للاعلان

Sat,23 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…التعيين فى البترول بين الخيال والواقع

مجرد رأي…التعيين فى البترول بين الخيال والواقع

الكاتب : سقراط |

07:22 am 06/03/2024

| رأي

| 3815


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…التعيين فى البترول بين الخيال والواقع 

 

طلب مني احد أصدقاء ابني ان ابحث له عن وظيفة وحبذا بالطبع لو كان في البترول . ابتسمت له بشكل لا يخفي كثير من السخرية واجبته ان ذلك كان على عيني ولكني لا استطيعه بعد ان اصبح مثل هذا الطلب معدوداً في سجل المستحيلات  . تواردت الايام ومرت عدة اسابيع وقابلته مره اخري وسألته عن احواله فقال انه يعمل في شركة صغيرة في مجال برمجة الكمبيوتر ، و اضاف بحزن واضح انه يتقاضى ثمانية الاف جنيه شهرياً فقط !!  . حمدت الله له . واستكملت سخريتي من نفسي ومن ما يتصوره الناس عن مكاسب العمل في قطاع البترول . فهذا المبلغ الذي يتقاضاه هذا الشاب الصغير لم تراه عيوننا او دخل جيوبنا الا بعد أكثر من اثنا عشر عام او يزيد من العمل المضني في المكاتب والعلاقات المشحونة وشد الاعصاب والسفر في الصباح والليل . 
———-
هناك من الكثيرين الذين يتصورون ان العاملين في هذا القطاع يغترفون من المال غرفاً بأيديهم . بالتأكيد هو قطاع مميز له خير وتأثير كبير علي شريحة كبيرة من المجتمع ولكن ليست بهذه الصورة التي يتخيلها الناس وقبعت مستقره في اذهانهم لا تتغير  . ———-
اتذكر في اوائل تسعينات القرن الماضي كان القطاع لا يزيد عن ثلاثين الف عامل اصبحو الأن ثلاثمائة الف او يزيدون وكان اجمالي ما نتقاضاه لا يزيد بأي حال عن ستمائة جنيه . لم تعد الكوادر الفنية هي درة التاج كيف كانت من قبل ولكن هناك تخصصات جديدة ومتعددة اصبح لها الاولوية والقدرة  والعدد علي ادارة الاحداث . الكوادر الفنية اصبحت تهرب الي دول الخليج للعمل بما تستحقه من مقابل مادي . قد لا تجد في كثير من الشركات مثلاً خبرات في مجال حفر الابار الا نادراً وتتهافت عليهم في حالة وجود اجهزة للحفر او الاصلاح وربما يتعطل بدء العمل لحين العثور علي احدهم . العدد الكبير الدي وصله عدد العاملين جعل التعيين في قطاع البترول من المستحيلات والا ستنهار المنظومة تحت وطأة تكلفه المرتبات وغيرها . ————
كان الاستاذ ابراهيم خطاب هو اول من قام علي تلك السياسة ووقف الاسراف في التعيينات  ونفذها بدقة بعد ان عاث بعض قيادات الشركات في سياسة التعيين العشوائي واصبحت اسرهم واهل بلداتهم يمثلون الغالبية العظمي في شركات بأكملها . قد لا يعلم الكثيرين من اهلنا  ان اغلب سيارات و اثاث مكاتب و ماكينات التصوير وغير ذلك في القطاع اصبحت متهالكه وانها مازالت تعمل منذ  اكثر من عشرين سنة  وحتي الأن وان الكثير من الشركات تلجأ لتأجير السيارات وماكينات التصوير لعدم القدرة علي الشراء حتي في ادق ظروف العمل. لا يعلم هؤلاء ان المواد الاساسية اللازمة للعمل والانتاج اصبحت باهظة التكلفة وان شراؤها قد اصبح معضله كبيرة تواجه الجميع . كثير هي الامتيازات التي تم تجاوزها حتى بالنسبة للكبار الذين هم في احوج ظروف لتأمين حياتهم بعد ذلك الاحتفال المقيت المسمي ( بلوغ قمه العطاء الوظيفي) والذي ظاهره التكريم بينما هو في الحقيقة واحد من عمليات الاحلال الجبري للتخلص من فرد يقف في طابور طويل من المنتظرين خروجه  ليتحرك هذا الطابور الممل. وهناك الكثير والكثير من المميزات الذي انتهت من الحياة في مجتمع البترول لخفض نفقاته قدر الاستطاعه . ومع ذلك تجد من ينظر اليك وكأنك مخلوق من الفضاء عندما يسمع انك تعمل في قطاع البترول حتي ان بعضنا اصبح يخفي عمله امام اي احتياج لأصلاح او شراء حتي لا يبالغ البائع او العامل في اجره . تري  جميع من حولنا من مؤسسات ومجالس شعبيه و نقابيه لا هم لها تجاه القطاع سوي توظيف كل ما يستطيعون فيه و. لا ادري هل يعرفون حقيقه ان انتاجنا متواضع بالنسبه  لانتاج الدول البتروليه الثريه  . هل يعلمون حقاً اننا مازلنا نستورد بمليارات الدولارات ما يغطي استهلاكنا حيث لا يكفي الانتاج المحلي احتياجات المجتمع المتزايدة ، هل لا يدركون ان اسعار المنتجات البترولية في السوق المحلي مازالت اقل بكثير من اسعارها الحقيقيه وان هذا من اسباب تزايد الاعباء وتجعل القطاع مكبلاً بالكثير من الالتزامات و يعاني من اختلالات ماليه نتيجه لذلك ، هل يعرفون ان هناك شركاء  معنا في العمل لهم حقوق ومكاسب فيما ننتجه من خام وغاز يجب ان يحصلوا عليها . 
————-
لا ادري تحديداً من المسئول عن تلك الصورة الوهميه التي ترسخت في اذهان من حولنا وتجعلنا دائماً محط النظر كمجموعة من الاثرياء المترفين والحقيقة عكس ذلك . هل كلمه ( البترول) في حد ذاتها لها بريق محدد عند الناس ولا تقتنع فيه الا   في إرتباطه بمفهوم الثراء الذي يرونه في الدول البتروليه الغنيه ؟ . ربما كل ذلك . عموماً هو واقع علي كل حال لم تستطع الايام والارقام تغييره و يظل الناس عند موقفهم التخيلي  الثابت منا . راتب هذا الشاب الصغير يوازي ضعف ما تتقاضاه قياده افنت عمرها اربعين عاماً في العمل حتي التقاعد التي يجد فيها نفسه وقد انفض من حوله كل شئ و في مواجهه امواج الحياه  العاليه بفتات لا تغني ولا تصد عنك الحاجه . لا اقول هذا لارسم صوره سوداء او ادخل في لطيمة كلاميه لادعاء فقر او حاجه ولكنها الحقيقه التي يعرفها الجميع ولا يريد من حولنا ان يتفهموا اننا كنا ومازلنا  في مستوي الدخول المعتاده  وربما اقل من قطاعات اخري في مجتمع تغير فيه كل شئ . طبعاً لا انكر التفاوت في الدخول داخل القطاع ذاته ولكني اتكلم عن الصبغه العامه للعاملين به  في كل الاحوال .  
————
هذه هي الحقيقة والخيال في صورة واحده وضعتها بصدق  لم اتدخل في تحديد ملامحها وانما رسمتها الايام والظروف التي نعيشها وقد لا يوافقني عليها البعض ولكن ذلك مارأيته بصدق في الصوره .
 —————
هذا الرأي لم يكن أبداً لتجاوز تقدير نعمه الله التي اسبغها علينا ولكن وجدناه مدعاه لحمد الله علي نعمته التي منحنا اياها واياً كانت الصورة و تضاد عناصرها والرأي والرأي الاخر فالحمد للخالق موصول علي رزقه أياً كان . 


متعنا الله واياكم بالستر والصحه وهذا  اهم واجمل حظوظ الانسان في حياته . وادام الله علينا نعمه الصيت ولا الغني . 
والسلام ،،


#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟