04:08 am 02/01/2024
| رأي
| 1296
الكثير من التكهنات تركتها أنجولا بعد قرارها الحكومي الخروج من منظمة الأوبك والاوبك بلس (تكتل ١٢+١١) عقب الاجتماع رقم ١٨٧ والذي شهد كثير من الحوارات والنقاشات سواء في الغرف المغلقة او حتي في التكتلات الجيوبترولية التي يتزعمها كبار المنتجين في المنظمة القديمة الحديثة حيث شهد تاريخها خروج الكثير من الدول مثل اندونسيا والإكوادور وقطر وقد تكون الاسباب التي استوعبتها المنظمة من خروج تلك الدول شبه مفهوم مثال اندونسيا والإكوادور ٢٠١٧ والتي لديها زيادة في الاستهلاك المحلي أدي الي عدم توافر فاءيض لديها تشارك به في مستوي الإنتاجية الذي تستهدفه المنظمة بينما خروج قطر كان ردا علي القطيعة العربية ٢٠١٩ بقيادة المملكة السعودية والإمارات والبحرين والأردن ومصر. وقد هددت من قبل كلا من نيجيريا وأنجولا في يونيو الماضي من هذا العام بترك منظمة الاوبك ردا منهما علي تخفيض الانتاج الذي حددته السعودية للتكتل الافريقي ولكن يبدو هذه المرة التي أعلن فيها وزير الطاقة الأنجولي ديامانتينو أزفيدو علنا انه ليس هناك فاءيدة تعود بالنفع علي أنجولا بالبقاء في المنظمة ولم يكون مجرد تصريح كما في السابق بل وجاء قرار لواندا بالانسحاب خلال اجتماع حكومي رسمي قاده الرئيس جواو لورينزو . ويبدو ان تاثير اللقاء الأمريكي الذي عقد بين بايدن وجواو في نفس الأسبوع الذي سبق اجتماع فيينا كان له علاقه واضحه بقرار أنجولا حيث اثمر اللقاء عن حجم وعود من البيت الأبيض باستثمارات في مجال البحث والتنقيب عن النفط بالاضافة الي معونات تخدم الاقتصاد الأنجولي الذي يعاني من تضخم اقتصادي وصل العام الماضي الي ٣٥٪ ومستوي الناتج المحلي الضعيف . ومنذ بداية عام ٢٠٢٣ اعتمدت الحكومة الأنجولية علي عدد محدود من الحزم الاقتصاديه التي تقلل معدل التضخم كما ذكر تقرير لبنك باركليز للعام الحالي ٢٠٢٣ وأول تلك الحزم رفع مستوي انتاج البترول الي حيّز مليون وسبعمائة الف برميل يوميا تستهلك منها أنجولا ٣٠٠ الف برميل محليا وتصدر مليون واربعمائة الف برميل يوميا الي كلا من اوروبا وشرق اسيا والهند طبقا للعقود طويلة الأجل التي أبرمتها في نوفمبر ٢٠٢٢ .ومنذ بدء العام الحالي هناك كثير من المشاكل الفنية في صيانة الأرصفة والآبار والتي جعلت إنتاجها متأرجح بسبب مشاكل الشركاء الأجانب في تاخير التمويلات المطلوبة لخطة صيانه وتجهيزات الآبار وكذلك بعض مديونيات الحكومة لدي الشركاء الأجانب بسبب استقطاع جزء من مبيعات الانتاج كل ذلك أدي الي عدم وفاء أنجولا بكوتة الاتفاق الي طلبته الاوبك والاوبك بلس بداية من يناير ٢٠٢٣ والذي كان مقررا حصته ١٫٤٥ مليون برميل يوميا واستمر التناقص حتي في الكوته التي قررتها المنظمة في اجتماعها قبل الأخير لأنجولا بإنتاجية يومية ١٫٣٢مليون برميل ولم تستطيع القدرات الإنتاجية تحقيق الانتاج المتفق علية. ولكن ما حدث في الاجتماع ١٨٧ الأخير للمنظمة والاوبك بلس والذي كان مقررا له الانعقاد في ٣١نوفمبر وذلك لاستهداف تقليل الانتاج في السوق العالمي بمعدل ٢٫٢مليون برميل والذي يهدف الي الحفاظ علي مستوي سعر البرميل ما بين ٨٠ الي ٨٥ دولار خلال الربع الدول من ٢٠٢٤ ٫ وظل النقاش والتفاوض بين الأعضاء من الاوبك والاوبك بلس حتي ٤ ديسمبر نظرا لكثير من الخلافات في نسب الكوته من انتاج كل دولة من دول( ١٢+١١) اوبك وأوبك بلس والذي وصلت نتاءيجه متاخرة وتقاسمت كلا من السعودية كوته خفض إنتاجها مليون برميل يومي وروسيا ٥٠٠الف برميل يومي ثم ٧٠٠الف برميل يوميا تخفضها من كوته انتاج دول العراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزاءير وسلطنه عمان والجابون . ولم يكن هنا خلافا الا من الكتلة الافريقية في تحالف الاوبك لكلامن نيجيريا والتي تنتج طبقا للكوته الانتاج ١٫٥مليون برميل يومي وأنجولا ١٫١مليون برميل والكونجو ٣٠٠ الف برميل يومي حيث رفضت كلا من نيجيريا وأنجولا الحصر علي مستوي إنتاجهم ويريدوا رفع هذا الرقم الي اكثر من ٤٠٠ الف برميل لكلا منهم . وقامت أنجولا بتقديم اعتذارها الرسمي الحكومي والذي اثار كثير من التكهنات التي من شانها الضرر علي تماسك كلا من منظمة الاوبك والاوبك بلس حيث ظل هذا التماسك الإيجابي منذ ٢٠١٨ بعيدا عن المخططات الامريكية التي طالت اسعار النفط سالبا من ٢٠١٤ حتي ٢٠١٨ والتي ضربت بها اقتصاديات روسيا والسعودية وكل دول الاوبك والتي لن تنسي مافعلتة الخطة الامريكية من الوصول الي انتاج يومي لأمريكا يصل الي ١٣مليون برميل يومي وحجم مخزونات لديها يصل الي كامل استهلاكها لمده ٤سنوات متتالية ولولا القرار السعودي الصاءيب لولي عهد المملكة محمد بن سلمان والجلوس مع الروس وإنجاح التكتل اوبك وأوبك بلس لتدهورت دول انتاج النفط وأصبح اقتصادها في الهاوية ويبدو ان الولايات المتحدة تريد عدم استمرار هذا التكتل فتارة تزيد المعروض من مخزوناتها وتارة تمنع دول الاتحاد الأوروبي من استيراد البترول والغاز الروسي وتارة تزيد من وتيرة عدم استقرار في الشرق الاوسط والخليج العربي.ويبدو ان استهداف عدم استمرار تكتل الاوبك والاوبك بلس قد بداء بخروج أنجولا بداية من يناير ٢٠٢٤ مقابل زيادة استثمارات شركات النفط الامريكية والمعونات وهناك ايضا تاخير في دخول البرازيل والتي كانت حكومتها متحمسة الي الدخول في منظومة الاوبك بعد ان وصل إنتاجها اليومي الي ٣٫٧مليون برميل وكان مقررا الإعلان عن انضمامها لها الربع الأخير من ٢٠٢٣ ولكن يبدوا ان هناك تغيير واضح في سياسة دولة البرازيل الاتحادية تجاه الاوبك بعد الزيارة الأخيرة لرءيسها لويس إيناسيو دا سيلفيا والتي نتج عنها التأخير في الإعلان عن الانضمام حتي الان . ومن هنا نجد ان المنظمة الجيوبترولية سوف تعاني الكثير من المخططات التي تهدف الي أضعاف التكتل الناجح الاوبك والاوبك بلس كي تظل اسعار النفط عالميا تخدم مصالح اقتصاد تلك الدول وسط استهداف غربي واضح يسعي بكل السبل الي استنزاف اقتصاد دول النفط اما بعدم استقرار المنطقة او استدراجها الي الحروب او حروب الجوار او الحيل لانحراف وخروج دول من التكتل كي تثير الشك لبقية الدول ......والي تكملة قادمة