة نجاح ولا تستغني عنه العائلة أبداً . هذه بالضبط هي الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات ( ايكم) في اسرة قطاع البترول .
هي اصغر ابناء هذه العائلة سناً . ولدت عام ٢٠٠١ لتبحث عن كل مايهم هذه الاسرة ويحقق منفعة لها . تراها مشتبكه المصالح والمعارف مع الزيت الخام والغاز بل والثروة المعدنية مع التكرير والمصانع وكافة ما يتعلق بالصناعة البترولية . لا يفوتها اي شئ منهم تبحث عندهم عن كل ما يفيض او يعتقدون انه لا فائدة منه . تذهب بعقلها المكوكي اليهم لتقنعهم بالجديد وتحقيق قيمة ربحية مضافة من كل ما هو موجود في محيط عملهم . لم تترك شاردة ولا واردة الا دخلت فيها وأوسعتها علماً ودراسة . قامت على مبدأ حديث وهام وهو: ان الصناعة التحويلية والقيمة المضافة هي احد اهم اساسات العمل البترولي العالمي الحديث الأن . فاذا كان برميل النفط الخام بمائة دولار مثلاً فانها قادرة بهذا البرميل ان تجعل قيمته تزيد عن الالف وربما اكثر بكثير .
ربما لم تأخذ حظها من الشهرة لسنها الصغير ولكنها فاعلة وبجديه وتقوم علي اعمال ومشاريع لا يسمع او يعيها الكثيرون . هي بالتأكيد حظوظ الشهرة مثل الساعة (الرولكس) التي يوجد من هو اغلي منها ثمناً وقيمة ولكن يظل اسمها هو الاوسع انتشاراً . كل هذا لم يفت في عضدهم اتجهوا بنشاط لمعرفة احتياجات السوق من كل مايقوم على صناعة الاحتياجات الاساسية في المجتمع .تسعين في المائة من احتياجتنا ناتج من صناعة البتروكيماويات ومشتقاتها .
بدأت تحبو في هذا المجال الهام منذ انشائها في عهد المهندس سامح فهمي الذي كان قد بدأ وضع قواعد اركان النشاط البترولي الموسع في مصر على صورته الحالية . تولاها ( هاني سليمان) احد اهم مهندسي الغاز وكان نابغاً في نيابة الغاز بالهيئة تتلمذ علي ايدي الكبار مثل المهندس (مصطفي الرفاعي) رئيس إنبي ثم نائب الغاز بالهيئة قبل ولادة الابن الاكبر ( ايجاس) . قامت ايكم بسرعة على مصانع تحويلية كبيرة وبدأت شجرتها في النمو بطموح بالغ تأسست فيها الشركة تلو الاخري.
وكانت علي موعد مع رائد من رواد هذه الصناعة في مصر( المهندس اسامه كمال) الذي احدث فيها طفره نوعية لا يمكن ان يلم اطرافها موضوع صغير . اتجه الرجل بخبراته وعلاقاته الدولية لتطوير هذا القطاع الهام فهو رجل عملي ويعرف انه لا مستقبل بدون هذه الصناعة وان عملية استخدام البترول والغاز في صورته الاولى هو استنزاف غير مبرر لتلك الثروة التي نملكها وما بالك وهي محدودة في الاساس . كان يعمل بعقلية عملية تجمع بين ما هو فني معقد واقتصادي وكان لها .
ظهرت الشركات وتعاظم انتاجها وبدأنا نسمع عن شركات هي امتداد لشركة البتروكيماويات المصرية، مثل: سيدي كرير للبتروكيماويات "سيدبك" وايلاب وايثديكو وموبكو و ابو قير للأسمدة و اكبا لكيماويات الانتاج وشركتي صناعة الاخشاب والاسترنيكس ومنتجات الاكرليك الهامه . وغيرهم كثير مما لا اعرفه ولكني سامع به .
نهضة بلا شك تحققت في هذه الشركة وكانت محظوظة بتولي المهندس كمال وزارة البترول فوجدت المساندة الحقيقية والنصيحة الواسعة منه . انشغل الرجل بهموم لا حصر لها وتغيرت الاحوال في البلاد كلها . وهبت علي ( ايكم ) بعدها عواصف المشاكل والتخاذل من قيادات تولتها تاهت في غياهب الباطل وهامت في اودية الضلال بعد ان عميت عليهم وجوه الرشد و استبهمت عليهم معالم القصد فكانوا كمن افسد في الارض والله لا يحب الفساد وحق عقابهم في الارض وفي السماوات فبئس ما فعلا و بئس ما صنعا .
ارتبك حال هذا الفتي الذهبي بعد ان حاولوا تدميره صبياً وهذا مكرهم ولا يحيق المكر السئ الا بأهله ومرت عليها فترات ربما كانت تحاكي ما مرت به البلاد من مصاعب ولكن هيهات كان هناك قانون وهناك نظام وهنالك دوله ،فاذا كان القانون عندهم عبثاً فهناك خالق من سن هذا القانون هناك رب العدالة يحميها وهو يمهل ولا يهمل وعندما يأخذ الظالم فأنه يأخذه اخذ عزيز مقتدر ، هي رسالة لكل من وعي السمع وهو بصير . و انقشعت الغمة فأن وعد الله علي الارض كما في السماء أمراً مفعولاً .
وتولي المهندس سعد هلال مسئوليتها ليعيد اليها جانب كبير من نشاطها و قام علي اصلاح ما افسده الاخرون واكمل العديد من المشاريع التي توقفت وذهب الرجل تحت رحي سيف التقاعد وهو في اوج نشاطه ولكنها هذه هي الايام تفعل ماتريد .
لم يشأ القدر ان يثقل كاهل هذا الشاب المتطلع للمستقبل فكان وجود ( ابراهيم مكي) رئيساً لها وبحق كان اختياراً من الاختيارات ذات المغزي والتي تعني الكثير لشركة مثل ( ايكم) . وجد هذا الرجل رصيداً كبيراً من العمل وأيضاً من الطموح الذي مازال لم يتحقق . اتجه سريعاً بنشاط الي كافة اشقائه من الشركات ليعرف المزيد من احوالها وطرق التعاون المشترك بينهم وكانت (ايبروم ) من اوائل الذين استجابوا . اتجه بأفكار جديدة لأحياء مبدأ القيمة المضافة ولم ينس حتى سليكون الارض ورماله و نجح في تحويل العديد من المنتجات الثانوية الي منتجات رئيسيه . هو خبير تحقيق المنفعة من عدم والمكسب من اي فائض . هذا هو حال الابن الاصغر دائماً ذكي متحفز ، يصلح ما قد كسر ويخترع ما قد لا تتخيله . ونحن نعرف عنه ذلك واكثر ولكننا نظل علي عهدنا مع هذا القطاع بالنصيحة والرأي . استفيدوا من كبار هذه الصناعه ،شاوروهم في الرأي ، اعرفوا منهم ما قد يخفي عليكم فهذا ورب السماء من مكارم العمل والتعاون .
انهم وطنيون لا يبغون الا صالح وطنهم مثلكم تماماً ولكنهم خبروا الحياة ومشاكلها وعندهم ارضية واسعة من العمل الميداني ومشاكله فلا بأس من السؤال والنصيحة . ثقتنا كبيرة في قدرات المهندس (ابراهيم مكي) في تحقيق نقلة نوعية مميزة من الاستثمارات بهذه الشركة الهامة وشركاتها التابعة والتي يمكن ان تكون صمام الامان لهذا الوطن بعمليات الانتاج والتصدير للخارج لمثل هذه المنتجات مرتفعة الثمن فنحن احوج مايكون لمثل هذا التوجه بالخصوص .
تحياتنا وامنياتنا لابنائنا في هذه الشركة الشابة المتميزة التي مازالت في مقتبل العمر ولجميع القائمين و الساهرين علي العمل في مصانعها و في كل مكان فيها فهم اوفياء هذا الوطن ورجاله ونشد علي ايديكم جميعاً فإنكم من حق فيهم القول شباباً على الامانة قائمين وعلى العهد حافظين وفي الكتاب سالمين .
والسلام ،
#سقراط