06:32 am 10/02/2024
| رأي
| 2447
لم يجل بخاطري ان أتطرق الى دور هذه الشركة العريقة وقد كنت كتبت عن خواطري وشعوري تجاه هذه الشركة منذ فترة قصيرة. فهي شركة كما ذكرت سلفاً عاصرت ايام شبابنا بما عج فيها من ايام السفر والترحال وظلت تناضل الزمن حتي وصلت الى الجيل الحالي وهي شابة ممتلئة بالحيوية والعمل .
—————-
ولكن الصدفة البحته التي جعلتني اتسوق في بعض مولات واسواق المناطق الراقية بالقاهرة الجديدة واتجه نظري الى بعض المنتجات الصحية ذات الشكل الجميل و العبوات الانيقه امسكت عبوة منها على حذر وانا اتوجس من سعرها وكانت المفاجأة المدوية وانا اري اسم شركة التعاون للبترول مطبوع عليها . غلبني شعور غامر بالسعادة وانا اقلب العبوه في يدي واراها تضاهي في شكلها واناقتها ما كنت احسبه مستورد . اتجهت الي مكان عرض هذه المنتجات واذ بي اجد مجموعة متكاملة منها تقف في وسط الكثير من المنتجات ذات الاسماء الرنانة وبأسعار اقل ما يقال عنها انها تقلب موازيين سوق هذه المنتجات.
———-
اخيراً بدأنا نتلمس بداية الطريق الصحيح للنهوض بالصناعة الوطنية . هو الطريق الوحيد دون سواه . مهما بلغت اجراءات الاصلاح المالي ومهما بلغت المساعدات الخارجية فلن تغني عنا شيئاً. لن ينفعنا سوى جهدنا وعملنا في الانتاج وحسب . اثمن بشدة هذا المجهود الذي تقوم عليه شركه التعاون تلك الشركة التي اعتادت ان تفاجئنا بكل ما هو جديد . ولكن المفاجاءة الكبرى بحق كانت في الدرس الذي اعطته الشركة لكل من يسير علي نمطيات الوظيفة والروتين العقيم الذي ادى بنا الى هذه الحالة الصعبة . لن يتغير لنا حال كما قلنا مراراً وتكراراً الا بتغيير المفاهيم واسلوب العمل وطريقة التعامل مع الحاضر و احتياجاته الجديدة. هي بلا شك خطوة علي الطريق وتعطي انطباعاً ان القائمين عليها قد نفضوا عنهم برواز الوظيفة الجامد وانتظار الراتب الشهري بدون اي مسئولية ، وأولهم رئيسها الجديد ناصر شومان .
لا مكان الآن الا لمن يفكر ثم يعمل .
————
المانيا بكل عظمتها الصناعية قامت أساساً على عشق الالمان وحرفتهم التقنية علي ( المخرطه) نعم ( المخرطة) فقط تلك الماكينة الساحرة التي اقاموا عليها كل عظمتهم الصناعية فكانوا سادة العالم في تشغيل المعادن ودقة وجودة منتجاتهم المعدنية من ماكينات والات ومعدات واصبحت الصناعة الالمانية شعار للجدية والجودة التي تعيش العمر بأكمله .
————
ننتظر المزيد من ( التعاون) كما عودتنا، نريد ان نرو فريق متكامل من الشباب المثقف الواعي الانيق قائم علي افكار ومتابعة التسويق الحديث المبتكر و تصميم العديد من الاعلانات الجذابه،و يقومون أيضاً علي دراسات السوق الداخلي والخارجي والاهم من ذلك كله هو النجاح في التصدير العربي والافريقي بأسعار منافسه . هذا هو العمل الحق الذي يكفينا شر الحاجه للعدو والصديق . وننتظر بالتبعية من كافه شركات القطاع الاستثمارية ان تدخل في سلاسل امداد للعديد من مصانع المعدات و لوازم السيارات التي نحتاجها بشدة وخاصة الادوات الكهربيه و اطارات السيارات وما شابه التي تفجعنا اسعارها حالياً. ————-
دقت شركة التعاون نفير صحيان عالي في اذن بعض الشركات التي اصبح اهتمامها تكريم مدير راحل او اخر ات ولا ادري لماذا تجري هذه المناسبات في ظل هذه الظروف الصعبة فالجميع عليه ان يؤدي عمله ويتقاضى مقابله المادي ولا شكر بعد ذلك علي واجب اما اذا كان لديكم فسحة من الوقت فاستغلوه بالتفكير في ما يمكن ان يكون جديداً يخدم به قضيتنا الاولى في زيادة الانتاج والتصدير او توفير نفقات تلك الحفلات لما هو انفع .
اوقفوا هذه المناسبات والاحتفالات والاخبار السخيفة عن انجازات وهمية عديمة الطعم والرائحة واعلموا ان المتعبين من حولكم كثير واتجهوا للتفكير بكيفيه النهوض بالصناعة والتجارة بما تستطيعون من امكانيات وان قلت والاستفادة بالفكر الاستثماري المثمر قبل ان يصبح القطاع عبء لا قاطرة للإقتصاد القومي كما ينبغي له .
—————
ننتظر بترقب بالغ أيضاً بتروجت رائدة الصناعه والتشييد في الكثير من الافكار والمشاريع الجديدة في كافة المجالات والصناعات المدنية التي يحتاجها السوق وتعفينا من استيرادها . وهناك شركات اخري مثلها، عليها ان تنهج هذا الفكر الاقتصادي التي تقوم عليه شركة التعاون بإقتدار حالياً .
—————
دعونا من روتين الوظيفه الذي لن يجدي نفعاً في مثل هذه الايام والخائف والمرتاب عليه ان يترك منصبه طوعاً فهذا ايضا اكبر خدمة يؤديها لوطنه.
وتحية لشركة التعاون وقيادتها وعامليها على ما يقومون به من جهد ذو قيمة وفي صمت وننتظر اكثر واكثر وشكراً لهم علي الدرس الذي صفعوا به الجالسين والمتفرجين وبات عليهم ان يتحركوا و يعملوا أو ان يتركونا وشأننا فلم يعد هذا وقت للكسالى وهواة التصوير وانما هو وقت العاملين والمبتكرين والمتوكلين علي الله في صمت قاصدين وجهة ووطنهم .. والسلام ،،
#سقراط