الكاتب : سليمان جودة |
07:08 pm 18/03/2024
| رأي
| 1144
أظرف ما فى الموضوع
لا تستطيع أن تمنع نفسك من المقارنة بين انتخابات رئاسية انطلقت فى روسيا يوم الجمعة ١٥ مارس، ثم استمرت ثلاثة أيام كان آخرها أمس، وبين انتخابات رئاسية ستنطلق فى الولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء ٥ نوفمبر.
فى الحالة الثانية نتابع على مدار اليوم ما يجرى فى بلاد العم سام بين الرئيس جو بايدن، مرشح الديمقراطيين فى السباق الرئاسى، وبين الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الجمهوريين فى السباق.. نتابع، ولا نكاد نصدق، من كثرة ما فى التفاصيل من تشويق وإثارة.
وبالتوازى مع جولات بايدن وترامب الانتخابية بين الولايات الأمريكية الخمسين، نجد أنفسنا مشدودين إلى قراءة تفاصيل أخرى تتعلق باستطلاعات الرأى، التى تقيس مدى تقدم كل مرشح على الآخر ومدى حظه أو نصيبه من الفوز فى السباق.. ولا بد أننا نلاحظ أن نتائج هذه الاستطلاعات لا تكاد تشفى غليل أحد لأنها كلما وضعت مرشحًا منهما فى المقدمة فى يوم، عادت فى اليوم التالى لتضع المرشح الآخر فى مكانه.
ومهما نشط المحللون السياسيون، ومهما بذل المنجمون من جهد، ومهما حاول المتابعون، فإنهم جميعًا عاجزون عن القطع بفوز ترامب على بايدن أو العكس لأن هذه هى كلمة صندوق الاقتراع وحده يوم ٥ نوڤمبر، وليست رأيًا يُبديه محلل متفذلك هنا، أو متابع متعالم هناك.. ذلك أن احتمالات فوز بايدن تكاد تكون هى نفسها احتمالات فوز ترامب، ولا يوجد شىء يمكن أن يؤكد فوز هذا على ذاك.. لا يوجد.. وكل الذين يقولون بعكس ذلك يمارسون نوعًا من خداع النفس والغير.
ولا بد أن هذه هى الانتخابات الحقيقية.. وهى حقيقية لأنك لا تعرف مَنْ فى ختام المطاف سيفوز؟، ولعلنا نذكر أننا تابعنا مشهدًا كهذا فى نوڤمبر ٢٠٢٠ عندما تنافس الاثنان نفساهما معًا، وتابعناه فى نوڤمبر ٢٠١٦ عندما تنافس ترامب مع هيلارى كلينتون، ففاز عليها.. ولو أنك رجعت إلى ما كتبه الذين يسمون أنفسهم محللين استراتيجيين فى تلك الفترة، فسوف تكتشف أنهم قطعوا يومها، وأكدوا بما لا يدع مجالًا لأى شك أن هيلارى فائزة دون كلام!.
أما فى روسيا، فالرئيس الروسى فلاديمير بوتين يخوضها أمام ثلاثة من المرشحين لم نسمع بأسمائهم إلا فى يوم الاقتراع، ولذلك، فالنتيجة محسومة للرجل، ولا حديث للكلام عن احتمال فوز واحد من المرشحين الثلاثة، ولو بنسبة واحد فى المائة.. لا حديث، ولا مجال، ولا احتمال!.
أظرف ما فى الموضوع أن المرشحين الثلاثة أعلنوا، قبل يوم الاقتراع، أنهم يؤيدون بوتين فى سياساته، وهذه نكتة سياسية عالية لا بد، كما أنها من الطرائف التى لا بد أن يضمها كتاب طرائف الانتخابات وعجائبها على مدى التاريخ.
لذلك كله، وحين تضع المشهدين الانتخابيين الأمريكى والروسى إلى جوار بعضهما البعض، لا يبدو غريبًا فى شىء أن تكون الولايات المتحدة هى صاحبة الاقتصاد الأول فى العالم، وأن تسعى روسيا بشق الأنفس إلى أن تكون الاقتصاد الرابع، فتظل تتعثر فى طريقها، ولا تستطيع!.