الكاتب : سقراط |
06:26 am 19/01/2024
| رأي
| 1178
انتهت منذ ساعات مباره كره القدم بين فريقي غانا ومصر في بطوله الامم الافريقيه . كانت مباراه عصيبه حتي من قبل بدايتها حيث يسيطر الحزن والتشاؤم علي اغلب الناس نتيجه ما شاهدوه من المستوي المتواضع للمنتخب في مباراته الاولي . المنتخب نفسه يعاني من كثير من المشاكل واهمها ارتفاع مستوي اعمار اللاعبين بصوره مفزعه وكأن مصر عقمت عن ولاده لاعبين جدد يكونو اكثر حركه وحيويه والاهم من كل ذلك وجود حماس الشباب واندفاعه القادر علي مواجهه الكره الافريقيه العنيفه و التي تقدم مستواها مؤخراً بصوره كبيره. ولكن هذه المباراه تحديداً تميزت بالاهداف المسروقه . ولا هدف فيها جاء نتيجه خطه محدده أو نموذج لهجوم تم التدريب عليه . عندما تري ( صلاح) يلعب في انجلترا فالجميع يعرف موقعه في خطه الهجوم وبل يعلمها المنافس أيضاً وتجد اللعبه مرسومه من بدايتها الي نهايتها . قد يتفوق صلاح في كثير من المحاولات بسرعته ولياقته وذكائه وقد يفشل في بعضها . اما في هذه المباراه فقد جاءت الاهداف نتيجه اخطاء ساذجه من كلا من الفريقين تمكن فيها المنافس من سرقه الهدف بكل سهوله موهو ما تلاحظه ضاحكاً في مظاهر حسره لاعبي الفريقين بعد كل هدف لأنه في الواقع لا يستحق التسجيل في مباره عصيبه لكلا منهما وفي محفل دولي هام يراقبه عتاولة اللعبه وكبار سماسرتها العالميين . هذه المباراه بكل تأكيد هي نموذج حي لمباراتك الشخصيه مع الحياه بكل ما فيها من اشخاص ومفاجآت. سيكون هناك في حياتك من تخصصوا في سرقه اهدافك واحلامك . قد تكون علي معرفه جيده بهم و ربما لا . هم اذكياء للدرجه التي تتيح لهم قراءة افكارك او الوثب علي مجهودك ونجاحك في لحظه خاطفه . لن يستطيع احد ان يسرق منك ما تضحي من اجله عملاً وتعباً الا اذا سمحت له انت بذلك اما إهمالاً أو قله خبره او ثقه في غير موضعها . ولكن النتيجه في الاخير واحده . هذه النوعيه من السرقات للأسف غير مجرمه ولا يحاسب عليها القانون ولكن يظل الضمير الانساني والقانون الاخلاقي رافضاً لكل هذه النوعيه من المحاولات والتصرفات التي تمنح لمن لا يستحق . الحياه ملعب كبير واهداف غانا ومصر المسروقه موجود منها الكثير في حياتنا . فأن كانت علي المستوي الشخصي فربما تكون محدوده بين اطرافها . اما اذا كانت علي المستوي الاجتماعي العام فأنها تصبح مفزعه بل مدمره. نحن الأن نتعرض بالفعل لعمليه سرقه لأهدافنا وانجازات تحققت و استماته لافراغها من مضمونها . فما يحدث حالياً من ضربات للإقتصاد هي عمليه سرقه مقننه تقوم عليها اطراف خارجيه صديقه قبل المعاديه ومجموعه مجرمين بالداخل فقدو الضمير الوطني والاحساس بأمن البلد الذي يعيشون فيه ويمنحهم الامن والسلام . محاوله تفريغ كل ما تحقق من انجازات من قيمتها ودفعنا دفعاً للهاويه هي لعبه منظمه يقوم عليها فريق متكامل من السماسره و المجرمين في حق هذا الشعب لنهب كل ما حققناه من تقدم . لا يمكن ان يتصور احد ان يقوم مصري علي تدمير عمله بلاده بهذا الشكل . ولا يمكن لنا تصور ان مجرمين من بيننا يسرقون ثروتنا جهاراً نهاراً لتهريبها وجني الملايين من ورائها . كيف تخيلوا قدرتهم علي البيع والشراء بهذه الاسعار المشتعله في مجتمع يئن أصلاً من اسعار اقل من هذا المستوي بكثير . اذا فهم يعرفون بوضوح بأننا لا نحتاج العمله الصعبه او الذهب بتلك الاسعار الخرافيه و جمعينا يقول ليذهب كلاهما للجحيم ولن نشتري سلعاً مستورده بأسعار خرافيه اذا لماذا كل هذا النهم علي اشعال سعر العمله الاجنبيه ؟ . الاجابه ان ما يحدث هو مخطط شيطاني تحالفت فيه قوي الشر مجتمعه ضدنا وتمكين بعض السماسره من الشراء بأي سعر حتي يصل الي مستويات خرافيه لا معني لها امعاناً في بث روح الخوف والاحباط داخلنا . وللأسف فأن المجتمع يواجه ذلك بالسلبية و مص الشفاه حسره وندماً . اعلموا بأن هؤلاء المجرمين لن يسرقونا طالما كنا علي ثقه في انفسنا وعرفنا هدفهم وامتنعنا عن كافه ما يمكننا الاستغناء عنه وليذهبوا بعملتهم وذهبهم وما يستوردونه الي النار . راجعو اهداف المباره الكرويه جيداً لتدرك كيف تحدث السرقه التي لا يعاقب عليها القانون لعلك بعدها تكون متيقظاً لما يحاك ضدك وضد بلادك . واذا كان ولا بد فلنسرقهم نحن قبل ان يسرقونا كما فعل منتخبنا في مباره غانا . و هكذا نكون خالصين والفعل من اصل العمل.
ارجو ان تكون هذه المباراه درساً عملياً لنا . و اذا كانت هذه النتيجه حتي وان كانت السرقه فيها متبادله قد جعلت الامل مازال قائماً في الصعود الي الادوار التاليه في البطوله . فالامل في بلدنا وتخطي هذه المشكلات المدبره مازال أيضاً قائماً بشرط الحيطه واليقظة ونفض التخاذل والاحباط والضرب بيد من حديد علي يد هؤلاء المجرمين . اطمئنوا الامل موجود دائماً ولن يموت طالما هناك حياه.
والسلام ،
سقراط