للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

وزير بلا وزارة

وزير بلا وزارة

الكاتب : فتحية الدخاخني |

11:33 pm 09/03/2024

| رأي

| 2144


أقرأ أيضا: Test

وزير بلا وزارة


خمس سنوات من التنقيب عن المواهب الشابة فى مختلف المجالات الفنية. خمس سنوات من دعم الإبداع عبر مسابقة حركت المياه الراكدة فى الوسط الثقافى، وأعادت النبض إلى قلبه الساكن. مع نهاية شهر فبراير الماضى كان عشاق الفنون على موعد مع الحدث الثقافى الأبرز سنويا، الحدث الذى يتأهب له الجميع، رسامين، ومعماريين، ومصورين، ونحاتين، ونقاد، ألا وهو «حفل جوائز فاروق حسنى للفنون».

 

عاما بعد عام أصبح ذلك الحفل نهرا متدفقا يغذى الساحة الثقافية والفنية بدماء جديدة من طاقات ومواهب الشباب، مؤكدا أن أرض مصر لا تزال خصبة وزاخرة بالإبداع. ألف فنان من مختلف ربوع مصر، شاركوا فى المسابقة هذا العام من خلال 1959 عملًا فنيًا ومعماريًا وبحثًا نقديًا، وصفهم الوزير الفنان فاروق حسنى بأنهم «كتيبة من المواهب وجيش من الأحلام».

 

أثبتت زيادة إقبال الشباب على المشاركة فى المسابقة، وفرحتهم بالتواجد فى معرضها العام، حتى إن لم يفوزوا بالجوائز، أن كل ما كانوا يحتاجون إليه هو «الدعم والتشجيع»، من مؤسسة صادقة فى إيمانها بالفنون تمنحهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم وتفجير طاقاتهم.

وهو ما سعى إليه فاروق حسنى، من خلال مؤسسة تحمل اسمه أصبحت فى سنوات قليلة رافدا رئيسيا لدعم الحركة الفنية، وابنا بارا بالأب المؤسس الذى لم يبخل عليها بفكره وفنه ومجهوده وماله، إيمانا منه بأن قوة مصر الحقيقية فى فنانيها ومثقفيها، أو ما نسميه بالقوة الناعمة.


فى كل لحظة يثبت فاروق حسنى أنه وحده مؤسسة ثقافية وفنية، وأن اهتمامه بالفنون لم يكن أبدا بدافع وظيفى، بل هو شغف واهتمام حقيقى شب عليه منذ طفولته، ونما معه فى مختلف مراحله المهنية والعملية، وأنه كان وسيظل فنانا بدرجة وزير.

قدم فاروق حسنى نموذجا للمسؤول، الذى لم يكن عمله مرتبطا بمنصب حكومى، مؤكدا أنه حالة فنية وثقافية وسياسية فريدة، لا تؤطرها الألقاب، ولا تفقد بريقها بابتعادها عن التكليف الرسمى. ليخلق نموذجا يحتذى، لو أدركه غيره من المسؤولين ما التصق أى منهم بكرسى المسؤولية، باعتباره الوسيلة الوحيدة للبقاء والعطاء.


بعد أكثر من عشر سنوات من ترك فاروق حسنى كرسى وزارة الثقافة، الذى شغله برؤية المثقف، وخيال الفنان، ووعى السياسى، حافرا اسمه على كثير من إنجازاتها، لا يزال قادرا على العطاء ودفع الحركة الفنية والثقافية أكثر من مؤسسات رسمية يفترض أن هذا هو دورها. لم تنحسر عنه الأضواء لأنه كالشمس الساطعة فى الوسط الفنى لا يظهر بجانبه أى نجوم مهما بلغت درجة بريقها.

ما فعله فاروق حسنى ليس صعبا، بل على العكس يفترض أن تكون هذه طبيعة الأمور، فالإنتاج والعطاء لا يجب أن يرتبط بقواعد الوظيفة وحدود المنصب السياسى. يمكن أن تكون وزيرا فى مجالك دون أن تجلس على كرسى الوزارة.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟