د جمال القليوبي يكتب: النصيب الأكبر في موازنات الشركات العالمية 

حديثاً ظهر تعبيرمزيج الطاقة في كل المنتديات الاقتصادية وفي الصحف والجرائد وقد يستوعب بعض رجال النفط او حتى الاقتصاديين ان هذا التعبير يعني عدد من مصادر الطاقة يكون احدها البترول والغاز الطبيعي والطاقة النظيفة ، وهنا اريد ان اوضح هذا التعبير الاقتصادي الذي اصبح السبيل الأمثل الان بل وطوق النجاة للاقتصاديات التي تستورد بشراهة براميل النفط وأطنان الغاز كي تحمي اقتصادياتها من ادمان الوقود الاحفورى . ولذا فان مزيج الطاقة يشمل ٧ مصادر متعددة منها البترول والغاز والفحم الحجري والطاقة المتجددة (شمس -رياح) والكتلة الحيوية (باطن حرارة الارض) الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية ، ويمثل الاستهلاك العالمي لتلك المصادر حالياً طبقا لآخر احصائية في التقرير السنوي لهيئة الطاقة الدولية ٢٠٢٣ نسب تمثل  ٣٢% للبترول و٢٧% للغاز الطبيعي و٢٤% للفحم و ٧% الكتلة الحيوية و٣ % للطاقة المتجددة و ٥% للطاقة النووية و٢% للطاقة الكهرومائية ، ولكن يظل هنا الناتج الأكثر هاجسا للدول التي اصبحت الكوارث الطبيعية مؤثر سلبي لكل الاقتصاديات العالمية التي وصلت نواتج الانبعاثات الكربونية  من استهلاك الوقود الاحفورى الى ٣٥٫٩مليار طن من ثاني أكسيد الكربون لعدد ١٥٠دولة في العالم .

وتعد الدول الكبرى الثلاثة على الإطلاق ذات النصيب الاكبر من الانبعاثات الكربونية لكل من الصين بانبعاثات ١٠٫٥ مليار طن ثم امريكا ٥٫٩ مليار طن ثم الهند ٢٫٨ مليار طن بنسبة ٥٣% من مجمل انبعاثات العالم . ويبدو ان ال٢٠ شركة عالمية من الشركات العملاقة ذات القيمة التسوقية العالية لديها توجهات صارمة من حكوماتها التي اخدت في الاعتبار منذ ٢٠٢١ على العمل لإيجاد طرق بحثية وتنفيذية في توجهات الميزانيات لدى هذه الشركات باستقطاع جزء ما بين ٣الو ٥٪؜من تلك الموازنات لتطبيق تكنولوجيات تقليل نسب الكربون ، وعليه فإن ال ١٥ شركة الكبار لكل من أرامكو السعودية وبتروتشاينا وسينوبك الصينية وإكسون موبيل وشيفرون وفليبس كونوكو ودوك إنيرجي الامريكية ورويال شُل الهولندي وتوتال انريجي الفرنسية وجازبروم ولوك اويل الروسية وبي بي البريطانية وضعوا خططهم المستقبلية في كل الموازنات للخمس سنوات القادمة التوسع في استثمارات الطاقة المتجددة والطاقة النووية وتقليل انبعاثات الكربون بتقليل ميزانية البحث والتنقيب عن البترول والغاز لديها بنسب تترواح الى ٥% في الشركات الامريكية والأوروبية وحوالي ٣% للشركات الصينية والروسية. وهناك بعض الدول زادت الميزانيات لدي شركاتها الحكومية في التنمية والتطوير لتكنولوجيا الطاقة النووية حتي وصلت نسبه ميزانية الاستثمار النووي لديها الي ٣٢٪؜ مثال روسيا والصين بينما ركزت ميزانيات الولايات المتحدة بشركاتها على استثمارات الغاز الطبيعي وزادت نسبتها من ٢١%الي ٢٩% وحولت ايضا الشركات الأوربية ميزانياتها الو الغاز والطاقة النووية والطاقة المتجددة بالاضافة الى تقليل نسب الاستثمار في النفط . 

وعليه فإن النهج الجديد للشركات العالمية والتي لديها استثمارات نفطية للبترول والغاز في الشرق الاوسط او افريقيا او حتى شرق وشمال اسيا سيكون توجهاتها الى تغيير موازناتها الاساسية في البترول والغاز والتي تصل ما بين ٧٠٪؜ الى ١٠٠٪؜ الى التوسع واستقطاع اجزاء من تلك النسب والتي قد تصل الى ٣٠٪؜ في الطاقة النووية والطاقة المتجددة ، ولذا فإن كثير من تلك الدول غيرت اتفاقياتها من البترول والغاز الى اتفاقيات اخرى من الطاقة المتجددة والنووية كي تحافظ على استمرار تواجد استثمارات تلك الشركات وكذلك تحوط تلك الدول لاقتصادياتها بنهج جديد من مزيج الطاقة تماشيا مع التحول العالمي الى تقليل اي انبعاث كربوني سريعاً........والو تكملة قادمة