الكاتب : سقراط |
07:49 am 02/12/2023
| رأي
| 1339
عجيب امر هذا الشعب ، حياته سلسله لا تنتهي من التحديات والصعوبات . لا يكاد يخرج من حرب الا ويستعد لأخري وما يزال يخرج من ازمه الا ليقابل غيرها . احداث التاريخ تتكرر بل أجزم ان الزمن يكاد يفرضها عليه . قاوم الاستعمار والاقطاع ودفع من دماء اولاده وبناته الكثير ثمناً باهظاً لأقامه الجمهوريه وطرد الاستعمار. كانت مجرد جوله من جولات حياته استمرت لأكثر من سبعين عاماً . لم يهدأ المعتدي ولا الشعب ليواجه في بساله عدوان القوي الكبري عليه لأسقاط ثورته ورمزها (جمال عبد الناصر) . ولكن هيهات ، لم يفت في عضده هجوم الطائرات ولا غزو البوارج . الشعب اصبح جيشاً لا فرق فيه بين مدنيين وعسكريين الكل يحارب ويغني أيضاً للدنيا كلها (يا دنيا سامعني ابويا وصاني) . الوصيه الخالده ان لا يمس ارض هذه البلد غريب او معتدي آبداً . حافظو علي رمز البلاد بصدور مفتوحه وبنادق بدائيه . اذاقوا الغازي مراره الدحر والهزيمه . لم تهدأ الاحوال حتي يقوم مخلب القوي الكبري بغرس نصله في لحم وعظام الشعب . ينزف الدم حاراً في ٦٧ . ويبكي الشعب بالدموع والدم لا جزعاً ولا قهراً ولكن طلباً للثأر والحرب واستعاده الارض فهي اغلي من المال والولد .
لن تسقط هذه البلاد طالما بها قائد وشعب مثلنا . حمله الناس علي الاكتاف واحتضنته مصر في صدرها و رأي العالم مشهد مجيد يجسد بصدق حب الشعب لقائده و لم يفت عليهم ملاحظه ما يتقد في اعين الناس من الوعد والوعيد والتحفز للإنتقام . ترجل الفارس بعد رحله كفاح طويله وجاء خليفته ليكمل المسيره وتحقيق الوعد الحق . انطلقت الطائرات هادره والمدافع مدويه والعابرين مكبرين في مظاهره شعب حاشده في اكتوبر ٧٣ . اذاقوا العدو ذل الهزيمه وانتقمو لشهدائهم وشرفهم . وفتحت تل ابيب ابوابها بعد ان هوت اعلامهم علي طول الطريق اليها و نفخ في ابواق الفتح الاكبر وبات الطريق ممهداً . ساد الذعر وعمت الفوضي وتدخلت قوي الشر الكبري لتمنع هذه الكارثه وتبقي علي شراذم الشعوب في مكانهم وانطلقت تحارب بالنيابه عنهم والمنطق والواقع يقول كلمته اننا لا طاقه لنا بهم فأكتفينا بما تحقق واستعدنا ارضنا التي لوثوها بأنفاسهم . هكذا يدور هذا الشعب في حلقات لا تنتهي من الكفاح والمعاناه . خمسون عاماً مضت علي استعاده الارض ومازل يحارب الضغوط والمناوشات والمكائد الاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه . حروب من اجيال جديده بها شراسه تغيير الاخلاقيات والعقائد بل والفطرة. حرب ناعمه كجلد الثعبان قاتله لدغته . حرب هدفها سرقه ضمير الامه وعقيدتها الخالده تجاه ارضها . وتأبي الايام الا ان تعود بمثل ما جاءت به من عشرات السنوات وتتعرض ارضنا مره اخري لمحاولات الغزو والاستيلاء. لن تهدأ هذه الوتيره ليوم البعث فهم قائمون عليها بمختلف السبل والحروب القذره . ارض مصر مطمع لكل عابر علي الرغم من انها ارض قاحله مقفره في معظمها . يظل لها اريج يداعب انوفهم يدفعهم لاعاده المحاوله بعد الاخري ربما استطاعو ان يقتنصوا منها بضعه امتار او حتي اشبار . تصحو جذوه المقاومه في نفوس الناس و تنطلق عنوه الي الافواه اهازيجه التاريخيه التي لا تموت أبداً " يادنيا سامعني .. ابويا وصاني " . شعب عبقري ادرك من قديم الازل ان ارضه مطمع للأبد فظلت هذه الاهازيج حاضره في النفوس والافواه لا تموت ولا تبلي يستدعيها اذا ازفت الازافه . لا تعرف بالضبط اذا كان القصد منها تحديداً استفهاما او تحذيراً و تخويفاً. ولكنها تبدو الأن للتحذير لكل ذو اذنين اننا علي وصيه اباؤنا محافظون لن يدخلها غريب او يطئها معتدي . عليكم ان تعلمو ان ليست مجرد اهازيج واغاني حماسيه ولكنها ضمير وعقيده راسخه تتوارثها اجيال بعد اجيال . اعلموا جيداً ان ما يمس ارض مصر فداؤه الدم و الموت فالشعب كله لا يعنيه سياسه ولا توازنات ولن يسمع لأحد مهما كان الا لصوت جماهيره و اباؤه العظام الذين ضحو بأنفسهم وارواحهم فداء هذه الارض . انها و رب السماوات تحذير للجميع واظهار العين الحمرا للصديق والعدو علي السواء. لن يهمنا غارات المعتدي او تدمير مبني او اثنين او حتي مدينه واخري فنحن اعتدنا ذلك و قادرون عليه وسنعيد بناؤه في اشهر قليله اما الموت في سبيل الارض فهو صديق دائم لنا لا نرهبه او نخشاه . و لكن عليكم أيضاً ان تعلمو جيداً ان الرد سيكون بالمثل وفي عمق عاصمتكم ذاتها وسوف تزلزل الارض تحت اقدامكم حتي لو كان معكم اعظم قوي الشر في العالم فعندها سينادي المنادي للجهاد وتحتشد الحشود ومن لها ؟ . صوت السادات سيصك اسماعكم من جديد وهو يجلجل محذراً ( العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق) . افقهوا هذه الكلمات جيداً فلم يعد بالقوس من منزع ونحن نري استقوائكم علي الاطفال والعجائز بلا رحمه ولا انسانيه . كيف بكم وقد اذاقتكم مجموعه من الشباب مراره الحرب والانكسار ولم تجدو سوي المدنيين العزل لتفرغوا فيهم حقدكم وغضبكم و أشئم به من جيش يستقوي ويعتدي علي الاطفال والشيوخ . هو بحق جيش العار وانعدام الشرف الانساني والعسكري . "ابويا وصاني ايها الاوغاد ما خلي جنس غريب يخش اوطاني" . هي شعارنا الان نحن الجماهير .
الشعب سيتعامل بوصيه اباؤه واحذرو غضبته لانها ستكون مدويه لا راد لها . واطلب من سفاراتنا في كل بلاد الدنيا ان تجعل هذه الاهازيج تصدح داخلها ليصل صوت الشعب الحقيقي الي العالم اجمع . انتم تخططون الأن للاندفاع صوب حدودنا حتي تجعلوها مفتوحه امام الفارين من جحيم اسلحتكم الملعونه ولكن مصر رسمت الخط الاحمر وقد اعذر من انذر.
والسلام ،،
سقراط