الكاتب : سقراط |
05:58 am 06/12/2023
| رأي
| 1114
ما زلت عند رأيي بأن كل ما يمر بنا من احداث قد وصل الي مرحله الهزل السخيف . كل المواضيع من حولك تشي بأن الجميع يتعامل بازدواجيه مثيره للسخريه والغريب ان الجميع يعرف ذلك جيداً و يدركها للأسف ويتعاملون بها وبكل اريحيه . كثيراً من الاسماء الاعلاميه او السياسيه اللامعه تحاول ان تستجدي السير في تيار شعور الرأي العام تجاه ما يحدث من اهوال علي حدودنا الشرقية وهم يخفون في جنباتهم مالا يعلنون . حتي الدول الكبري الراعيه لهذه الحرب البشعه تعلم تماماً بأن ما يحدث لا يصح الا في غابات عالم الحيوان المفترسه ولكنها اتفقت عليه وتباركه سراً وعلانيه احياناً و الخلاصه ان هؤلاء وهؤلاء اصبح جميعهم من المهرجين الذين يقومون بأدوار لا تنم إطلاقاً عما يدور داخلهم و قناعتهم الشخصيه تجاه ما يحدث في سقوط اخلاقي مدوي لم يمر بالإنسانية من عقود .
عندما تتصفح الجريدة او قنوات التلفاز الاخباريه تري أحداثاً وتسمع اخباراً تظل لها مذهولاً من هول ما تراه من بشاعه وعدوان . اما يدهشك بصدق ان تري في نفس معرض هذه الاحداث معونات الدواء والمستشفيات العائمه التي ترسلها الدول الكبري لمعالجه المصابين . اي هزل هذا ؟ هي نفس الدول التي ترسل احدث الاسلحه واكثرها فتكاً لتدمير كل المسكونه هناك وتسوي الارض بمن عليها . كل يوم نسمع ونتعلم عن انواع قذائف وقنابل جديده بملايين الدولارات وتعد اكثرها شراسه وفتكاً يتم تجربتها علي هؤلاء الغلابه العزل ثم ترسل لهم الدواء والمستشفيات حتي تعالجهم . اسألكم بحق السماء ماهو الوصف الذي يمكن قوله في ذلك ؟ هل هو استهزاء ام سخريه ام هو نوع من انواع تغيير لون جلد الأفعى . لم اجد وصفاً لهذا الشعور . ماذا يفعلون بحق الجحيم وماذا يريدون ؟ هل وصلنا عندهم الي هذا الحد من الهوان والاستخفاف بعقولنا ومشاعرنا ؟ . كيف لك ان تقتل وتعالج في آن واحد ؟ من اين اوتيتم بهذا الدم البارد والقدره علي تغيير الحقائق والتلون السريع للهروب من المسأله الحتميه التي ستواجهونها كمجرمي حرب . خلعت هذه الحرب عنكم اقنعتكم المزيفه التي تخفي ورأها انياب ملطخه بالدم سيكون لعنه تلاحقكم ابد الدهر . كيف تفهم او تتفهم ارتباط السلاح بالدواء من نفس الجهه ؟ اذا كنت قاتلاً تحمل سلاحاً في يدك فلماذا تحمل في يدك الاخري ادوات علاج ضحيتك ؟ يبدو ان هذه التناقضات مقصوده لتصبح الصوره مشوشه لتضيع الادله الدامغه علي ما يرتكب من جرائم . هي ادوات يقوم عليها مجموعه من شياطين السياسه والفكر الاستراتيجي ليبدو كل شئ ضبابياً غير واضح . اصبحت افكارنا ومشاعرنا في مهب الريح فلا يوجد ثوابت ولا قيم ولا مواقف ثابته . تنطلق تصريحاتهم عندنا بكل ما اوتيت الالفاظ والمواقف الدراميه من حكمه ورغبه في وقف الحرب والتعبير عن ضروره احترام حقوق الانسان وتوفير احتياجاته وضرورة انهاء هذه المعركه التي يباد فيها المدنيين دون غيرهم ثم تراهم في نفس الليله هناك وهم اعضاء في مجلس الحرب للأعداد للهجوم الكاسح الماسح . ادعوك لابتسامه السخريه من سخف ما يحدث وسخف الشخصيات الدوليه التي تتصدر هذا المشهد القاتم الحزين . مازلت علي قناعتي فيما كتبته مسبقاً بأن ما يحدث هو حديث السخف والاستهزاء ولن يصح التعامل مع هذا الهراء سوي بالقوه الرادعه واستمرار المقاومه الموجعه وتحديد الخطوط الحمراء لسيادتنا امام هذا العدو الغاشم والكذب الدولي . استدراجنا الي معارك الخسه والنذاله التي وقودها المدنيين والاطفال لم نعتادها فنحن جيش من الرجال الذين يغيثون الضعفاء والاطفال لم نتعود علي قتل النساء والعزل مثلكم فليس هذا من شيم الرجال التي لا تنمو عندكم . اما حروب الرجال الحقه فلن تكون في مصلحه اي طرف وستكون وبالاً علي هذه الدول ومصالحها . ستتوهج جذوه الجهاد والمقاومه لدي الناس فليس هناك بعد الكرامه وستعود حركات الارهاب من جديد لتنشط في كل دولكم انتقامًا وغضباً . لن تستطيعو مواجهه الحشود اذا تفجرت داخلها ينابيع الغضب والرغبه في الثأر . لا تجعلوها بوادر حرب عالميه لن تبقي ولن تذر وستذهب بحضارتكم ورفاهيتكم الي غياهب الحسره والنسيان . انكشفت الحقائق وذابت الوجوه المزيفه . لم يعد هناك ما يسمي بالقانون الدولي او حقوق الانسان او علاقات الاحترام المتبادل . كل ما نراه حالياً هو الحقيقه المجرده من عنصريه دينيه بغيضه ومصالح لا تعرف ديناً او قيماً ورغبه في الاستيلاء والهيمنه وفرض الامر الواقع بالقوه المسلحه . انه زمن المال وسطوته، زمن التلون، زمن السخافه . هذه هي الحقيقه لو اردتها .
والسلام ،،
سقراط