الكاتب : سقراط |
05:05 am 04/12/2023
| رأي
| 1087
انتهي كل شئ سيقضي طرف علي الاخر لم يعد هناك من سبيل الا ذلك . الموقف مشتعل ، الارض لا تتحملهم مجتمعين ولم يعد في مقدور اي متابع ان يلاحق الاحداث. الدماء تسيل بغزاره ولم تعد تدري من اي طرف تنفجر . طائرات تدك عمارات سكنيه كامله علي من فيها ، وكتيبه من المقاومه تحيط بمجموعه من الجنود الغزاه وتصفيهم عن بكره ابيهم . الحنق والعناد والغيظ يسيطر علي طرفي المعركه . العدو يستدعي القوات الغربيه بجوار الراعي الاكبر ليحاربوا معه. هي هي نفس احداث عدوان ٥٦ لإحتلال بورسعيد والإسماعيلية. لم ينكسر العدوان الا بالمقاومه الشعبيه فلا احد يقدر علي هزيمه شعب . هي نفس الاحداث نشاهدها تتكرر وبنفس الدول بعد اكثر من خمس وسبعون عاماً . وكأن الزمن يقف بنا دائماً علي نفس العتبه ونفس المواقف من دول الاستعمار وبنفس تضافر المؤمرات. الشعب هناك اتخذ القرار ، لن يدخل الغزاه المدينه الا علي جثثهم جميعاً. كلهم كتبوه بالدموع والدم، بالمال والولد . لا يهم الموت المهم ان يدفنو في ارضهم . لم تعد حرب بين مجموعه مقاومه مسلحه و جيش عسكري ولكنها اصبحت حرب شعب بأكمله ضد جيش غازي .كبيرهم وصغيرهم قرروا الموت علي تراب هذه المدينه بلا تردد . ودعو الي غير رجعه نداءات التحذير والتنديد وتحميل المسئوليه وما الي ذلك من مفردات مستهلكه يطلقها اصحاب رباط العنق الانيق في المكاتب المكيفة. انهم يسيرون بصدورهم العاريه الي طلق النار و يضربون عدوهم أيضاً بكل قسوه وجرأه عندما تحين لهم الفرصه. صواريخهم تنطلق من الكهوف والحفر ولا تدري اماكنها . العدو يصيبه الجنون فينطلق كالوحش الكاسر يدمر كل ما يقابله . ويزداد شعب المقاومه عناداً و اصراراً علي التحدي واصابه العدو بالمزيد من الجراح . سيده عجوز تتكأ علي عصا تمشي في شوارع المدينه المهدمه وهي تزغرد للشهداء والمقاومين . وصلت رسالتها الي الشعب كله . لا حياه للغازي الا علي جثث مواطني هذه المدينه . ستظل المقاومه حيه حتي لو تبقي واحد فقط من هذا الشعب . اعلنتها العجوز مدويه ، لم تطلب من احد المساعده او التدخل ، لم تردد المقوله المعروفه ( اين العرب؟ ) . لانها تعرف ان العرب غارقين في اضواء المؤتمرات والمهرجانات الفنيه و متفرغين لمشاريع و اتفاقات لم تري دولهم منها اي عائد سوي ابتزاز الاغنياء وتكبيل الفقراء بالمزيد من الديون والتبعيه . لم تطالب العجوز الاهالي بالنزوح من تحت وطأة النيران التي لا ترحم . اعلنتها بكل وضوح لا نزوح ولا استسلام . هذا ما فعله بالضبط ابطال الاسماعيليه وبورسعيد في رد عدوان ٥٦. لا نعرف بالضبط ان كانت النهايه ستكون حزينه او غير ذلك . ولكن بالطبع سيكون هناك نهايه ، نهايه للظلم والتوحش والتجبر . نهايه لكثير من الوجوه التي سقط عنها قناع الوطنيه والبطوله الزائف ، نهايه لكل من صال وجال في معترك الاوهام والزيف وتلوين الاحداث، نهايه لكل جبان اقنع نفسه بأنه في مأمن طالما ظل صامتاً، نهايه لثقتنا في دول لا تكن لنا سوي البغض والكره وتعتبرنا من اوباش العالم علي الرغم من الابتسامات والعلاقات وما يحصدونه من اموالنا ، نهايه لاعتمادنا علي الغير في تدبير ما ناكل او نركب او نصنع فهذا ما جعلهم يتحكمون فينا ويفرضون علينا ما يريدون ، نهايه لازدواجية الشعور التي نعاني منها في الوطن العربي كله فلا حق لك في فرض سيادتك وانت في الواقع تحتاج لمن تكرهه ، ذلك الذي يمدك بالغذاء والدواء و كل شئ تقريباً ولا تستطيع اظهار ذلك او التعامل مع هذا الشعور . عليك ان تكتفي من جهدك وارضك ثم دع الباقي لقوه شعبك. وضعت هذه الحرب مجموعه كبيره من النهايات لكل ماهو كاذب ومزيف ومزدوج في حياتنا بعد ان واجهتنا تضحيات هذا الشعب بأنفسنا وأوضحت لنا وزننا وقيمتنا الحقيقيه في عالم اليوم . هاهم مليونا مواطن يذهبون فداء لأكثر من أربعمائة مليون مواطن لا حول لهم ولا قوه لا هم لهم سوي ما يأكلون ويشربون ويلهون وانتظار مايأتي به المستقبل . مرحي ايها الصامدون الشهداء أيقظتم الجميع علي فاجعه الضعف و الهوان و اشعلتم في انفسكم ناراً تضئ طريق المستقبل المظلم لشعوب ادمنت الكسل والاعتماد علي الغير . واذا انتهت شمعتكم فاعلمو ان هناك شموعاً اخري ستضاء في هذا الوطن الكبير جزاءاً وفاقاً .
والسلام ،،
#سقراط