الكاتب : سقراط |
12:39 pm 19/03/2024
| رأي
| 1788
اذا كان حديثنا عن شهدائنا الابرار واجب فأن تقديرنا لهؤلاء الذين ما زالوا بيننا لهم علينا حق . انهم علي واجبهم يقومون علي عملهم وجهادهم الذي انفقوا فيه عمرهم وشبابهم فكانوا مشاعل مضيئه علي طريق صناعه البترول الطويل . كثير هم ابناء القطاع الذين كانوا له وقوداً واضافوا اليه الكثير من خبرتهم وعملهم الدؤوب . ————-
وشخصيتنا اليوم من شخصيات الجيل الذي يتأهب منجل التقاعد ان يعمل فيهم اسنانه الحادة ليقطف منها ازهار واشجار مثمرة نحن في حاجة لها ولثمرها وظلها . فاذا كانت هذه سنن وقوانين فلنا ان نتفادي نصلها ما استطعنا . (شريف حسب الله) هو واحد من مهندسي البترول الذين ظلوا علي ولائهم المطلق لهذا القطاع ربما وهو مازال طالباً في كلية الهندسة بالسويس . اعتبر القطاع بيته الثاني اعطاه عمره و وقته وكان من الجيل الذي لا يطلب ولا يأخذ . يرضي بما قسمه الله من رزق ، لم يفكر أبداً في ان يتسلق او يتدني بطلب لهذا او ذاك. كانت شركة رشيد للبترول بيته الذي نشأ فيه . عاصرها كطفلة صغيرة تحبو في مجال انتاج الغاز وقام علي شبابها وعنفوانها في بحارها الممتدة ورعاها عندما اصبحت عجوزاً تطلب الرعاية والعون لتستكمل معنا مسيرة الحياة . ————
قليلون من تجدهم ارتبطوا بشركتهم مثلما ارتبط (شريف حسب الله) . كان تلميذا مجتهداً في مدارس الكبار الذين تولوا امرها ورحل عنها حزيناً عندما تقلدها بعض الاقزام في غفله من الزمن . عاصر ابارها ومشاكلها و تتلمذ علي يد الكبار مثل طارق العطار و شريف سوسه وطاهر عبدالرحيم وصبري الشرقاوي و المتولي طوبار .لم يأنف ان يتعلم وينهل من علمهم وخبرتهم بل و نقله بكل امانه الي مجموعات شباب هذه الشركة الذين يعتبرون من ارقي المجموعات الفنية بشركاتنا علماً وخلقاً ولم لا والقائمين عليهم مثلاً يحتذي في كل هذا . تدرج في مسئولياته وهو علي حاله من التواضع و احترام الجميع صغيرهم وكبيرهم . اصبح علامة مميزة لهذه الشركة بل باتت تعرف بأسمه .
اصبحت رشيد قبلة العمل الفني والانتاجي يتغني بها قطاع البترول كله وكان هو واسطة العقد به علي الرغم من انك لا تشعر بوجوده فهو يعمل في صمت ويدير من حوله بحكمة وهدوء . ولكن الايام لا تدوم على حال وطلب المغادرة لأنه لا يعرف العمل مع المشاكل . وتفهم المهندس (شريف اسماعيل) الموقف فهو رجل حكيم خبرته الايام و تداعياتها . رأي بعين خبيرة ان الاستفادة من حسب الله وخبرته اهم من اي عوامل اخري . واتجه به الي شركة (عش الملاحه) التي عاشت معه ازهي عصورها واصبحت من الشركات الكبري علماً وعملاً . اكتسب فيها ثقة الجميع وحبهم ، حتي ابار الشركة باتت وكأنها تسمع تعليماته وتنفذها . انه تواضع العلم والخبره لا شعور التعالي والغرور الزائف .
وهاهي الايام تدور وحكمتها الابدية في ضبط ميزان العدل و عودة الحق لأصحابه . انتهي عصر الصغار سريعاً بعد ان شطبها قلم الزمن من سجلاته وعاد حسب الله الي شركته الام فقد كان استاذه ( صبري الشرقاوي) يعرف قدره و قيمته . وترأس الشركة وعادت وتيرة العمل الي النشاط من جديد . لم يكن اختيار (الملا) له محض صدفه ولكنه كان قائماً علي معايير محدده ثقيله في معظمها ولم يجد من يحققها سوي هذا المهندس المجتهد واتجه القلم لكتابة اسمه بين كبار المسئولين في وزاره البترول ليشغل منصب وكيل الوزارة للانتاج .كل شئ تغير من حوله العمر والوظيفة والمنصب ولكنه لم يتغير . ظل كما هو يعمل مهندساً متحمساً كأنه في اوائل عمره . وسع القطاع بخبرته اصبح الجميع اصدقائه ، يقوم علي خدمتهم بلا اي حساسيه . يتابع معهم احوالهم علي مدار الساعة كما لو كان يشاركهم في مكاتبهم ، اصبحت شركات القطاع اسرة واحدة بين عشيه وضحاها فهو يصل هذا بذاك ويحد لأخر حل عند شقيق له . لا يغادر الي منزله الا وقد اطمئن ان العمل يسير وان كافة المشاكل قد توارت عن الطريق . شهد انتاج البلاد صحوة بعد ان سهي عنه بعض الذين كانوا من الجالسين وهم ينهلون من خير القطاع ولم يعطوه شيئاً .
لا تتسع المساحة الي سرد المزيد وان كان مازال هناك الكثير والكثير عن هذا الرجل . لا تدعو منجل التقاعد يقص تلك الشجرة المثمرة فمازال القطاع في حاجة الي ثمرها . هي الحقيقة خالية من اي زيف او مصلحة واعتقد ان رسالتنا هي رسالة كل من يقوم علي الانتاج بالقطاع . لا تفرطوا فيه فالايام القادمة صعبة وتحتاج الي هؤلاء المخلصين المتواضعين .
والسلام ،،
#سقراط