الكاتب : سقراط |
01:32 pm 14/03/2024
| رأي
| 1645
شركاتنا جميله لها ذكريات وانجازات يذكرها التاريخ بأحرف من نور . عشنا معها ايام الاكتشافات والنضوج و الانتاج الوافر . شركة عش الملاحة هي احدي هذه الشركات صاحبه الموقع الاستراتيجي في شرق مصر الجميل وعلي اعتاب اجمل مدنها ( الغردقة) . شركة عاصرت احداث وشخصيات وقامات لها وزنها واسمها . قامت علي انتاج البترول بكل ثقة في هذه المنطقه الحيويه وكان لها باع كبير في احداث نهضة بترولية في اصعب المناطق من اجواء وتضاريس . ومن لا يعلم ان انتاج المناطق الارضيه في حقول الصحراء الشرقية هو واحد من اصعب المهام التي تواجه القائمين علي تلك الصناعه. طبقاتها العميقه المنتجه لها طابع خاص ولا تستجيب بسهوله لنظم الانتاج المعروفه وفي نفس الوقت فأنها صاحبه مزاج متقلب فلا تعرف لها تصرف محدد يمكن لك التعامل معه وفهمه.
كانت هذه الشركة بحق مركز وخبرة كبيرة للتعامل مع هذه الظواهر الغير معتاده واثبت ابناؤها قدرتهم علي تطويع هذا المزاج قد ما استطاعوا ونجحوا في ذلك الي حد بعيد . ظلت الشركة عضواً نشطاً في منظومة الانتاج بشركة جنوب الوادي عبر سنوات طويلة من العمل الجاد الهادف . لا احد ينكر ان هذه الشركة تحديداً تمتلك واحده من ابرع ادارات المشروعات في قطاع البترول استطاعوا الاستفاده من كل الامكانيات المتاحه لديهم واستطاعوا توليد الكهرباء من كل ما ينتجوه من الغاز و ازاحوا عبء استهلاكهم عن شبكة الدولة و مشاريع اخري كثيرة كان لها اثر كبير في تحسين البيئة وخفض الانبعاثات والاستفاده من موقع الشركة الاستراتيجي لتكون نقطة وصل لشحن الخام من العديد من الشركات المجاورة وقامت علي ذلك بنجاح باهر . بكل هذا الجهد والعمل اصبحت حقولها واحه جميله في صحراء جافه ورمزاً مشرقاً للتوافق البيئي المطلوب من شركات البترول وخاصه في تلك المناطق المتاخمه لحدود المناطق السياحية الهامة . ولكننا نطمع في اكتمال الحلو كعادتنا ؟
كانت هذه الصورة الحلوه ستكتمل بالتأكيد في زيادة معدلات الانتاج والوصول به الي مايليق بمثل هذه الشركة وتاريخها . يبدو ان الابار الجديده التي حفرتها الشركه اصبحت اكثر شراسه وتطويعها اصبح اكثر صعوبه . قوات الشركه لم تستطع حتي الأن غزو معاقل البترول التي تخفيها تلك الطبقات في باطنها و هو الامر الذي يستدعي بكل تأكيد تغيير استراتجيات العمل والبحث بطرق واساليب مختلفه .
نحن نتعامل مع مكامن ذكيه تحاول جاهده ان تهرب في الاعماق بعيداً عن اجهزتنا و مواسيرنا التي تتغلغل الي عمق باطنها . كثير من المحاولات التي بذلت لم تؤدي الي كشف اسبار ما تخفيه تلك الطبقات . كان واجباً ان تكون هناك محطه لتقييم تلك المعارك ومعرفه سبب الاخفاق في فتح معاقل ما خفي من بترولها . هي مرحله بلا شك مرت بها شركات كثيرة وهي مرحله عاده ما تتطلب بالتأكيد اعادة نشاط وتيره العلم الاستكشافي بصورة مختل وافكار غير تقليديه وتحليل كمي وكيفية للمعلومات التي تم الحصول عليها .
الاستكشاف علم متغير لا تحكمه ثوابت جامده وانما يتعامل مع متغيرات لا تنتهي . كلنا ثقه في قدرات ابناء هذه الشركة وقياداتها التي تقوم علي الانضباط الاداري فيها بكل حزم ويبدو ان الابار العنيده هي الاخري من تحتاج الي هذا الانضباط . علينا جميعاً بث روح الثقه في ابناء هذه الشركة المخلصين بعيداً عن فرعيات العمل الاداري القاسي .
كان المهندس شريف حسب الله وكيل الوزاره للانتاج احد ابناء هذه الشركه ومن الذين قاموا علي بناؤها عاماً بعد عام وبذلوا من جهدهم وعرقهم الكثير وكانت دائماً محط نظر المهندس شريف اسماعيل نفسه عندما كان يتولي رئاسه شركه جنوب الوادي فقد كان يدرك مكانه وقدرات هذه الشركه وابناؤها جيداً .
ستظل هذه الشركة العريقه جوهره منطقه البحر الاحمر وان كانت توارت قليلاً امام وهج شقيقتها ( بتروجلف) التي خطفت الأبصار بإنجازاتها الكبيره في استكشاف مناطق جديدة وزياده انتاجها الي مستويات قياسيه .
تحياتنا وتقديرنا الي ابناء الشركه في الانتاج والمشروعات والصيانه والاداريه والماليه وبالطبع في الاستكشاف الذين يرسمون لوحه من الجهد والعطاء في أعماق صحراء قاسيه وابار عنيده صعبه المراس والترويض وهم علي ذلك لقادرون . نحن في انتظار الجديد منهم فهم كانوا دائماً عند حسن الظن بهم . والسلام ،،
#سقراط