للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي..أسئلة فاروق جويده للملا

مجرد رأي..أسئلة فاروق جويده للملا

الكاتب : سقراط |

06:08 am 26/11/2023

| رأي

| 1355


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي..أسئلة فاروق جويده للملا


الاستاذ فاروق جويده واحد من كتاب جريده الاهرام المرموقين . يتمتع بابه الثابت في الصفحه الاخيره من الجريده ( هوامش حره) بمتابعه كبيره من القراء بما يثيره من مواضيع اجتماعيه و ادبيه وسياسيه هامه . كان مقاله (بين الحلم والحقيقه) هو مجموعه تساؤلات لوزير البترول وكانت في مجملها  يدور حول تساؤل  يدور في الاذهان وهو متي يشعر المواطن المصري ببعض الرفاهيه من دخل قطاع البترول ومتي يمكن لقطاع البترول ان يستوعب المزيد من العماله من شباب الخرجين؟ . 
———-
اسئله مشروعه يمكن توجيه مثيلها  الي كل وزير في الحكومه بلا حساسيه و كلاً في قطاعه وتخصصه الخدمي والانتاجي .هذا حق الشعب عليهم اذ لابد ان يعلم الجميع الحقائق مجرده ليكون علي درايه تامه بالوضع و ما له وما عليه وحتي يبتعدوا  بالناس عن مسوغات التهييج والاشاعات التي اصبحت سلعه رائجه علي وسائل التواصل . الاستاذ جويده اديب وصحفي و ليس من الشخصيات التي لها خبره بالشأن البترولي مثل الكاتب الكبير الاستاذ (صلاح منتصر) الذي كان له باع وخبره عريضه بصناعه البترول واقتصادياتها  وكان علي درايه واسعه بكل ما يتعلق بها ولذلك كان من السهل التعامل معه لأنه سيلتقط المعلومه بسرعه وفهم . 

ولكن في المقابل يجب علينا أيضاً ان نكون مستعدين باللغه المناسبه لمن هم من غير ذوي التخصص. ومبلغ المشكله في مقاله الاستاذ ( جويده) انها اعطت انطباعاً ان الناس تسمع ولا تري . بمعني انها تسمع عن اكتشافات وانتاج وعوائد ولا تري ذلك متحققاً امامها في  مجمل الحاله الاقتصاديه العامه و اسعار السلع من حولها بغض النظر عن اسعار المحروقات ذاتها .  

علينا ان نفهم ان الجهد المبذول في قطاع البترول من كافه القيادات والعاملين به معروف ومقدر من كافه اجهزه الدوله وهذا واجبهم  ولا ينتظرون مجامله او أشاده وهذا  حق اصيل للمواطن في اعناقهم  الذي لا يهمه سوي توافر السلعه بالسعر المناسب بغض النظر عن القائمين علي ذلك فالوطن هو من يقدرهم علي عملهم وجهدهم . 

ويجب ان نعترف ان ما ذكره الاستاذ جويده في تساؤلاته منبعه انه الشعور السائد  لدي عامه الشعب  . واعتقادي أن  الاعلام البترولي المتخصص من المفترض ان يتحمل مسئوليه الرد علي تلك التساؤلات بصوره فنيه وسياسيه و ان يكون الرد بعيداً عن المبالغه وعلي قدر كبير من الحكمه . هذه النظره وتلك التساؤلات لرجل الشارع تعمقت بالتركيز  علي زاويه واحده وهي تعظيم شكل الانجازات وحجمها امامه مما أعطاه  انطباعاً بأننا اصبحنا نملك ثروه بتروليه هائله و هو ما يصيبه  بالاستغراب ، ويثير التساؤلات المهمه التي  اوضحها ( جويده)  و أهمها لماذا لا نري تأثير  ذلك واقعاً علي احوال البلد بصفه عامه؟ . 
 

علينا ان نشرح لهم  ان الثروه البتروليه في مصر مازالت محدوده مقارناً بتعداد سكانها الكبير ومعدلات الاستهلاك التي تضاهي في معدلاتها الدول الكبري الغنيه . 

يجب ان يصل ذلك للناس بهدوء من خلال متخصصين واعلاميين تبين اننا لا نملك احتياطيات مثل السعوديه او ايران . هم يستطيعون انتاج اكثر من عشره مليون برميل في اليوم  ونحن لا نستطيع انتاج اكثر من مليون واحد في اليوم علي اقصي تقدير بينما يتجاوز استهلاكنا ٢ مليون برميل في اليوم . يجب ان يفهم الناس اننا دوله منتجه و مستورده للنفط الخام لا دوله مصدره له وكل ما يحاوله قطاع البترول هو ان يقلل الفجوه بين الانتاج والاستيراد قدر الامكان التي تصل تكلفتها الي مليار دولار شهرياً في ظل الاسعار العالميه الحاليه  . وعلي الرغم من ذلك فهناك من الانجازات وتمثل (الحقيقه) التي يراها ويشعر بها الجميع  وهي الجزء الاول  أيضاً من عنوان مقاله . فعندما اكتشفنا كميات كبيره من الغاز لم يتواني القطاع في مسانده البلاد في توليد الكهرباء في كل ربوع البلاد بكميات كبيره جداً ومسانده ميزان المدفوعات للبلاد بتصدير الكميات الفائض عنها . هذا واقع لا تجميل فيه او تغيب. القطاع أيضاً استطاع ان يوفر السلع البتروليه ولم تحدث بها اي اختناقات علي مدار عشر سنوات وهذا في حد ذاته أيضاً  انجاز كبير في ظل تزايد الاستهلاك وانخفاض قيمه العمله المحليه و يشعر به المواطن بشكل مادي و يومي . استفادت ملايين الوحدات السكنيه من دخول الغاز اليها لتعفيها من عناء استخدام اسطوانه البوتاجاز و جهد استبدالها .  

كل هذه انجازات (حقيقيه) يشعر به ملايين المواطنين في طول البلاد وعرضها .  و حتي من يشكو او يعاني من ارتفاع سعر البنزين او السولار علي الرغم من ان سعره المحلي اقل بكثير من السعر العالمي فعليه ان يستمع للنصيحه المستمره التي تشجعه علي تحويل سيارته للعمل بالغاز من خلال شركات القطاع وبالتقسيط فلا مجال إذاً للشكوي من زياده الاسعار لأنه ببساطه جزء منه مستورد بالعمله الاجنبيه الغاليه والبديل جاهز وموجود . 


اما عن موضوع التعيينات فالقطاع يذخر بحوالي أربعمائة الف عامل وهذا (حقيقه)  اخري ويستطيع العمل بمائتين فقط ولك ان تفهم ما تراه . اذا فشعور الناس بانجازات القطاع هي (حقائق) و موجوده وراسخه في ارض الواقع وينعم بها الملايين من ابناء هذا الشعب . اما  اذا كان سؤال الاستاذ جويده او احلامه كما هي في المقطع الثاني من عنوان مقاله  تذهب الي توقيت تحقيق رخاء مثل الموجود في الدول البتروليه وهذا ما نتمناه  ونحلم جميعاً علي اي حال فعليه ان يعلم أولاً  ان الواقع يقول ان القطاع يناضل  أولاً لتحقيق الاستقرار في استخدامات المحروقات وتوافرها في الاسواق كهدف استراتيجي بحت وهو انجاز فعلي نراه علي الارض ويلمسه كل مواطن الأن ويحاول ان يرفع من قدر مفردات اقتصاد قطاع البترول الاخري بزخم في نشاط الثروه المعدنيه ومصانع القيمه المضافه التي تعمل مجتمعه علي اتاحه دخلاً للقطاع تساعده علي تحمل مسئولياته تجاه  احتياجات السوق المحلي . اما احلام الرخاء والثراء منه فتبدو مشروعه في الدعاء الي الله لتحقيقها باكتشافات كبيره و يأتي في مقدمتها ان يمنحنا الله اكتشافاً غازياً كبيراً يعيدنا للاكتفاء الذاتي و يعفينا من استخدام الغاز الاسرائيلي او حتي تصديره لهم و ليذهبوا به الي حيث يريدون بعيداً عنا فهذا هدف وطني وامل كبير للشعب .  

وأخيراً  تظل ملحوظه هامه للأعلام المتخصص في الشأن البترولي الذي  قد يعطي صوره مبالغه لكل انجاز فليس كل بئر منتج جديد في مناطق الانتاج القائمه يكون اكتشافاً وانما هو جهد وعمل وحسن اداره  . وليس كل مشروع هو نهايه المطاف أو واسطه العقد انما هو حلقه من حلقات متعدده مازال امامنا الكثير لتحقيقها. يجب ان نتنبه ان تكرار  المبالغه تصيب الناس بالضجر وتثير الاسئله وتضع المسئول تحت ضغط شديد من الرأي العام . الرئيس نفسه خرج بكل ثقه ليشرح للناس ان مشكله انقطاع الكهرباء كان نتيجه الحاجه لتدبير أموالاً كافيه حوالي ( ٣٠٠ مليون دولار )  لإستيراد الفرق بين الانتاج والاستهلاك في الغاز  وانه يحاول ان يقلل من هذا التأثير قدر الامكان. اجابه واثقه صحيحه لا لبس فيها او مواربه فالجميع في قارب واحد ولا يوجد ما يستحق اخفاؤه.  و تراه دائماً لا يتكلم الا عندما  يكون هناك  انجازاً  علي الارض بصوره فعليه ودائماً ما يردد ان الوقت مازال مبكراً فالمطلوب اكثر بكثير مما تحقق . اسئله الاستاذ جويده رساله الي الاعلام البترولي لتوخي الحذر في  المبالغه عند كل نجاح رغبه في المجامله لهذا او ذاك وان يتم التعامل علي اساس و ارقام فعليه للانتاج والاستهلاك وتأثير  اي انجاز جديد علي الوضع الحالي بصوره  علميه و واقعيه صحيحه  لتكون الحقيقه جليه امام الجميع ولا يكون قطاع البترول بالنسبه للناس مثل جزيره مترفه معزوله علي الرغم انه قطاع يعاني من كل المشاكل التي تحيط بالبلاد ويواجه امواج عاتيه لا يعلمها الا الله ولا يدرك عمقها الا المتخصصين ثم الصراحه مع الناس.  مقال الاستاذ جويده فرصه هامه لتعرف عن كثب كيف يتطلع عامه الناس الي القطاع وعلينا ان نعي ذلك جيداً ونتعامل معه بأحترافيه. 
والسلام ،، 
سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟