الكاتب : سقراط |
04:35 am 25/11/2023
| رأي
| 1345
جمعه سوداء في اسرائيل (Black Fri day ). ليست عروضاً للتخفيضات في المراكز التجارية ولكنها يوم بداية تبادل الاسري بين الجانبين المتحاربين الذي وصل بهم الحال الي مفهوم ولاد الحاره المتعاركين وكل منهم يقول سيب وانا اسيب بعد اوسع كل منهما الاخر ضرباً و تلطيشاً . ابرام صفقة مع المجاهدين هو عار على الحكومة الاسرائيلية فهو اعتراف انها لم تستطع علي مدار اكثر من خمسين يوماً ان تعرف مكانهم او تقوم بتحريرهم بالقوة العسكرية تلك القوة التي اخذت في وجهها اكثر من خمسة عشر الف قتيل من المدنيين الفلسطنيين ولم تحارب جندي واحد . فقدو هم حوالي أربعمائة جندي من القوات المشاركه في الحرب .
—————-
الحرب بين الجانبين طاحنة يسكب النار عليها شعور الكراهية والعنصرية الدينية بين الطرفين . كل منهم يكره الاخر ويرفضه ، الطرفين يتلذذ بقتل او اصابة اي فرد من كل طرف . اصبح الحل او التفاوض او حتي تحكيم صوت العقل مستحيلاً. المشكلة قاربت على قرن من الزمان وكل عام يمر عليها يبتعد بأي حل ممكن لتلك القضية التاريخية . اكاد اشعر ان العالم اصبح حائراً وفقد كل ادواته في التعامل مع هذه القضية سوي بعض من تصريحات تطلق من هنا وهناك تكرر افكار و مطالب نسمعها منذ اكثر من سبعين عاماً لا ينفذ منها شئ . لا يمكن لاسرائيل ان تعقد سلاماً مع الجميع فعقيدتهم تكره السلام بصفة عامة فليس لديهم ثقة في اي شعب في العالم اجمع. ————
شرح الاستاذ هيكل هذه النظرية في كتابه ( اوهام السلام) الذي اوضح فيه تفصيلاً النفسية اليهودية في التعامل مع الجيران العرب . فاليهود على ثقة وقناعة بضرورة فرض وجودهم بالقوة ولتحقيق ذلك عليها ان تفعل كل ما تستطيع للتفوق العسكري و من ثم قتل وتخريب وتدمير البلدان الفلسطينية القديمه و في كافه الدول العربيه كلما امكن بتلك القوة التي لا يستطيع العرب مجابهتها حتي الان . وقد كان سبب مهابتهم وكرههم الشديد لعبد الناصر تحديداً انه الوحيد الذي كانت عقيدته تقوم علي حربهم حتي لو كان الاضعف ولا يملك من الاسلحه ما يملكون بإيمانه المطلق في قوه و شراسه المقاتل المصري الذي سيوازن القوي في النهاية ولم يستطع اي حاكم بعده ان يملك مثل هذه العقيده . ويضيف هيكل ان الشعب الاسرائيلي العادي يعتبر السياسين و وزراء حكومته هم مجموعه من الخونه والاغبياء . فليس لهم ان يعقدو اي معاهدات سلام مع اي دوله عربيه او ان يتخلو عن اي ارض وضعو ايديهم وارجلهم فيها . —————
كانت عودة سيناء وتسليمها للسادات ومبارك هو من الايام السوداء في اسرائيل واغتالوا بعدها اسحاق رابين عقاباً له على التعامل مع الفلسطنين . ربما يتبادر الي ذهنك ان هناك معاهدة سلام بين الدولة اليهودية و بعض الدول العربية وعلي رأسها واقدمها ( مصر) بالطبع . واقول لك تحليل الاستاذ هيكل لذلك . فكر الاستاذ هيكل يذهب الى ان ما يدور بين اسرائيل ومصر ليس سلاماً وعلاقات بالمعني المفهوم بين الدول ولكنه مصلحة مشتركة وجدت صدى لدى الطرفين بعد ان ادركا انه لا نصر نهائي لطرف علي طرف ناهيك عن الخسائر المادية والبشرية الهائلة التي سيتكبدونها مع كل نزاع مسلح . هنا تعامل اطراف هذه المعاهدة مع بعضهم علي مضض و استفادو بكل تأكيد من بعض المصالح الدولية المفيدة نتيجة التزامهم بتلك المعاهدة . لم تكن هناك ايه روابط شعبيه بين البلدين واكتفي كل منهم بالعلاقات الرسميه التي تتيح لهم درأً لأي وقيعة او تخريب يحدث لكليهما لن يكون سوي وبالاً عليهم .
————-
انتهت صفحه هيكل مع التاريخ . وعلينا ان نفهم بأنفسنا الأن ما يحدث حالياً بما تعلمناه من هؤلاء و لماذا إذاً يقاتلون من اجل ابرام معاهدات واقامه علاقات مع الدول البتروليه علي الرغم من عدم ايمانهم بهذا المبدأ علي مطلقه . وببساطه هم يعرفون تماماً انهم ليسو دول مواجهة ، شعوبهم قليلة مترفة وجيوشهم رمزيه . دعك من كل هذا ، عين اليهودي تتجه دوماً صوب المال و هو موجود بكثرة في تلك الدول . لن تترك اسرائيل هذه الفرصة للدخول الى هذا العالم المملوء بالمال والثراء بل و اوهمتهم انها ستكون المدافع عنهم في مواجهه ايران واليهودي لا ذمة له ولا عهد ولن يفعلو اي شئ يذكر ضد ايران في حاله ايه مواجهه لانهم يعلمون حجم قوتها تماماً. الموقف في هذه المنطقه معقد وكلما مرت السنون ازدادت حده الصراع وتنوعت ظروفه واختلفت اساليبه . الوضع العربي العام واختلاف المصالح والتوجهات يمنح تربة خصبة لإستمرار وتيرة هذا الصراع الى مالا نهاية وكذلك اختلاف الفصائل الفلسطينية وتناحرها واتهام كل فصيل للاخر بالعماله والخيانه تجعل الصف الفلسطيني ضعيف لا يجد العالم من يتكلم معه بشكل رسمي يكون فيه ممثل لمختلف طوائف الشعب الفلسطيني . الجميع من عرب وفلسطينين يعملون جاهدون لجر رجل مصر الي حرب مع اليهود فهم علي يقين انه لا يوجد جيش في المنطقه قادر علي مواجهة الجيش اليهودي وهم كما تري مشغولون بما هو اهم فلديهم مهرجانات غنائية ورياضيه وعندهم تجمع عالمي ( للكلاب) . سفه واسفاف مازال يقوم عليه الاخوه وكأن التاريخ يعيد نفسه ولن تجد اي سبيل لمحاوله ايجاد حل نهائي لهذه القضية بهذه الصورة والشخصيات أبداً .
مصر لا تستطيع بوضعها الحالي المغامرة بأي عمل عدائي مع هذه الحكومة المتطرفة في اسرائيل لان ذلك سيكلفها الكثير والمشكلة الاكبر بأنه سيكون بغير مردود علي مجريات الاحداث بل سيزيد الامور تعقيداً ويعيدنا الي نفس النقطة التي كنا عليها من خمسين عاماً. لا احد يعرف نقطة النهاية حتي لو انتصرت اسرائيل واجهزت على المقاومة في غزه فسيظهر فصائل اخرى ومجاهدين اخرين وهكذا . الايام هي من ستقول كلمتها ولم يعد امامنا الي ان ننتظر لنري ماذا سيحدث علي حدودنا وكيف سيتصرف الثعلب مع هذه المطبات العنيفه ولكني اثق به .
والسلام ،،
#سقراط