07:17 am 14/02/2024
| بترول
| 5244
لا شك أن حركة التنقلات فى الشئون الإدارية تلقى صدى واسع داخل قطاع البترول ، لما لها من أهمية في تنفيذ القرار وربما صنعه وتطويع اللوائح والاحتكاك المباشر بكافة طوائف العاملين .
وتبدو حركة الإدارية من أهم الحركات داخل قطاع البترول ، فالإداري الناجح هو من ينجح فى التفاف الناس حوله والعمل على تقوية حبهم وانتمائهم لشركتهم ، وهنا تبرز القيمة الحقيقية فى اختيار القيادات الإدارية ، فقد رأينا وسنظل نرى كيف أن الناس تمقت بعض القيادات ، وتحب أيضاً بعض القيادات ، وغالباً ما تكون حالتي الحب والكره مرهونة بما يقدمه الإداري في مكانه ، وهذا ليس بمقياس حقيقي ، لأن المقياس الحقيقي هو مدى العمل على تسيير أمور الناس وعدم عرقلتها وتطبيق اللائحة والعمل على تطويعها لأنها ليست قرأن، بما يخدم مصالح الناس ، بعد ذلك يحب من يحب ويكره ما يكره ، فإرضاء الناس غاية لا تدرك .
وهذا ليس موضوعنا الآن ، لكننا نتحدث عن السمات التي تحكم عملية اختيار الإداريين والزج بهم في اماكنهم ، وغالباً هذه السمات تختلف ما بين إداري وأخر ، فالذي يذهب للقطاع العام غير الذي يذهب للمشترك غير الذي يذهب للاستثماري، وهنا لابد وأن نستحضر او نحكي عن توافر إتقان اللغة الاجنبية وخاصة الانجليزي منها ، ومن ثم فلابد من ان يكون الإداري الذي يعمل داخل القطاع المشترك يجيد اللغة الانجليزية ، لأنه يتعامل مع شركاء أجانب مهما كانت لغاتهم إلا ان اللغة الانجليزية توحدهم ، لأنها للاسف اللغة الرسمية التي يتعامل بها العالم كما يتعامل بالدولار .
ومن ثم فليس من المستساغ أن يتم تعيين قيادات إدارية داخل القطاع المشترك لا تجيد اللغة الانجليزية على الاقل ، وقد رأينا ذلك في حركات كثيرة سابقة وربما حالية وقد تكون لاحقة ، وليكن الأمر ليس مجرد مجاملة ، لأن هناك عواقب سيئة على من يجلس على كرسي ولا يعرف إدواته ، وأرى ان الوزارة لابد وان تفطن لهذا الأمر ، وتضعه فى الحسبان والعمل على اصلاح الخلل من الآن .
ذكر اسماء البعض هو نوع من الإساءة للأشخاص، لكنِ اعرف البعض من الذين ذهبوا للقطاع المشترك والاستثماري ، وكان يستعين بالسكرتيرة عندما يتحدث مع الشركاء، وقد يكون ذلك معرقل للعمل ويؤدي لرفض داخلي من الشخص ذاته عندما يدعى لاجتماع ما مع الشركاء ، فالإنسان عدو ما يجهل ، وما من عداوة اشد على الإنسان من تلك التي يوجهها له البعض من الاتهام بالحهل .
وفي كل حركة نرى بعض الشخصيات ممن يتقنون اللغة الانجليزية يذهبون لاماكن لا تحتاج للغة بشكل كبير ، بينما اخرون يذهبون لاماكن تحتاج لاتقان اللغة بشكل اكبر ، وليس هناك ما يمنع من ذهاب هذا مكان ذاك لحل المشكلة .
وقد بدا الأمر اكثر وضوحاً عندما خلى منصب نائب رئيس الهيئة للإنتاج ، وبدأت الوزارة فى البحث عن قيادة ، وتم ترشيح عدد كبير من القيادات الكبيرة والواعية ، وكان ضمنهم المهندس احمد مصطفى ، الذي وقع الاختبار عليه رغم انه كان اصغرهم سناً ، وكان من ابرز عوامل اختياره اتقانه للغة الانجليزية ، في وقت لم يتوفر هذا الشرط في عدد كبير منهم .
قطاع البترول ينفق اموال ضخمة على تعليم الموظفين ، وحصولهم على دورات تدريبية ، واعتقد ان دورات اللغات الاجنبية من الاهمية بمكان ، لكن ليس مع كبار السن ، فلا يصح ان تعقد دورات لاتقان اللغة لقيادات تخطت اعمارهم الخمسون ، كما هو الحال من رؤوساء الشركات الذين تحولوا لتلاميذ بعد تعيينهم قيادات بسنوات ، لأن هذا السن لا تنتظر منه الاتقان بشكل يتناسب مع العمل ، لكن على الوزارة ان تشترط على من يتم تصعيده رئيساً لأي منصب داخل القطاع أن يجيد اللغة الانجليزية على الأقل ، وان يراجع الاستاذ أحمد راندي وكيل الوزارة للشئون الإدارية هذا الملف ، ويستبدل اشخاصاً بأشخاص ، لأنني اعلم مدى المعاناة داخل بعض الشركات جراء هذا الفعل .