الكاتب : سقراط |
05:00 am 24/11/2023
| رأي
| 1700
عادة ما يتجنب الكبار المناوشة او الخلاف مع الصغار وربما يتجنب الكثير منهم حتي مجرد التبسط بالكلام معهم فعاده لا تتوقع ردة فعلهم الذي قد يضع من يحاول ذلك في حرج كبير. وقد قال المتنبي في ذلك :
لا تحقرن صغيراً في مخاصمه فأن البعوضة تدمي مقله الاسد.
وهكذا جري العرف بين الناس عن تحاشي الكلام والخلاف او التبسط مع الصغار وخاصة لو كانو علي غير معرفه او من ذوي ثقافة منخفضة. ولأن زماننا اصبح زمن العجائب تغيرت فيه كل الاعراف وتبدلت فيه كل المعايير وغابت الحكمه عن كباره قبل صغاره . فأننا نري ان الايه انعكست واصبح الصغار هم من يتعرضون لتفاهات الكبار وتنمرهم . اصبح الكبار يعرفون فقط بأثار الزمن البادية علي وجوههم واجسادهم بعد ان كانو يعرفون سابقاً بالحكمه والرزانه. شاب صغير يعبر الاطلنطي ليعمل ويعيش في ارض الاحلام . لا ندري قصته تحديداً وان كان يبدو مثل الاف غيره من الشباب كانت امريكا حلمهم واملهم لحياه افضل . يبدو انه مقيم هناك منذ فترة حيث نجح ان يملك سياره متنقله للطعام في واحد من اكبر شوارع نيويورك . يتعرض له بدون سابق معرفه رجل امريكي سبعيني وربما اكثر في محادثه غريبه جداً ليس لها مناسبه أو سبب واضح ولا معني لها . هذا الرجل قيل انه كان مستشاراً للرئيس الامريكي الاسبق (اوباما) اي انه كان يعمل في اهم منشأة سياسية علي مستوي العالم. اتجه الحديث الذي لا اعرف كيف تم تصويره وربما تم ذلك عن طريق كاميرات مراقبه تلك التي اصبحت تعد علينا انفاسنا الى مناوشة صفيقه لا تصح ان تصدر عن رجل كبير في السن لا رجل كان مسئول سابق في موقع كبير . مستوي اللغه الانجليزيه للشاب المصري ركيك جداً ويدل علي ثقافته التي تبدو اقل من المتوسطة . كيف لهذا الكبير والسياسي الخبير ان ينزلق الي مثل هذا الحديث مع شاب متوسط الثقافه لا يبدو عليه انه يملك اي خلفيه سياسيه او دينيه ولا يعدو سوي عامل بسيط . ماذا استفاد هذا المسئول من هذه المحادثه ؟ كلها جمل تبدو فيها العنصريه الدينيه الجاهله ثم محاوله اهانه دولة هذا الشاب وهي ( مصر) تحديداً ولا اعرف أيضاً كيف عرف جنسية هذا الشاب وديانته .
كثير من علامات الاستفهام حول هذا المقطع الشاذ الذي يبدو فيه ان الكبار اصابتهم لعنه التفاهه واصبح الصغار اكثر منهم حكمه واتزاناً. ولكن وعلي الرغم من ذلك تبدو بعض الملاحظات الهامه في حديث هذا الرجل . أولاً يبدو انه دارس للتاريخ ويعرف الكثير عن احوال شعوب المنطقه العربيه . اتجه الي معلومات دينيه تخص رسول الاسلام وزواجه معتبراً ذلك نوع من الاغتصاب واعتقد جازماً انه استقاها من بلادنا وليس بالدراسه العلميه والتاريخيه السليمه .
ان هذا الموضوع تحديداً يتم اثارته من بعض المتشددين الغير مسلمين في مصر نفسها ودائماً ما تقوم عليه بعض سيدات نوادي الروتاري او ما شابه من انصار حقوق النساء وتلك الجمعيات المشبوهه التي افسدت الحياه الاجتماعيه في مصر والتي تردد هذه المعلومه تحديدا في محاوله لمهاجمة الاسلام وسنه الزواج به ولا ادري لماذا لا يتصدي الازهر ومراكز الشئون الدينيه لهذه الافكار واصدار شرح وافي ورأيه في هذه الافكار باللغات المختلفه حتي نضع حداً لتلك الهجمات العنصريه.
الملاحظه الثانيه في هذه الموقعه انه تطرق لموضوع غايه في الاهميه حيث يقوم هذا الكهل الخرف بمعايرة الشاب بأنه سيبلغ عنه المخابرات المصريه لتخلع اظافره !! ولا ادري من اين جاء بتلك الثقه بأن هذه الجهه ستعطي بالاً لرجل مجنون مثله يبدو انه فقد قدرته الجنسيه فأصبح غير سوي نفسياً واصبح يهذي بكل هذا السفه. نحن جميعا نعيش في هذا البلد منذ عشرات السنوات واعتقد ان اكثر من تسعون في المائه من تعداد هذا الشعب لا يعرفون اين يقع مقر المخابرات هذا وانا منهم . من اين اتي هذا السفيه بهذا التصور والذي اعتقد انه جاء كمحاوله منه ان يضفي علي نفسه اهميه بعد اصبح شكله سخيفاً والشاب الصغير يدعوه للذهاب بل وينهره طالباً منه ان يغرب عن وجهه. موقف غريب يأتي من سياسي ومسئول سابق يفترض فيه الحكمه و الاتزان وضبط النفس ومعرفه مع من يتكلم وقيمه ما يخرج منه وتأثيره. ماذا يفيد هذا الحديث بين رجل كبير وعلي درجه من الثقافه والخبره مع شاب بسيط لا يتحدث الانجليزيه تقريباً وصاحب عمل بسيط يقوم فيه باعداد بعض الاطعمه يتكسب منها بضعه دولارات كل يوم . ماهو مردود هذا الحديث وتأثيره وقيمته ؟ لا شئ بكل تأكيد . هل هو غيظ مكتوم مما تتعرض له اسرائيل من بهدله في قطاع غزه واصبحت فيها تنزف أموالاً و دماً ساخناً كل يوم .. ربما . كل ما اعرفه ان رجل الشارع الامريكي اصابه الملل من ابتزاز اسرائيل لهم وحصولها علي مساعدات عسكريه واقتصاديه مفتوحه من امريكا وهو ما اثر علي الاقتصاد الامريكي بشكل مباشر وغير مباشر وان شعبيه الحزب الديمقراطي انهارت بدرجه كبيره . لا ادري تحديداً دوافع الرجل في هذه المحادثه الغير متكافئه إطلاقاً والتي ادت به الي مواجهه حمله استنكار واسعه ضد حديث الكراهيه والعنصريه وادي هذا الضغط الي القبض عليه للتحقيق معه. وانا علي يقين ان ما استفز الناس ليس حديث الكراهيه العنصري فهو موجود في كل مكان في اوروبا وامريكا ولكن ما استفزهم حقيقه ( تنمر) رجل كبير المفترض فيه الحكمه والوقار علي شاب صغير وبسيط لا يستطيع الرد عليه ربما عن عدم درايه او خوفاً من ترحيله من هذا البلد وفي كلتا الحالتين فهذا ضغط عنصري واضح لا يليق بدوله الحريات العظمي . ستوضح لنا الايام ما يمكن ان يكون غم علينا في هذا الموضوع . ولكن ما حدث هو جرس انذار حقيقي للعديد من الجهات في بلادنا وخاصه الازهر والخارجيه للتعامل مع نغمات تشويه السمعه الذي يتعرض له ديننا ووطننا وجهاتنا السياديه والذي للأسف يأتي من الداخل أولاً ويلتقطه بعض صيادين المياه العكره من توافه كبار المسئولين الذين اصبحو للاسف كثير داخلياً وخارجياً .
والسلام ،،
#سقراط