12:40 pm 23/01/2024
| رأي
| 1265
فجعنا بتعرض عامل بسيط علي احد اجهزة الحفر لبتر في كلتا ذراعيه خلال عمله على احدي معداته . حادث مؤلم ويعيدنا الي نفس نقطة التهاون والاستسهال في تطبيق القواعد الخاصة بسلامة العامل والمعدة علي السواء . انتهي في لحظات مستقبل شاب في مقتبل العمر لن يجد ما يعينه علي هذه المصيبة سوى عناية الله ولطفه وما يتبع ذلك من قرارات لتعيينه تعيين دائم بشركة تضمن له راتب وعلاج وتأمين . ———
سرى داخلنا اعتقاد بأننا تخلصنا من هذه النوعية من حوادث الاهمال والتراخي في تطبيق قواعد السلامة والاشراف على تفعيلها بكل جدية ومهنيه ، وقبل كل ذلك الضمير الانساني والمهني الذي يجب ان يكون متيقظاً لارواح وحياة هؤلاء العاملين حتي وان اخطئ البعض منهم. فالعين الساهرة المتيقظة هي الدرع الاخير لمواجهة مثل هذه المصائب وانقاذ البسطاء بل والمهملين من سجيتهم واهمالهم .
لن يجدي في مثل تلك الحوادث المؤلمة اعداد التقارير وسرد عشرات التبريرات التي تدفع عن المختص ايك مسئوليه وتحميل الضحية مسئولية الاهمال والجهل وما الي ذلك من طابور الاتهامات التي سيتحملها الضحية . هذا السيناريو يكاد يكون مكررا وينتهي كل ذلك الي الملفات والنسيان تاركين الضحيه تواجه مصيرها المحتوم و لن يتذكره احد بعد بضعة ايام .
لا احد ينكر ان تخصص السلامه وتطبيقاتها قد شهدت اهتماماً كبيراً خلال السنوات الماضية و حققت كثير من التطوير والاهتمام وتدعيم هياكلها الادارية والعملية بكافة الشركات ولكن هل وصل الى قناعة القائمين علي العمل الميداني نفس المستوي من الاهتمام الذي يوليه قيادات القطاع لهذا الشأن الهام ؟ . اعظم الحوادث جاءت نتيجة اهمال بسيط او نسيان للقواعد المبدئية لتأمين العمل وهنا تأتي الحسره والندم في وقت لا ينفع كل هذا . القيادات الميدانية عليها ان تكون علي مستوى الاحداث وتعلم تماماً انها عندما تتعامل مع بسطاء لا يدرك معظمهم القواعد البسيطة للتعامل الامن يأتي دورهم الذي لا يهدأ ويتعامل ويتوقع علي مدار الساعة ما يمكن ان يؤدي الي حادث أو اخفاق ليتجنب مثل تلك الحوادث المؤلمه. لا قيمة لتقارير او دراسات او حتي علم في حاله حدوث مثل هذا الحادث . كل هذا ينهار امام قطرات الدماء النازف واللحم المقطع مهما كانت المبررات والأخطاء. كل هذا يصبح فارغ القيمه امام هذه الحوادث والضحايا . وما وضعت هذه العلوم والقواعد الا للحفاظ علي هؤلاء البسطاء. لا يمكن ان تتباهي مؤسسة بشهادات التميز والجودة والسلامة وتفاخر بالرقميات والتحكم الالي وما الي ذلك من الانجازات الرنانه ثم تجد حدوث مثل تلك الحوادث المفزعه التي توجع القلوب وتدمي المشاعر حزناً وهلعاً على الضحايا.
———-
كانت هناك بوادر يجب التنبه لها ومعالجتها في حادث حريق كبير بأحدي شركات التكرير الساحليه و كان من الممكن ان يكون الحساب والمسائلة وقتها عنواناً جديداً لتحمل المسئولية حتي اكبر المناصب التنفيذيه . جرس انذار جديد يدق بعنف في ساحة العمل البترولي الذي يعتبر من قطاعات العمل الخطره في مختلف انواع النشاط به ونعلم تماماً مدي اهتمام قيادته بهذا الموضوع الذي يمس حياة وسلامة العاملين به . اعتقد ان كافة القوابض عليها ان تطلق نوبة صحيان في كافة مواقع العمل ومراجعة كافة الظروف وتطبيقات السلامة بكل حزم وجدية ورفع كفاءة المراقبة والمتابعة، والاهم من ذلك تفعيل وتحديد المسئولية عن كل فروع العمل بطريقة صريحة وواضحة علي القيادات الميدانية المختصة بشئون السلامه.
————-
خالص المواساة للمصاب وذويه وندعو الله ان يكون العلم الحديث في مجال الاطراف الصناعية عاملاً مخففاً عنه وان تنتهي مثل الحوادث من قاموس الحياة العملية في انشطته المختلفة.
علم السلامه جسد وعقل وكلاهما يتطلب المحافظة والتنشيط والعلاج اذا لزم الامر . واعتقد ان المسئولين عن هذا الجسد والعقل قادرين علي اعاده تنشيط دورهم وعلاج ما قد يعتريهم من وهن او مرض.
السلامه للجميع .. السلامه أولاً يا أولي الالباب . والسلام ،،
#سقراط