مجرد رأي…نوربيتكو و وطنية علي ميره 

خبر صغير قرأته كالمعتاد عن مناقشه موازنه هذه الشركه للعام القادم والذي يبدو كغيره من هذه النوعيه من الاخبار التي تنتهي عاده بالتصوير الجماعي لأعضاء الجمعيه العموميه كعاده وذكري للسنين القادمه . 

ولكن اللافت للنظر في هذا الخبر تحديداً هو وجود المهندس ( علي ميره) ممثلاً عن الشريك في الشركة المشتركة  وظهوره وهو يقف صامداً ضد عوامل الزمن وتقدم العمر . اعطاني هذا النموذج جرعة معنوية عاليه فالرجل من خبرات البترول المخضرمين وله باع طويل في العمل الحكومي الوطني في هذه الصناعه. هذا الرجل عاصر صناعه البترول في مصر علي مدار ازمنه متعدده فقد حضر عهد العظيم ( عبد الهادي قنديل) ثم الدكتور ( البنبي) والمهندس ( سامح فهمي ) حتي خرج من الخدمه في عام ٢٠١٢ علي ما اتذكر . 

واذا اتجهت سريعاً لتلك الاسماء التي عاصرها فستجد انه عمل في مدارس متنوعه واسلوب اداره مختلف من عصر ووزير  لأخر . واذا اتجهت أيضاً الي سجله الوظيفي تجده اعتلي مناصب متعدده في الهيئه وشركه بتروبل و نوربيتكو وبترو شهد في فترات عمله الممتد حتي تقلد منصب نائب رئيس الهيئة للانتاج . نموذج فريد للخبرة الوطنية الجادة التي عشقت القطاع وبذلت في الجهد والعرق ولم يتخل عنه سوق العمل و اقتنصه القطاع الخاص الوطني لما له من كفاءة وخبره عميقه ومثابرة وهدوء في مواجهه المشاكل .

الزمن لا يتعامل الا مع من يتعامل معه بجديه واحترام العمل وتقدير المسئوليه . واذا كنا نحاول تسليط الضوء علي خبراتنا الوطنيه فلا اجد حرج بالطبع في محاوله تعريف  الجيل الجديد بمثل هذه النوعيه من الشخصيات التي كان لها تأثير وحفرت اسمائها في سجلات الشرف بالعمل والامانه وحب القطاع والتفاني في خدمته وقبل ان ينبري احد منهم مطالباً بالتحديث وتمكين الشباب ولذلك فليعلم الجميع ان النبت لا يصلب عوده ويؤتي ثماره الا بجذور قويه صحيحه تساند وتمد الفروع بالغذاء والحياة . 

نوربيتكو كانت من الشركات وليده الصدفه حيث تم اكتشاف البترول في منطقه امتيازها الاولي والتي كان يعمل بها شركة شيليه الجنسية علي ما ا عتقد  في اخر بئر لها في المنطقه بعد الاخفاق الذي حدث بعد حفر عده ابار  . ويكون البئر الاخيرة هو سفينة الانقاذ وموعداً لبدء ظهور هذه الشركة الي النور . يحظي التاريخ البترولي بالعديد من المفارقات والمفاجآت مثلما تحقق في نوربيتكو ، واعتقد ان ظهور شركه برج العرب كانت أيضاً لمفاجآت البترول المذهله . 

ما بهمنا في هذا الموضوع هو استمرار القطاع الوطني قائماً علي تلك المناطق ويحقق فيها نجاحات متعدده ويحولها الي كيانات كبيره قادرة علي الانتاج واحتواء الكثير من العماله وفتح بيوت المصريين . و هذا هو المهم في الموضوع . ويبدو استغلال الشريك الوطني لخبرات البترول المخضرمه توجه سليم في معظمه ادي به الي تثبيت دعائمه وان يصبح قوي الشوكه وقادر علي تحمل تبعات الاستثمار في هذه الصناعه المكلفة . 

نموذج شركة صحاري وبيكو و ترايدنت والوطنية هي نماذج وطنيه مضيئه في هذا القطاع وسيكون لها دور كبير في عمليه اعاده ترتيب اوراق هذا القطاع في المستقبل في وقت قد يأتي لا يمكن فيه التعويل علي الاستثمار الاجنبي  . دقات المستقبل تشي بأن الاستثمار الوطني سيكون له الكلمه العليا في المستقبل بعد تغيير سياسات واستراتيجيات الشركات العالميه تجاه انتاج الزيت الخام و محظوراته المتعدده علاوه علي تواضع معدلات الانتاج في ارضنا . 

علينا ان نتفهم بأننا لسنا دوله بترولية كبيرة بالمعني المفهوم ولكننا نحاول ان تستمر عمليه الانتاج بأيه مستويات ممكنه لغلق جزء من الفجوه بين الانتاج والاحتياجات . هذه هي تباشير المستقبل كما نتوقعها وعلينا ان نحافظ علي تلك الشخصيات والخبرات ما امد الله في عمرها فهم مرجعيه هامه لكل ما يواجهنا من مشاكل وتحديات في المستقبل . 

(علي ميره ) نموذج مضئ بلا شك اعطي للعمر رونقه وللعمل نكهه الحنكه والخبره . 
تحياتنا لهذا الرجل ومتعه الله بالصحه وافاد البلاد اكثر من علمه وخبرته . 
والسلام ،، 

#سقراط