للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…رئيس الحكومة وميدور

مجرد رأي…رئيس الحكومة وميدور

الكاتب : سقراط |

01:43 pm 05/01/2024

| رأي

| 1964


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…رئيس الحكومة وميدور 


بلاشك أن رياح التغيير التي تهب علينا في الوقت الحالي تجعلنا نتصفح اوراق التاريخ لنري كيف كان لهذا المنصب من ذكريات و مدي تأثر الشعب بمن شغله من شخصيات . المعروف في هذا المنصب انه تنفيذي بحت يأتي بالتعيين من رئيس الجمهوريه بعد عرضه علي مجلس الشعب او النواب حالياً. هو عادة يأتي ليواجه مشاكل عاتيه في بلد مثقل بالمشاكل و هموم لا تنتهي مثل بلدنا . لن تجد له في العاده شعبيه جماهيريه حيث انه غير منتخب أو انه يأتي بقرارات أو مستوي من الاداء لا تتوافق مع قطاعات من المواطنين . لم يحظ أي من رؤساء الوزاره السابقين مثلما حظي به الدكتور ( كمال الجنزوري) من حب شعبي في ظاهرة فريده  لم تتكرر مع غيره .  ابن الباجور و خريج الزراعه النابه الذي امتطي جواد الحياه بهدوء وخبره ونال اعلي الدرجات العلميه في مجاله وكان هو اول من ادخل علم التخطيط والمتابعه في الحياه الوزارية المصرية . كان شاباً يافعاً عمل في مجال التخطيط في وزاره الزراعه منذ عام ١٩٦٠. وظل يعمل في هذا المجال الحيوي الهام حتي تقلد وزاره التخطيط في حكومة الدكتور علي لطفي . رجل يعرف كل تفاصيل ومدخلات مشاكل هذا الوطن ودولاب عمله العميق وعرف كيف يوظف قدراته و وطنيته لتلبيه احتياجات الشعب الفعليه البعيده عن اي مظاهر  . كان نظيف اليد بدرجه مطلقه يحترم ذاته ووظيفته الي ابعد حد يمكن تصوره. حذرو الرئيس ( مبارك) عندما انتوي ترشيحه لرئاسة الوزراء كونه من الشخصيات العنيده صعبه المراس . وتقلد الوزارة بالفعل واتجه الي تنظيم دولاب عمل الدوله و وضع استراتيجيات تحقيق الاكتفاء الذاتي وخاصه من محصول القمح  نصب عينيه. وضع اول خطه واقعيه لتوطين ثلاثه مليون مواطن في سيناء كخط دفاع اول عن الوطن واتجه جنوباً  الي توشكي ودرب الاربعين لزياده الرقعه الزراعيه. واجه حاشيه مبارك المقربه منه ونفوذ زوجته واولاده . كانت هناك مواقف و مواجهات صريحه بينهم . ولكن قوته كانت تكمن في الصدق والامانه واحترامه لنفسه وعمله . كان مؤمناً باستراتيجيه زياده الانتاج لا زياده الضرائب ولم تزد الضرائب في عهده وحقق الاقتصاد نمواً وصل الي حوالي ٦،٥٪؜ في سابقه لم تتكرر . حافظ علي سعر العمله الاجنبيه ولم يواجه الشعب في عصره ارقام كبيره للتضخم. كان له موقف مشرف في شراكه اسرائيل في معمل ( ميدور) لتكرير البترول ورفض ان تضمن الحكومه القرض الخاص بها شاملاً نسبه الشركه الاسرائيليه الذي يصل الي ٤٠٪؜  . كان موقفاً وطنياً شجاعاً له ولمحافظ البنك المركزي  اسماعيل حسن في ذلك الوقت . وظل علي قناعته بمصرية الاستثمارات حتي انتهت حصه الجانب الاسرائيلي وحصه حسين سالم الي البنك الاهلي المصري وانزاح هذا الكابوس واصبح تمصير هذه الشركه انتصارًا يوازي انتصارات الحروب  . 

اكتسب شعبيه وصلت لعنان السماء بما لم يكن يروق لرئيس مثل ( مبارك) ومن حوله فأطاح به في النهايه واسند الوزاره الي عاطف صدقي وابعده تماماً عن المشهد السياسي والاجتماعي . وظل اسم كمال الجنزوري حاضراً في ذاكرة المجتمع وظل هو جندياً وفياً لمصر حتي بعد ان بلغ الثمانين من عمره و تولي رئاسه الوزاره مره اخري بعد عصام شرف في اصعب اوقات مرت علي مصر بعد ازاحه (مبارك) عن حكم البلاد و لبي نداء المجلس العسكري ليساعدهم في اداره شئون الدوله في هذا الوقت العصيب. قام الرجل علي عمله بكل همه و كفاءة وهو في هذه السن المتقدمه وهدأت الاحوال واستقرت وعادت عجلة العمل والاقتصاد الي الدوران مره اخري . 


وجاء ( محمد مرسي) رئيساً الذي استغني عنه متسرعاً وجاء بهشام قنديل اسوء من تقلد هذا المنصب في مصر . كان استعجال الاخوان في الاستغناء عن الجنزوري خطأ استراتيجي فادح كلفهم ثمناً فادحاً فقد كان الرجل شخصيه مقبوله من كافه الاطراف السياسيه والعسكريه ويحظي بثقه الجميع وكان من الممكن ان يجعل الاخوان يخطون بهدوء داخل دولاب الدوله ولكن غباؤهم و ضحالة خبرتهم كانا من جنود الله التي اطاحت بهم رحمه بنا . لم يغفل الرئيس السيسي عن هذه الشخصية و اتخذه مستشاراً له وكان له الكثير من النصح والتوجهات التي  دفعت بسفينه البلاد للأبحار وسط الامواج العاتيه التي تلت حكم الاخوان . كان نموذجاً نادراً للمسئول التنفيذي الذي يحبه الشعب بصدق لانه بادلهم الحب وعاش همومهم وعرف كيف يروض ويخفف من المشاكل التي تواجههم. احبه الناس بصدق واصبحت سيرته و منهجيه عمله واخلاصه فيه نبراساً هادياً  لكل مسئول يتصدي لأعباء هذا المنصب الهام . فهل يجود الزمن بشخصيه مثل الجنزوري يتعلق به الشعب ويعيش معهم همومهم؟  . رجل يشعر بمرار حياه الغلابه والمرضي وشباب بدون عمل وغلاء مستعر يكتوي به الجميع وعمله وطنيه اصابها الضعف والهزال . رجل يبني علي ما تحقق ويزيد في ذلك ، لا يتكلم كثيراً عن انجازات وفتوحات بمثل مايتكلم عن خطط و حلول للمستقبل فالانجازات دائماً من الماضي  . 


رحم الله الدكتور الجنزوري و يحضرني هنا  المهندس الكبير (شريف اسماعيل) رئيس الوزراء  الاسبق الدي كان بحق طيف شديد الاقتراب من شخصيه الدكتور الجنزوري الهادئه المنظمه التي تحترم عقليات وفكر الجميع ولا تستأثر برأي ولا تستأسد بسلطه ولم يسعفه العمر ليتعلق به الشعب اكثر  وان كانت ذكراه تظل محل احترام وتقدير من الجميع . 
هؤلاء رجال لا يجود بهم الزمن كثيراً. والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟