للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

محمد جبران ينعى ناصر الطيري..ظهري اتكسر

محمد جبران ينعى ناصر الطيري..ظهري اتكسر

08:53 am 06/01/2024

| مجتمع

| 3917


أقرأ أيضا: Test

محمد جبران ينعى ناصر الطيري..ظهري اتكسر 


قبل وفاته بساعات أرسل لي تسجيلاً صوتياً يطلب مني التدخل لعودة عامل تم فصله من عمله ، فهو العائل الوحيد ، كانت نبرة صوته وكأنه يطلب مني اخر طلب في حياته ، وهكذا كانت عادته معي ، لا يطلب مني التدخل الا في فتح البيوت .


و كان يستعد لرحلة الحج ، طلب مني المساعدة فى أداء الفريضة ، وبالفعل ابلغته انه سيذهب بإذن الله ، أموره تيسرت ، وكافة الإجراءات كادت أن تنتهي ، كان ينتظر اكتمال الأوراق ليذهب ملبياً "لبيك اللهم لبيك"، غير أنه لبى نداءً اكبر واعظم ، نداء الموت ليكون الى جوار الرحمن، وما احسنه من جوار .

لم يكن ناصر الطيري مجرد زوج لشقيقة زوجتي ، ولا قريب ولا صهر ولا زميل ولا جار ولا صديق ، فكل هؤلاء لديَّ منهم الكثير وأنا الصعيدي العربي إبن الجنوب، لقد كان ناصر الطيري شريان الدم الذي يغذي جزء كبير من العقل والجسم ، تربينا معاً وعشنا معاً ولم يفصل بيننا شيء سوى ما حرمه الله ، لقد كان الضلع القوي فى الجسم وحائط الصد ، بل كان هو الذي يكبح جماح غضبي فى المواقف التي لا اتمالك نفسي فيها .

كان ناصر الطيري يحمل عني الكثير ، يتحمل مسئوليات كان من المفترض أن أقوم بها ، كان يكفيني مشقة مهام كثيرة ، خاصةً فى بلدي غارب التي تعج بآلاف المشاكل والمعاناة ، حتى مهام البيت ومسئوليات العائلة ، كان هو السند القوي والذراع التي تتحمل عني في ظل مهامي الجسيمة فى السنوات الأخيرة ، عندما تقلدت مناصب سياسية وعمالية .

لم أستوعب خبر رحليه ، لقد وقع الخبر على نفسي كالصدمة التي لم أكن أتوقعها ، وكيف أتوقع رحيله وهاتفه لم يكن يكف عن الإتصال ، وكيف أتوقع رحيله بكل هذه البساطة  وهو الذي كان حديثه لا ينقطع ولا ضحكاته تفارق وجهه ، كان بسيطاً لدرجة أن كل ما نراه صعباً يمر من بين اطراف اصابعه كالماء .

كان ناصر الطيري بالنسبة لي الأخ الذي لم تلده الأم ، ومنذ أن فقدت علاء أخي قبل سنوات وأنا اشعر بأن هناك أخ لي أسمه ناصر الطيري ، عوضني بعضاً مما فقدته ، ولا أدري كيف تسير الأيام بي بعد رحيله ، ولا أعلم كيف أفيق من هذا الكابوس .


نعم الموت حق والموت صدق والموت واقع والموت كأس ، جميعنا نتجرعه ونتذوقه ، لكن الفقد صعب ومر وعلقم ، وهو ليس فقداً لعزيز فقط ، بل فقد لجزء من الكل ، رحيل عصب من الوجه وعضد من الجسم وعكازاً كنت اتوكأ عليه .


كنت دائماً اتوقع المجهول ، فقد مرت عليَّ صعاب كثيرة ، ومن كثرة الضربات طيلة حياتي ظللت اتوقع ضربات كثيرة ، غير اني لم اتوقع ان تكون الضربة بهذا الألم وهذه القوة والعنف ، ويعلم الله أن الصبر على رحيل أخي ناصر الطيري يحتاج إلى صبر ، والقوة تحتاج إلى قوة ، والجسد يحتاج إلى جسد والعقل يحتاج الى عقل ، غير أنِ افوض أمري الى الله فهو بصير بي وبعباده ، وهو القادر على أن يمنحني القوة لأتحمل رحيل أخي ناصر ، فما من بعده عزيز تسيل الدموع عليه ، فقد رحل كل الأحبة قبله ، وها هو يرحل دون سابق إنذار ولا موعد ، يرحل تاركاً خلفه سيرة طيبة وفيض من حب العامة والخاصة ..ارقد يا ناصر فى سلام إلى يوم يبعثون .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟