للاعلان

Sat,23 Nov 2024

عثمان علام

فوانيس علام..حسانين والعلاقة بين الشخصية والمنصب

فوانيس علام..حسانين والعلاقة بين الشخصية والمنصب

الكاتب : سقراط |

01:20 pm 24/03/2024

| رأي

| 1993


أقرأ أيضا: Test

فوانيس علام..حسانين والعلاقة بين الشخصية والمنصب


 
المنصب دائماً يلزمه الشخصية بينما لا يلزم الشخصية ان تكون صاحبة منصب . العلاقة بينهما متشعبة ولها ابعاد فلسفية عميقة تقاس بعمق العلاقة بين الشخصية والمنصب و يعطي توضيحاً لتأثير كل منهما علي الاخر . قبل ان ادخل معك في تفاصيل هذا الموضوع الهام اود ان اطرح عن ذهنك اهمية ان تفصل بين الوظيفة والمنصب . فالمنصب يحتوي الوظيفة في مفهومها الاداري والفني وأما الشخصية فتحتوي الوظيفة والمنصب مجتمعين . ارفع المناصب ما يأتي بالانتخاب و لذلك تري تقدير العالم المتقدم لكل من يأتي بالانتخاب الحر .الوظيفة تتحول الى منصب في حالات القيادات الكاريزمية ذات التأثير الفني او النفسي . اما المنصب الذي يأتي عادة في نهاية السلم الوظيفي سواء كان بالأقدمية او بحكم قضائي وما شابه فأنه اقل درجات المناصب اهم وقدرة علي التأثير . 


هناك حالات كثيره توضح هذا المفهوم . يأتي علي رأسها تقلد عميد الادب العربي لمنصب وزير المعارف .كان محتوى شخصية هذا الفذ اكبر بكثير من ذلك المنصب فتري الكثيرين قد لا يعرفون انه تقلد هذا المنصب بينما تعرفه الناس كلها كمؤلف  لرائعة دعاء الكروان . هنا تجد ان  المنصب تواري في اضواء الشخصية الغامرة واصبح غير مرئي  بفعل قوة شخصية صاحبه وهنا يصبح المنصب مجرد وظيفة خاصة به لا تعني احد ولا يعرف عنها ربما الا سواه ، اما قدر شخصه فهو معروف للجميع . 


و يأتي مثال اخر مهم في مشيخة الازهر فتري ان الوظيفة هي شيخ الجامع الازهر اما المنصب فهو (الامام الاكبر) وبالطبع الفارق هائل بين الوظيفة هنا والمنصب، فالازهر هو مؤسسة دينيه وادارية وفنية بينما (الامام الاكبر) هو منصب روحي ديني رفيع لا يستطيع الوصول اليه الا من كان له أهلاً علماً وديناً وثقافة ونسباً وشخصية . و تأتي طبيعة شخصية الامام وقوته وصلابة علمه لتحتوي المنصب والوظيفة في شخصيته و يصبح كل هذا ملخصه هو ( الامام) فقط وهذا يكفي فلا احد يهتم بمسمي المنصب الرفيع ولا الوظيفة . 


اما عندنا في قطاع البترول فإننا نجد كثير من تلك الشخصيات التي استحقت فعلاً  تقلد منصب . وانا لا اقصد هنا الدرجات الوظيفية فهي كثيرة لا حصر لها و ربما تجد رئيس مجلس ادارة لا يزيد عن حائز وظيفه بهذه الدرجة ولكنه يظل بعيد تماماً عن معني المنصب ومفهومه . فهناك من الرواد من اعطي للمناصب رونقها وقوتها وهناك من انحدر بها الي هاوية الوظيفة التي تجلب له العائد المادي كهدف اساسي  . 

 

وشخصيتنا اليوم بدأت بالفعل بالوظيفة ولكنها انتهت الى اسم لامع  يحتوي المنصب  بطبيعته الشخصية و كاريزما خاصة به . فهذا المهندس الشاب خريج جامعه ( المنيا) ربما لم يكن احد ان يتصور ان يخرج من هذه الجامعات الاقليمية البعيدة من يمتلك القدرة علي الوصول الي اكثر المناصب حساسية في اي وزارة في هذا البلد وهي شئون مكتب الوزير . فمثل هذه المناصب لها وضع خاص جداً لا يعرفه سوي الدائرة المغلقة حول المسئول الكبير . وهكذا كل من يتعامل مع مثل هذا المنصب له من القدرات والامكانات النفسية والعلمية والادارية ما يمكنه من ان يكون حلقة وصل غاية في الاهمية بين المسئول والعالم الخارجي وما يعرض عليه من احداث وقرارات . 


المهندس حسانين محمد ، على الرغم من خلفيته الفنيه ولكنه استطاع ان يكون ثقافة دبلوماسية هائلة من عمله خارج مصر لسنوات متعددة . وربما كان ترشيحه لهذا المنصب بناءًا علي وضعيه دبلوماسية جيدة عرفت عنه كانت لها اثر في نجاح تلك المشاريع الخارجية وخاصة ان هذا المنصب لا يتطلب التميز في الخلفية الفنية فقط ولكن تأتي معاييره الشخصية اكثر اهمية . يسطع هذا الفارق بوضوح بين المهندس حسانين وسابقيه حيث اعتمد الاخرين علي الخلفية الفنية فقط لملئ هذا المنصب المتنوع النشاط والمحاط بالكثير من المراسم و الاجراءات والدبلوماسية فأصبح لهم مجرد وظيفة عالية وهذا لا يتفق مع طبيعة العمل في  هذا المكان  . وان كنت استثني من هذا بالطبع القدير (طارق القلاوي ) الذي كان بحق احد اعمدة دبلوماسية القطاع النادرة والشخصيات الدمثة المخضرمة التي وعت بصدق عمق ما هو ملقي عليها من مسئولية .  

 

حسانين هو واجهة  جديدة مضيئة بوزارة البترول واستطاع في وقت قصير ان يحيل هذه الوظيفة الي منصب رفيع وتصرفاته الشخصية وحضوره الطاغي ومتابعته الدقيقة وحتي اختياره اماكن سيره في زيارات الوزير الميدان توضح بحق صحة الاختيار واهميته للمنصب .تبدو قدراته علي الادارة تتضح في هدوء في وتيرة عمل الوزير علي المستوي العام المعلن وارتباطها بالاحداث الجارية ووقوعها متناغمة بذكاء  بالغ لا يدركه الا من هو على معرفه بدقائق المواقف واحتياجات كل وقت بناء على ما يحيطه من متغيرات . كذلك مايصدر عن مكتبه من مكاتبات واضحة تستهدف مواضيع محددة لها مدلول فني دقيق . 


الحقائق هي من تتحدث  لا نحن وتقول ان حسانين محمد بالفعل خلق فارقاً ملحوظاً في ذلك المنصب الحساس واضاف له معطيات محددة باتت ظاهرة في كثير من مجالاته و مسئولياته من النظام والتنسيق الفاعل والقدرة علي توازن عرض الاحداث  والتواصل المرن والسريع مع كافة جهات القطاع وهذا ما نعتبره من اهم المهام . 

 

تحياتنا لتلك الشخصية الهادئة المتزنة التي اضافت أبعاداً جديدة بحق للمنصب واصبح له رونقاً و دبلوماسية لم نعتادها من قبل .  
والسلام ،، 


#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟