الكاتب : سقراط |
07:15 am 09/02/2024
| رأي
| 3127
كانت اخبار العلاوات والمنح تأتي سابقاً بموجه من الارتياح وبعض من السرور لما تضفيه هذه الزيادات من بحبوحه او تيسير في امور المعيشة و تدبير الاحتياجات بصفة عامة. كانت الاوضاع المستقرة نسبياً للأسعار تعطي بعضاً من هامش اضافي للأستفادة من تلك العلاوات في سبل الحياة المختلفة . اما الآن وفي ظل هذه الاجواء تأتي اخبار العلاوات بتفكير عميق عن تأثيرها الحقيقي وترقب لما سيفعله أباطرة السوق الذين يستعدون من الأن للإنقضاض عليها وابتلاعها مع اي مزيد قد تطوله ايديهم .
و تبدو هنا المشكلة تنحصر في امرين في غايه الاهميه (اولهما ) ان كلاً منا يعتبر انه الوحيد الذي يتقاضي زيادة ولا يأبه بأن ملايين اخرين لهم الحق في ان يتقاضوا نفس الزيادة وبالتالي تكون قيمتها النهائية على المستوي الفردي ليست على الدرجة التي كنت تتطلع اليها . ثانيهما اننا من الشعوب القليلة التي تتصرف بتطابق مثير للدهشة تصرفات شعبنا تجاه الاحداث بل ربما مشاعره تجاه الافراح والاحزان والمواقف متطابقة لحد بعيد فلا يوجد لدينا اطياف او اعراق ولا مناطق زمنيه و مناخية مختلفة وبالتالي كلنا مكدسون في وادي واحد . تري ملابسنا متشابهه ، احتفالنا في المناسبات متطابق بل اسباب الوفاة عندنا متشابهة الي حد بعيد و بالتالي يكون المزاج العام متشابه لأبعد الحدود فالذي تفكر فيه ستجده في عقول الملايين غيرك بدون تغيير .
هذين الامرين تحديداً هما من سيعجلان بضياع تأثير العلاوة المنتظره . فالفعل ورد الفعل تجاه ايه احداث او زيادات تكون متشابهة في المجمل كما اسلفنا فتكون خطوط الانفاق واتجاهاته تقريباً متشابهه مما يزيد من الضغط على الشراء السلعي وبالتالي تزداد الاسعار ولا تشعر بتأثير ايجابي لهذه الزياده.أيضاً لعلك قرأت ان اجمالي تلك الزيادات ستصل الي ١٨٠ مليار جنيه وهو مبلغ هائل بالطبع والاوراق النقديه يجب ان تجد ما يقابلها من الانتاج والا اصبحت عديمة القيمة لأن الاقتصاد هو رافعه من الدرجة الاولي يجب ان تكون القوتين ( الانفاق والانتاج ) فيه متساويتين ليحدث الاتزان . وبالتالي فهذه القيمة الهائلة من الاموال يجب ان تجد ما يقابلها من انتاج والا اشتدت حدة الاسعار وزادت اشتعالاً .
و كما تري ان الحاجة هي ام الاختراع وها نحن قد اصبح كلاً منا خبيراً اقتصادياً نتيجة ما نسمعه ويمر بنا يومياً من مشاكل وازمات وما نعيشه من موجات غلاء فاحش نتيجة عدم قدرة الانتاج المحلي علي تحقيق الاكتفاء الذاتي واحتياجنا المهول للاستيراد.
لا توجد نصيحة محددة استطيع توجيهها للتعامل مع هذا الموقف حيث تختلف ظروف واحتياجات الناس بشكل متباين بالطبع . ولكن ما استطيع ان اشير اليه هو ان علينا محاولة تغيير او كسر السير في التوجه العام الذي نراه مع كل زيادة في الدخل . فأغلب الناس تتجه به الي تعويض بعض النقص الذي حدث في الاستهلاك الغذائي مثلاً وتزيد من كميات الشراء للحوم او الطيور وما شابه . واخرين يتجه من فوره الي زيادة شراء بعض الاطعمه الثانوية والتي ارتفعت ايضا اسعارها . لذا تري ان اتجاه رأس السهم في محصلته النهائية يتجه الي الي هذا التوجه. ويصبح من المنطقي ان يزداد الطلب وترتفع معه الاسعار وتضيع قيمه العلاوة في اقل من اسبوع .
ما اود قوله ان علينا ان نجد اتجاه اخر غير اتجاه محصلة قوة التوجه العام الذي اشرت اليه . علينا بتنويع اوجه الاستفاده من تلك العلاوة ربما يأتي علي رأسها الادخار او الابتعاد عن زيادة شراء المواد الغذائية والاستهلاكية عن المستوي الحالي وهذا اقل الضرر . اعلم ان الكثير سيتهمني بالتوحد واني لا اعيش في هذا العالم الصعب ولكني احاول معكم ان اخرج من تيار استهلاكي موحد متوقع تتبخر فيه العلاوة بزياده الاسعار نتيجه توهج الطلب وننتهي في الاخير بأن شئ لم يكن ونظل نعاني حتي بعد هذه الزياده.
حاول ان تبحث عن توجه مختلف لما هو معروف عننا كشعب . اتجه بها الي اجراء صيانه او دفع مصاريف مؤجله او حتي مستقبليه او تلبيه احتياجات توقف الانفاق عليها لسبب أو لأخر . ربما تجد في هذه الطريقه استفاده اضافيه حقيقيه بعيداً عن الانفاق السلعي الاستهلاكي كي تدعم موقف حياتك في العموم وهذا هو الاساس في منح هذه العلاوة.
هدانا الله سواء السبيل ومتعكم بستره في هذه الايام الصعبة ، والسلام ،،
#سقراط