الكاتب : سقراط |
07:11 am 08/03/2024
| رأي
| 1104
يحل الثامن من مارس كل عام حاملاً معه شعار (يوم المرأة العالمي) . يوم اعتبرته الامم المتحده شعاراً وذكري لعطاء المرأة واهميتها في التاريخ الانساني . كان اجتماع الاتحاد النسائي الديمقراطي في باريس عام ١٩٤٥ هو اليوم الذي اتخذته الامم المتحدة يوماً للأحتفال بالمرأة وعطائها وتضحياتها في كل مجالات الحياه . لا مجال لمزيد من الاسهاب في ان المرأة هي الام والاخت والزوجه فكلنا يدرك ذلك تماماً ويعيشه . ولكن ادوار المرأة العظيمة التي قامت بها علي مر التاريخ والايام هي ما قد لا يدركه او يقدره الكثير منا . واذا كانت المرأة لم تتخل عن دورها الاسري والاجتماعي يوما ما فأنها كانت و مازالت تشارك الرجل في احداث التاريخ وصناعته . عملت معه في رعي الاغنام وغزل الصوف وصناعة الخيام منذ القديم ، وقفت معه جنب الي جنب في المصانع و الورش والمتاجر وفلاحه الارض وكانت القاسم المشترك في مستشفيات جبهات القتال منذ فجر التاريخ وحتي الأن . تحملت ما لا طاقه لرجل علي اداؤه . فعندما تنتهي من عملها المهني يبدأ عملها المنزلي ترعي فيه اطفالها وزوجها وربما والديها أيضاً بينما يكون الرجل قد انتهت طاقته.
————-
حاولوا وصم العرب بإهانة المرأة وتحقيرها واعتبارها سلعه او اثاث . هيهات ، فهذا قول باطل لا يعبر الا عن جهل مطبق بمفردات واحداث التاريخ العربي الذي يحفل بكل ما هو تقدير واحترام للمرأه كجزء اصيل من اخلاقياتهم الاصيله .
_________
عفا (يسوع) عن المرأة الخاطئه وسمح لها بغسل قدميه وبرئها من ذنوبها وباركها وقال مقولته الشهيره (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) .قالها رسول الاسلام من الف وخمسمائة عام (اتقاكم خيركم لنسائه) ولم يغادر الحياة قبل ان يوصي قائلاً ( استوصوا بالنساء خيراً ) . كان العرب يفتخرون بأمهاتهم واخواتهم . ظل الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية يفتخر بكنيته ( اخو نورا) حيث كان له اخت تدعي نورا وكان يحبها كثيراً فما بالك وذلك في مجتمع شديد القسوة من البداوه الجافة والحروب القبليه شديدة المراس والعنف . ————
لم تكن المراة في العالم العربي أثاثاً او متاعاً وانما كانت مناضلة صاحبة مبدأ وهمة وتعبر عن مواقف بطوليه وطنيه ضحت من اجلها غير عابئه . كانت (جميلة بو حريد) التي وقفت في وجه الاستعمار الفرنسي في الجزائر . كانت (هدي شعراوي) ايقونة المرأة المصرية و (نبوية موسي) و (صفية زغلول) ام المصريين زوجة الزعيم الخالد سعد باشا زغلول . ثم كانت المرأة الحديثه فكانت ( عائشة عبد الرحمن ) بنت الشاطئ و( فاتن حمامه) سيدة الشاشة و( همت مصطفي) سيده ماسبيرو والسيده (جيهان السادات) زوجه الزعيم السادات ثم تأتي جوهره التاج السيدة ( ام كلثوم) سيده الغناء العربي التي كانت يستقبلها رؤساء الدول رسمياً اينما حطت في اي دوله .
—————
هذا هو تاريخ المرأة العربية التي تحاول بعض المنظمات المشبوهة تشويهه وكانت فيه محل تقدير واحترام كل اطياف المجتمعات العربية والاجهزة الرسمية . أبداً لم تكن المرأة العربية متاعاً او إرثا وانما كانت عضواً فاعلاً نشيطاً له تاريخ طويل من العمل والنضال مثله مثل مايقوم به الرجل بل ربما اكثر .
————-
لم تخطئ المراة طريقها في قطاع البترول بالطبع وحظي بقامات من السيدات التي كن لهن اثر وتاريخ في العمل البترولي ومجتمعه . كانو قيادات بمعني الكلمة و لهن مهابه وخبره تتخطي احياناً اقوي الرجال . هناك كانت السيده ثريا لبنه و امال خليل وسناء البنا ونجوي ابراهيم و ايمان عرفي وغيرهن كثير وكثير . كانو قامات وسيدات مواقف بحق لهن من الخبره وحكمه القياده والتدبير الكثير وظلت اسمائهم ساطعه لا تأفل في سجلات الشرف والرفعه . وهاهي جميع شركات البترول تعج بالعاملات والقيادات النسائيه المعروفه من ذوي الخبرات والقامات حتي في الشركات ذات الطابع المهني الخشن . فسيدات (بتروجت) يقومون علي عملهم خير قيام جنب الي جنب مع كتائب المهندسين والفنيين والمحاسبين وهن كذلك في (انبي) و (تنميه) و (كار جاس) وجاسكو وغيرهم من الشركات .
————
ويبدو دور المرأة اكثر اهميه في هذه الايام العصيبه التي يمر بها كل بيت مصري . فهي تمسك بيدها موازنة انفاق المنزل و تدبير احتياجاته في ظل اسعار ملتهبه. وكلنا ثقه في سيدات مصر ستعبر بالاسر المصرية هذا المنحني العنيف الذي نمر به ومنذ متي لم تستطع المراة المصرية تخطي الصعاب والحفاظ بكل قوة علي اركان منزلها واسرتها .
تحيه لكل سيده و شابه علي ارض هذا الوطن فأنتم العطر الجميل لكل زمن و انتم من تخففون علي المجتمع والاسره قسوه الحياه وتظلون السند والملجأ لكل افراد الاسره . وتحيه خاصه لسيدات قطاع البترول اللواتي كن عند حسن الظن بهم دائماً وكانوا ومازالو في طليعة كتائب العمل والانتاج .
وكل عام والجميع بخير .
والسلام ،،
#سقراط