الكاتب : سقراط |
06:57 am 06/01/2024
| رأي
| 1215
هاهي الايام تتوالي وتهل علينا ذكري ميلاد كلمة الله ومعجزته من امه البتول العذراء ( مريم) التي اختارها الله لتحمل بشارته ودعوته للعالمين . اتي وليداً جميلاً يتكلم في المهد وهم من حوله يتعجبون و ينشدون بشاره يوحنا ( رب المجد دعي ولداً. و كلمته الأزلية صارت جسداً) . قدموا له هدايا ونثروها حول مهده المغطي بالقش ( ذهباً و لباناً و مراً) . اعطوا السلام لوالدته قائلين(السلام لكي يا ممتلئة نعمه، الرب معك ، من اجل هذا نمجدك) .
مشهد نوراني خالد تظلله اجنحة الملائكه وترانيم البسطاء الذين دلهم النجم المشرق الى مكان معجزة الميلاد في بيت لحم ليبقي خالداً عبر الدهور شاهداً علي مولد هذا الصبي الطاهر الذي جاء الي الدنيا بفرح عظيم وقال ( انا الحياه والحق والطريق أتو الي ايها المتعبين) .
جاء ليفدي البشر من خطيئتهم ويدعوهم للأيمان الحق ومكارم الاخلاق ونبذ الوثنيه . فرت امه به خوفاً من بطش الرومان ومكائد اليهود وكانت مصر هي ملاذهم الامن . وطئت اقدامهم المباركه ارض هذا البلد الطيب امنين مستبشرين . لم يخرج المسيح من فلسطين الا الي مصر واعظم بها من مكرمه . وقال عن المصريين (مبارك شعبي مصر) . ولا تدري لربما كان هذا البلد محفوظ بتلك الدعوات التي وجدت طريقها الي السماء . اصبح شاباً جميلاً طاهراً بلا خطيئه او دنس وجمع حوله من التلاميذ والرسل واصبح يدعو ويجول بدعوه الحق.
عاني الكثير ووجد عنتاً كبيراً . صدح ببشارة السلام والمحبه للعالم لتكون عقيده خالده عبر الازمنه . وضع دمه وجسده فداء لبني الانسان ليخلصهم من الاثام ويطهرهم من الخطايا و الاوحال. ذكري جميله تدعو للتأمل والتيقن من قدره الله التي لا ترد وحكمته في خلقه . وتظل الكنيسه المصريه حافظه امينه علي العهد ولما لا ؟ وقد شرفت بلادها بمقدم هذا الوليد اليها دوناً عن بلاد العالمين . كنيسه قويه حافظه لقوانين الايمان الصحيح وحارسه علي اسس العقيده المسيحيه الثابته وقائمه علي بشارات رسله وتلاميذه في أناجيلهم المقدسه. لا تخاف في ذلك لومه لائم ولا تتبع الا ماتراه متمشياً مع قوانين العقيده و احكام و قواعد الكتب المقدسه . كنيسه لم تنجرف مع تيارات العلمانيه و الهرقطه التي واجهت هذا الدين عبر الازمنه . ظلت محافظه معتزه بمصريتها حتي في تاريخ تحديد يوم الميلاد فكان التزامها بالشهور القبطيه المصريه الاصيله واصبح (التاسع والعشرون من كيهك ) هو يوم الميلاد الصحيح بعيداً عن كافه التغييرات التي حدثت في الشهور الرومانيه التي نعرفها حالياً . لذلك كان الميلاد في اليوم السابع من يناير لا الاول منه اتساقاً مع التقويم القبطي الصحيح . قام عليها عظماء من الرعاه وان كان اشهرهم في العصر الحديث البابا (كيرلس السادس) ثم خلفه البابا ( شنوده الثالث) . وكانت علاقه البابا كيرلس مع الزعيم عبد الناصر مثالاً رائعاً لوحده المصريين والاحترام المتبادل للعقائد والاديان . كان الزعيم لا يرفض طلباً للبابا وبنيت كاتدرائية العباسية الكبري في عهده وبمساندة شخصية منه .
اما البابا ( شنوده الثالث) فقد كان من اساطير الحاضر والتاريخ المصري . شخصيه مصرية للنخاع بسيط لدرجه بعيده احبه المسلمون قبل الاقباط كان بشوشاً مبتسماً خفيف الظل يدعو شعبه بالحسني والبساطه والابتسامه . لم تخلو عظه له من خفه ظل أو ابتسامه. حظي بأحترام وحب رجال الدين الاسلامي الكبار بلا تفرقه وكان له علاقات وثيقه معهم . لم يقحم نفسه في ايه مواضيع او خلافات سياسيه أو حتي اجتماعيه فهو رجل دين وقور يعرف قدر قدسيه ما يحمله علي كتفيه وفي صدره. لم يأبه أبداً بأيه احداث طائفيه التي تصدر من بعض الجهلاء وكان حينها ينزوي في دير وادي النطرون داعياً ربه ان يحفظ وحده وسلامه هذا الوطن فأستحق لقب ( بابا المصريين) عن جداره . سلاماً لروحه الطاهره. هكذا يظل المصريين علي العهد يحتفلون باعيادهم ومناسبتهم مجتمعين غير متفرقين فجميعنا نتجه بقلوبنا وعقولنا الي الاله الواحد ملك الكون نتضرع اليه ان يمنحنا القوه والعزم علي مواجهه الحياه و شرور انفسنا .
كل عام والمصريين بخير . والسلام ،،
#سقراط