للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي..إبراهيم خطاب طيف الحكمة الذي لا يغيب

مجرد رأي..إبراهيم خطاب طيف الحكمة الذي لا يغيب

الكاتب : سقراط |

03:24 am 15/01/2024

| رأي

| 2279


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي..إبراهيم خطاب طيف الحكمة الذي لا يغيب 
 

عادة ما يترك الضوء الساطع خلفه طيف يستمر ربما لفترة اطول من فترة سطوعه . تحفل رؤية هذه الاطياف عادة بتدفق المشاعر والذكريات الجميلة وجمال ورونق لوحة الحياة ككل . وعندما نتذكر الاستاذ إبراهيم  خطاب وتاريخه الطويل في العمل العام تبدو سيرته كطيف يمتد عبر افق الزمن الذي يمر علينا لم تأفل اجوائها او تتوارى الوانها حتى الأن . —————-
بلا شك استطاعت هذه الشخصية أن تحفر  اسمها ولقبها في جدار الكبار  على مدار عشرات السنوات من العمل والمثابرة بطريقته الخاصة التي تفرد بها من دون الكثير من القيادات ، واستطاع أن يجد لأسمه مكاناً معروفاً لا يغيب عن الذاكرة . كان بالتأكيد مثالاً ناصعاً و أصبح طيفاً للحكمة الادارية في قطاع البترول. واستطاع بهدوء ان يفرض سياسة الانضباط التي لم تعجب الكثيرين بالطبع وواجه مقاومة شرسه لمنعه في فرض هذه السياسة التي كانت بالاساس لمنع انهيار القطاع إدارياً واقتصادياً وكان لهم بالمرصاد . 
————-
ترو مع توارد الايام والاحداث صدق وحقيقة ما كان يقوم به وعليه وتتعجب مما قابله من عنت وربما شماته.  يطوف بذهنك كل هذا عندما تجد اسمه يلمع عند اي منحنى في دهاليز العمل الاداري لأسترجاع ما كان يقوم به وكيف كان يتصرف . الرجل لم يكن خبيراً في الشأن البترولي الفني وحسب ولكنه كان علامة فارقة به ونجح في العبور به الى بر الامان . استطاع ان يوظف الخبرة الادارية المحنكة لادارة شئون مؤسساته و العاملين بها بخبرته التامة بقوانينه الخاصة وتنفيذها في اطار القوانين العامة للدولة الحاكمة وهو امر في غاية الحساسية والاتقان لتكون مبرئة من اي ما يتعارض مع قوانين اخرى . كان يعلم بما يدور من حوله في أجواء العمل في هذا القطاع المتشابك المصالح والاحداث ، ولا يتوان عن تعديل المواقف وزجر المتهاون . 
—————
واذا كنا نرى ان استفادة القطاع الخاص من الكوادر الوطنية ذات الخبرة التي تترك القطاع قد اثر بشكل كبير  وايجابي على مستوى اداء القطاع الوطني في العمل البترولي ، فأن هذا الرجل تحديداً هو الوحيد الذي تم استدعاؤه للعمل الحكومي مرة اخرى بعد التقاعد ليتقلد منصب رفيع في وزاره البترول . ——————
قد يتبادر الى الذهن ان إبراهيم خطاب ربما كان ظاهرة عابرة وانتهت . واعتقد ان هذا قول يجانب الصواب . فما ان يتداعى إسم الرجل في اي من المواقف الا وتجد هناك حالة من المناقشة ما بين مؤيد ومعارض وبين متفهم وأخر لا يعي من امره شيء سوى ما يأكل ويشرب . هذا الرجل ربما كان ظاهرة ولكنها لم تنتهي . كل ما يمر به القطاع حالياً و ما يتخذه القائمين على ادارياته  هم من تلاميذه في المقام الاول وتعلموا منه  و اتخذو من اسلوب الرجل في التعامل و صنع القرار منهاجاً و مرشداً . الرجل تحمل كل موجات الغضب و مسئولية لكل نائبة او نازلة تحل بموظف او قيادة . و تناسي الجميع انه كان أميناً على اسرار لو تم إفشاؤها لكانت الفضائح بالجملة، ولكان صاحب النازلة يدرك ان ما حل به هو ستراً وحفاظاً عليه . الجميع يعلم ذلك جيداً ولكن الجميع أيضاً يتظاهر بالمظلومية وعندما يصبح ذلك شعوراً عاماً يصبح ذلك حملاً ثقيلاً لا تتحمله اي قيادة، ولكنه تحمله على اكتافه وحيداً. 
——————
فن القيادة والحكمة هي فن وعطاء الهي لا يستطيعه الكثيرون . وقد وهب الله هذا الرجل منها الكثير ، ولذلك لم ينمحى اسمه من سجلات القيادات التاريخية ويظل محط انظار المسئولين في اي توجه او استشارة للخدمة العامة. بلا شك العمل في البترول استنفذ الكثير من طاقته وقدرته على التحمل .كان يلاطم أمواجاً عاتية من اللامبالاة والمصالح الشخصية ومتطلبات لا تنتهي . إدارة كل هذا كان عبئاً ثقيلاً لا يدركه إلا من يتصدى لمسئوليتها ويقوم عليها وينجح لا من ينصب نفسه خبيراً وهو لا يعلم مايدور من حوله . ——————-
كان الرجل مقاتل بحق ولا ينحني للعواصف ولم يتأخر عن اداء الواجب الوطني . 


نعرف تماماً احكام الزمن والعمر ولكنها بيد الخالق لا بيده . ونتمنى عليه ان يعيش ويعطي وينصح طالما انفاسه مازالت تزفر في هذه الدنيا . والبلاد حالياً تحتاج الى العقول  والخبرات ومشاركتها في النصيحة وابداء الرأي ،لا محترفي كمال الاجسام ، تلك الجملة الشهيرة للدكتور كمال الجنزوري عندما سألوه عن تولي رئاسة الحكومة وقد تخطى الثمانون من عمره . العقليات الفذة  والخبرات المؤهلة للقيادة هي ما تحتاجه المرحلة القادمة. 
———-
كنا نتمني وجوده لاتمام إعاده هيكلة القطاع واعادة ترتيب اوراقه وتعديل لوائحه فهو من القلائل القادرين على ذلك ولكنها الايام واحكامها ، ونرجو ان نرو ذلك من الذين خلفوه في حمل هذه المسئولية الثقيلة ،وهم يستطيعون، لأنهم خير خلف لخير سلف . والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟