06:03 pm 15/03/2024
| رأي
| 1040
مروه عطيه تكتب..رجال ونساء نزل فيهم قرآن..زوج أبو لهب(4)
أم جميل
قال تعالى:
"وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)"
الآيات ٤-٥ سورة المسد
هى أروى بنت حرب بن أمية والدها حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف من سادات العرب ومن أهل الرأى والمشورة والحكمة فيها... وزوجها أبو لهب واسمه عبد العزى بن عبد المطلب عم النبى وكان من أشد المناوئين والمحاربين لدعوة الاسلام... وولدها عتبة ومعتب زوجا رقية وأم كلثوم بنتا النبى... فلما كانت الدعوة ونزلت سورة المسد جلست أم جميل توغر صدريهما وتدفعهما دفعا إلى طلاق ابنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضخ الابنان ويقال إن عتبة مضى إلى النبى وقد امتلأت نفسه بالحقد الذى سكبته أمه فيهما ليقول له طلقت ابنتك وناوأت دينك ومضى فى سفاهته فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك... فافترسه أسد فى رحلة له إلى الشام.
وأخوها صخر بن حرب (أبوسفيان) القرشى الأموى، وابنة أخيها رملة بنت أبى سفيان أم حبيبة زوج النبى، وابن أخيها معاوية بن أبى سفيان احد كتاب الوحى... إن أروى بنت حرب من بيت حسب ونسب وزوج عم النبى صلى الله عليه وسلم وهناك مصاهرة مباشرة بينهما وبين الرسول وهما يتجاوران فى السكن، وإذا كان الأمر كذلك فما سر العداوة بينهما؟ ومتى بدأت وما اسبابها؟ ولماذا تفاقمت حتى وصلت إلى القطيعة وشن الحرب الكلامية فى كل وقت وحين؟
لقد تتابع الوحى على رسول الله ونزل قوله تعالى "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" وذات صباح استيقظت مكة ومعها أم جميل وزوجها أبو لهب على صوت يهتف فهب ابولهب مسرعا وهو يقول لابد أن محمدا يدعونا لأمر واتجه إلى الصفا فوجد محمد واقفا وهو يقول: يا بنى فلان... يا بنى فلان... يا بنى عبد مناف... يا بنى عبد المطلب فاجتمعوا إليه... فقال: أرايتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم انتم مصدقى... قالوا: ماجربنا عليك كذبا قط... قال:فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد... فقال أبو لهب:تبا لك الهذا جمعتنا... إن أبو لهب تصور ما جاء به محمد هو الرئاسة والملك فكيف يسبقه ابن أخيه إليه وهو أحق بالأمر منه... وماكاد يعود إلى الدار ويخبر زوجته أن محمدا يطلب المبايعة من قومه حتى جن جنونها وتحولت إلى شيطان رجيم تشيع الشائعات الباطلة ضد محمد وتتهمه بكل نقيصة وتؤذيه فى نفسه... وتجمع الأشواك وتضعها أمام بيته وفى طريقه... وكان أبو لهب يصرف الوفود عن لقاء النبى وبتقول عليه... وأُخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما تقوله أبو لهب فحزن ولذلك انزل الله تعالى: "ىتَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ" فلما سمعت أم جميل بما نزل فيهما أتت الرسول وهو جالس عند الكعبة ومعه أبو بكر وفى يدها حجر فأخذ الله بصرها عنه فلم ترى إلا أبا بكر... فقالت: يا أبابكر إن صاحبك قد بلغنى أنه يهجونى والله لو وجدته لضربت بهذا الحجر فاه.
لقد كانت أم جميل أسطورة الحقد ومنبعه... فأين أم جميل الحاقدة؟ وأين كيدها؟ وأين الذين توعدهم الله بأنهم حطب جهنم؟ لقد ذهب الجميع وبقى دين الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها.