07:06 am 02/03/2024
| رأي
| 2475
دق جرس باب منزلي (مره واحدة) وهي ليست طريقة حارس العمارة الذي يدق علي الباب وكأن هناك من يطارده . ذهبت لأفتح الباب متوجساً لأجد شاباً يبدو عليه رونق المتعلمين وتحدث بأدب جم موضحاً بأنه مندوب شركه الغاز على حد وصفه وأن قراءة عداد الغاز يمكن تسجيلها شهرياً على ملصق بجوار باب المسكن واشار الي بمكانه بعد ان قام بلصقه على الحائط . شكرته وانصرف شاكراً بنفس الهدوء . تطلعت ملياً الى الملصق فوجدته لشركة (بتروتريد) ومعنون بأسلوب ذكي ( سلامتك تهمنا ) وبه عدد من المربعات بعدد شهور السنة يمكن تسجيل فيها قراءة قيمة الاستهلاك كل شهر يراها ويسجلها الموظف المختص بدون ازعاجك والدخول الى منزلك او في حالة عدم وجودك في المنزل .
————
فكرة بسيطة وسهله وانيقه في ذات الوقت توحي بأن هناك من يحاول ان يجعل العمل اكثر سهولة وفاعلية ويعمل عقله وخبرته فيه. ليس مطلوباً منا ان نذهب الى مكتب كل مسئول او موظف لنراقب ونحكم على ما يقوم عليه من جهد ولكن اثر العمل الجاد والناجح وتأثيره على المجتمع ينتشر بيننا مثل انتشار العطر في الجو .
————
تواردت في خاطري ذكريات (بتروتريد) وتاريخها منذ ان قام علي انشاؤها المهندس سامح فهمي . كانت الشركة الى زمن غير بعيد شركة مثيرة للمشاكل العمالية لا تعرف لها هدف محدد ولم نسمع لها عن تميز او نشاط كبير يلفت لها الانظار . كانت مشكلة الشركة الرئيسية في استيعابها لعدد كبير من العمالة وللاسف اغلبها كان غير المدرب علي عمل متخصص . لم نعبأ كثيراً بأخبارها حيث كان مجملها هو مجموعه من اضرابات ونزاعات للعمال مع الادارة وعمل لا يصل تأثيره الى المواطن . الصورة كما تري كانت لا تشي أبداً بخير علي الرغم من ان العديد ممن ترأسها كانوا قامات كبيرة في القطاع مثل المرحوم (وفيق زغلول) وعمل بها قيادات كبيرة وعلي رأسهم الاستاذ (ابراهيم خطاب) بالطبع .
———-
وبانتشار خدمة امداد الغاز المنزلي زادت مهام الشركة في متابعة الاستهلاك وتحصيل الفواتير وربما بعض الانشطه الاخرى التي لا نعرف الكثير عنها . لم يعد من المقبول ان تظل شركة بهذا الحجم علي هذه الوتيره من العمل الروتيني وبطء التعامل وعدم تحقيق ارباح تناسب هذا الحجم من العمالة والامكانيات .
ويبدو ان هذه النظرة كانت في ذهن الوزير وعمل على تغيير هذه النمطية والصورة القاتمة لهذه الشركة .
————
بدأنا نري تغييراً ملحوظاً في مستوي التعامل والاداء لهذه الشركة مواكباً لتكليف الدكتور (وسيم وهدان) لرئاستها . لا اعرف هذا الرجل ولم اقابله ولا مره واحدة ولكني عرفت اسمه من احد مندوبي الشركة عندما بدأت الحظ تحسن مستوى الاداء . ثم سألت عن الرجل من خلال بعض الاصدقاء ولم تكن المعلومات كافية لأعرف عنه المزيد سوي انه يبدي اجتهاداً في عمله ويسعي حثيثاً لتغيير صورة (بتروتريد) التاريخية وتحسين اقتصادياتها . لم اكن في حاجة الي معرفه تلك المعلومات لأني كنت ادركها بالفعل من مستوي الخدمه الذي تطور معي كمواطن مستهلك للغاز المنزلي . بدأت اتعامل مع تطبيقات برمجيه للشركه لدفع الفواتير إليكترونيا وقراءة الاستهلاك. ودخلت خدماتها أيضاً في نطاق نشاط خدمة ( فوري) للدفع الاليكتروني .كل هذا جعل الحياه اكثر سهوله في التعامل مع هذه الخدمه .
———
واذا كان تأثير قياده هذه الشركة قد ادي الي هذه التطور الكبير فأننا ننتظر منها المزيد من التقدم والقوة الاقتصادية .
نعرف ان الشركة قد دخلت معترك تجميع مخلفات الزيوت للمحافظه علي البيئه وهذا نشاط صعب يتطلب الكثير من التكنولوجيا والتعامل الامن ذا التكلفه العاليه . ولكن يحدونا الامل في ان تدخل وتتوسع الشركه في مجال البرمجيات الخاصة بالحسابات و تنظيم حركة المخازن وان تدخل في معترك تصدير منتجات الزيوت التجارية وطنية الصنع للخارج و ان تكون الذراع الاقتصادي لشركاتنا الوطنيه لتصدير منتجاتها الي السوق الافريقي المتعطش لتلك المنتجات .
———-
هذه بعض من افكار ونجزم ان الدكتور وسيم يملك اكثر من ذلك بكثير . ونقول للدكتور وسيم : ولى عهد الشركات الصغيرة والوظيفة النمطية . الشركات تتسابق الأن لتحقيق مكاسب بالمليارات وخاصه تلك التي تعمل في نطاق صناعة البترول والغاز . لم يعد لائقاً بشركات قطاع البترول المصري ان ترتضي بالنشاط المحلي وتحقيق مكاسب هامشيه لم تعد كافيه لمجابهه ما يقابلنا من ظروف واحتياجات مجتمع ووطن كبير يجب ان يحظي بمشروعات جباره ونحن نري تلك الصناعه هي عماد ثروه الكثيرين من حولنا . دع عنك كل اقاويل المحبطين والمرجفين الذين لا يرون فائده من اي ابداع او جهد ولا يرتضون الا بما هم فيه . دع فكرك المتوثب ان يقفز الي ابعد نقطه في نظرك للمستقبل .
————
هكذا تكون القيادات والادارات الناجحه ويبدو لنا جلياً انك منهم بما نراه من مستوي يرتقي الي مستوي الشركات الحديثة . نأمل منك دراسة ان يكون لمندوبي الشركه المتعاملين مع المواطنين زي موحد انيق يعطي انطباعاً إيجابيا عن قطاع البترول ومن يعملون به ويحقق آماناً اكثر في التعامل معهم . تمنياتنا بالتوفيق وتقديرنا للتطوير الذي تقوم عليه الذي تأخرت عنه الشركه طويلاً وتقديرنا لكافه العاملين بتلك الشركه التي عانت كثيراً الي ان وجدت الطريق الصحيح لتسير عليه وتفاعلهم مع اسلوب الاداره الجديد وننتظر ان نري الجديد والمتطور منكم قريباً فالحياه يظل معناها في كل جديد . والسلام ،،
#سقراط