الكاتب : سقراط |
05:35 am 03/12/2023
| رأي
| 1314
لم يعد الكثيرين منا لديه القدرة علي متابعة العديد من المواضيع التي اعتدناها رؤية او قراءة يومياً. فما ان تضع يديك صباحاً او مساءً علي محرك قنوات التلفزيون الا وتتجه بك من فورها الي القنوات الاخباريه لتتابع ما يحدث هناك علي الحدود من معارك ابادة جماعية بالقوة العسكرية . هي ليست حرب بالمعني المفهوم . الحرب المتكافئة تراها هناك عند روسيا واوكرانيا بما فيها من كر وفر . اما ما يحدث في منطقتنا فهو عملية هدم وابادة شامله لتسوية مدينة كاملة بسكانها بالارض لتصبح خلاء تنعق فيها الغربان . ———-
الجميع يعلم ذلك تماماً و الجميع أيضاً يختبئ خلف التصريحات وبيانات الشجب والادانه. كيف لك ان تتابع مؤتمر المناخ الذي فوجئت انا بانعقاده شخصياً . مؤتمر غرضه الأساسي الحفاظ علي صحة وسلامة البشر وعلي بعد كليومترات منهم بشر يذبحون بدم بارد ! . تسمع القادة الامريكان وهو يبدون تعاطفهم مع المدنيين ثم يرسلون اقوي اسلحه ترسانتهم الي القاتل لدك الارض وما تحتها بل ويحضر مسئوليهم مجلس الحرب في إسرائيل نفسها كشريك اساسي للتخطيط فيما يتم عمله في ساحة المعركة . كيف لك ان تهتم بأخبار من تقاعد من رؤساء شركات في ظل هذه الظروف ؟ التقاعد هو انتهاء مرحله افكار وتوجهات بأخري جديده بغض النظر عن الشخصيات . هو اسلوب حياه سنتها التغيير وللأسف ليس كل التغيير بكون بالافضل . فتمر علي هذه الاخبار مرور الكرام ولعلك قد تشعر ببعض الذنب لأهتمامك بمثل هذه النوعيه من الاخبار ونحن نشعر ان حدودنا علي حافة الخطر .
————
لن ادخل في اخبار الفنانين او الاخبار الاقتصاديه فلم يعد لها بريق ولا اهتمام . الجميع حالياً يتعامل مع الامر الواقع وخاصه فيما يتعلق بالاسعار و الازمه الاقتصاديه ويحاول ان يكيف احواله بين ما يتقاضاه من دخل و احتياجاته الفعليه والابتعاد عن كل ماهو ترفيهي الي حد ما . ———-
فقدت كل قنوات التلفزيون بكل تأكيد الكثير من متابعيها وحظيت بهم جميعاً القنوات الاخباريه وخاصه العالمية منها . لم يعد هناك الرغبه في متابعه فيلم او مسلسل لأننا ببساطه سئمنا الافكار المكرره أولاً ثم الشعور بالذنب في انطلاق اي ابتسامه او ضحكات وسط هذا الجو المشحون برائحة الدم والموت .لا تعتبر هذا توجه لتوقف الحياة ولكنه نوع من الانذار بأن يكون شعورك بسخف الاحداث والاخبار من حولك دعوه للتأمل والهدوء ودراسة كيف يكون لك دور في مواجهة الايام القادمة .
———-
لا تقلل أبداً من دور المواطن العادي في قوه الدوله ككل وقدرتها علي اتخاذ قرارات مصيريه . نحن نواجه مخططاً كبيراً لاعاده تشكيل واقع جديد رغماً عنا . و كونك انك أمن في منزلك فهذا فضل من الله أولاً وان كان لا يمنع ان الخطر محدق به فأي خطر سيتعرض له الوطن سينتقل الي منازل الناس بالتبعيه . فلا يمكن لك ان تعتبر نفسك بعيداً عن الاحداث . ودعوني اقول لكم بكل صراحه انني اشعر بالغضب عند نزولي للشارع مترجلاً لشراء بعض الاحتياجات ان اري مثل هذا الزحام الرهيب للسيارات في موعد يعتبر بعيداً تماماً عن اوقات الذهاب والعوده لأي اعمال . اليس هناك من وازع للترشيد ولو بجزء يسير من حريتنا توفيراً لوقود ندفع ثمنه بملايين الدولارات يقصم ظهر الاقتصاد برمته. اليس هناك ولو جزء يسير بالاحساس بالمسئولية الوطنيه تجاه ما نمر به من احداث . الترشيد هو السلاح الذي يمسكه كل مواطن يدافع به عن وطنه . تجد معظم المحلات تفتح ابوابها بعد الواحدة ظهراً ليظل ساهراً حتي بعد منتصف الليل . نفقد كثيراً من نور ربنا و رزق البكور حتي نستهلك مزيداً من الكهرباء بلا طائل في ظل حالة الكساد النسبي نتيجه ارتفاع الاسعار بصفه عامه . تصرفاتنا ورغباتنا هي نقطه ضعفنا ولا رغبه عندنا في التغيير والتضحيه ويظل القرار الوطني مرهون بتلك الضغوط والاستهلاك المتفاقم .
————-
هذا يسير من كثير يعتمل في النفس وتزيده الاحداث مراره . ليس عندي ما اقوله اكثر حتي لا ادخل في حديث السخافة . والسلام ،،
#سقراط