مروه عطيه تكتب..رجال ونساء نزل فيهم قرآن : ثعلبة بن حاطب (8)

قال تعالى:
"وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ"
سورة التوبة الآيات ٧٥-٧٦
كان من الأنصار عاش خارج المدينة... ويسجل التاريخ مؤاخاة الرسول بينه وبين الصحابى الجليل معتب بن عوف.
ثم تذكر السيرة إلحاح ثعلبة على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ليرزقه الله مالا... وامتناع الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فى بادئ الأمر... ولكن ثعلبة لا يمل من الإلحاح فى الطلب... والرسول طبيب للنفوس البشرية يعلم ما قد يفعله الثراء فى نفس ثعلبة... ويقول له: يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه... ولكن ثعلبة يصم أذنيه عن ذلك أنه يريد غناء وثراء... فالح ثعلبة... فقال الرسول: أما ترضى أن تكون مثل نبى الله؟ فوالذى نفسى بيده لو شئت أن تسير الجبال معى ذهبا وفضة لسارت... قال: والذى بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقنى مالا لأ عطين كل ذى حق حقه... فقال النبى: اللهم ارزق ثعلبة مالا. واستجاب الله دعوة نبيه.
فاتخذ ثعلبة غنما نمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلى الظهر والعصر فى جماعة ويترك ما سواهما... ثم نمت وكثرت فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة... ثم نمت حتى ترك الجمعة... وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عنه فأخبروه بأمره فقال: يا ويح ثعلبة... يا ويح ثعلبة.
وأنزل الله جل ثناؤه "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا" وبعث الرسول رجلين من المسلمين وقال لهما مرا بثعلبة وبفلان من بنى سليم فخذا صدقاتهما... فخرجت حتى أتيا ثعلبة فسألاه... فقال لهم: ما هذا إلا جزية، ما هذا إلا اخت الجزية ما أرى ما هذا؟ انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلى.
فانطلق الرجلان وسمع لهما السلمى وعزل خيار إبله الصدقة فأخذاها منه ثم رجعا إلى ثعلبة فقال: أرونى كتابكما فقرأه فقال: ما هذه إلا جزية.
فانطلق عائدين حتى أتيا الرسول صلى الله عليه وسلم فلما رآهما قال: يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما ودعا للسملى بالبركة... فأخبراه بالذى صنع ثعلبة فأنزل الله عز وجل آياته... فخرج رجل من عند الرسول إلى ثعلبة وقالوا: ويحك ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى الرسول فسأله أن يقبل صدقته فقال: إن الله منعنى... فجعل يحثو على رأسه التراب... فقال الرسول: هذا عملك قد أمرتك فلم تطعنى.
وقُبض رسول الله ولم يقبل منه شيئ... ثم أتى أبو بكر الصديق وقال له:قد علمت منزلتى وموضعى من الأنصار فأقبل صدقتى فقال أبو بكر: لم يقبلها منك رسول الله... وقُبض أبو بكر وقُبض عمر وهلك ثعلبة فى خلافة عثمان ولم يقبل أيهم صدقته.