07:23 am 13/11/2023
| رأي
| 2180
موجز اخباري سريع يقوم عليه رئيس تحرير هذا الموقع يكشف فيه عن واقعه فساد او مخالفات وربما يعرض فيه استغاثات البعض . يهوي الكثير قراءتها ومتابعتها عن كثب فالناس تهوي مثل هذه النوعيه من الاخبار وتبدأ في التخمين و التنبوء بصاحب الواقعه كلا علي حسب معلوماته او بالبحث من خياله و قد تكون في بعض الاحيان تمنيات للبعض ضد البعض .
———
ومع ايماني الراسخ ان وصول دبه هذه النمله الي هذا المستوي الاخباري فهذا يعني انها ترتدي حذاء غليظ يدب بصوت عال ومنتظم ولم تعد تمشي بخفتها المعهوده التي لا تدركها اذن ولا تلحظها عين . ———-
وهذا علي كل الاحوال ليس الهدف في الكتابه عن هذا الموضوع . يقع الهدف الاساسي لهذا الموضوع في مناقشه الفساد في مظهره الجديد والحديث و تحديد الوازع النوعي في ظهور اشكاله وطرقه واساليبه الخفيه والذكيه . الفساد موجود في كل زمان ومكان و سيظل يشاركنا طالما هناك بشر وحياه . و يظل أيضاً السعي الدائم الي كشفه ومقاومته هو سعي واجب مشكور فالسكوت عنه جريمه واستفحاله مصيبه . ———
المشكله الكبري التي تواجهها كافه الشعوب ان الفساد لم يعد معني مجرد صريح بحيث يمكن اداركه بوضوح و ملاحقته و وأده . استطاع الذكاء البشري المخلوط بالخبره وتعقد الانشطه والاجراءات و ببعض البهارات الشيطانيه في ان واحد ان يصبح له معاني كثيره غير تلك المعاني المصمته التقليديه .
———-
اصبح الفساد احياناً ذا مذاق مستساغ بعد ان كان مراً صعب البلع والهضم وقد يتناوله البعض عن غير درايه للأسف . والأدهى من ذلك ان الفساد اصبح أنيقاً ذو ملابس حديثه يتكلم بثقه وعلم و لم يعد يرتدي ثياب اللصوص المعروفه والنظارات السوداء الكوميديه كما هي في الافلام العربيه القديمه .من يتهم بالفساد صراحه حالياً يصفه الناس بالقصور والغباء بل والاستهزاء منه . اصبحت ادوات التعامل مع المخالفات والتربح اكثر حنكه ودقه . لم تعد قاصره علي مفردات الرشوه والاختلاس فكل هذه المعاني انتهت من قاموس الفساد الحديث وان كان حديثها تملك نفس المضمون. انتهجت الدول اجراءات عديده للتخلص من الاعيب واساليب الفساد الحديث. كانت الحلول الرقميه و التكنولوجيا الحديثه وقصر التعامل الورقي والبشري الي اقل مستوي ممكن احد اهم هذه الادوات . ولكنها مازالت قاصره في دول العالم الثالث بكل تأكيد . واذا كان الفساد المادي هو (نتيجه) فأن السبب يظل يكمن في الفساد الاخلاقي وانتفاء الوازع الديني الذي يحلل لصاحبه كسب مالا يستحق ويمتد بجذوره الي المستوي الاجتماعي ونوعيه التعليم والثقافه العامه . واسوء ما في هذا الموضوع الصوره البرجماتية التي تشدد علي المنفعه لا علي الحقيقه الموضوعيه و يقوم بعض الفاسدين المخضرمين برسمها بكل دقه و تصديرها لنا في صور متعدده اشهرها ادعاء التدين واقامه الصلوات و السبحه التي لا تفارق يد صاحبها.
———
واذا كان الفاعل له مطلق الحريه في ان يتخذ لنفسه ما يراه حتي يظل في مأمن، تقع في المقابل المسئوليه الاخلاقيه والقانونية كامله علي المحيطين الذين يدركون ذلك جيداً ولا يحركون ساكناً تجاهه. الاسباب كثيره ومتنوعه ويطول فيها الحديث . تربه الجهل وانعدام الخبره هي تربه خصبه لنمو الفساد . عندما يدرك الفاسد ان من حوله لا حول لهم ولا قوه فيما يقوم به من عمل ظاهره الرحمه وباطنه الفساد ويظل الجهل وانعدام الخبره مع ضعف الشخصيه اهم عناصر ترعرع نبت الفساد الملعون من حولك . ———
أيضاً تأتي السلطة المطلقه كأحد اهم عوامل ظهور الفساد عندما يشعر صاحب السلطه ضعيف النفس والايمان ان من حوله لا يطيقون مواجهه شخصيته وجبروته فينطلق بغير وازع او قلق وسيجد أيضاً من يبارك له ذلك ويشيد بما يقوم به من جهد. الفساد نظام متكامل للأسف له قوانينه و دهاقنته و يكاد ان يكون غزوه ومحاربته تقترب من المستحيل . الحديث يطول في هذا الموضوع بما له من مجالات متعدده ودراسات لا نهايه لها ناقشت اسبابه وكيفيه التغلب عليه ( قدر الامكان) و اشدد علي قدر الامكان لأن منعه نهائيا هو من مستحيلات الدنيا. وفي اعتقادي ان قطاع البترول بما يملكه من قواعد ولوائح خاصه بالعقود والمشتريات وتعدد جهات الاعتماد للأعمال وتعاون الشركات مع بعضها في توفير الفائض من شركه لأخري قد قلص الي حد بعيد من حوادث الفساد المالي به . ولكنك تجد ان معظم المخالفات تأتي في الخدمات الثانويه زهيده التكلفه التي لا تكون تحت النظر و الاهتمام المباشر من القيادات مثل خدمات العماله المؤقته والغذاء والمياه وكانت هناك قضيه مشهوره جداً في اوائل التسعينات من القرن الماضي لقيادات ملئ السمع والبصر تورطت في قضايا كبيره من تقديم خدمات ثانويه للأسف زهيده القيمه ولم تسبر هذه القضيه عن أسبابها حتي الأن .
———-
مازال قطاع البترول بخير رغم دبيب بعض من النمل . هذا النمل لن يكون ابدا مثل نمله سليمان المؤمنه بقدره الله علي حفظها من أقدام سليمان وجنوده الغليظه . ولكنه نمل اسود يمكن دهسه بحذاء غليظ قوامه الخبره والدقه والتدريب المستمر لتكون قادره علي مواجهه اي توغل من اي قياده لا تراعي الله فيما رزقها من خيرات وتطمع في المزيد او جنوح من مقدمي الخدمات الخارجيين . ——-
واعتقد ان دورات مكافحه الفساد التي قامت عليها ( هيئه الرقابه الاداريه) من انجح الدورات التدريبيه التي كانت بحق وجبه دسمه جداً لكل العاملين بالقطاع حتي يكونو علي داريه ووعي لكيفيه منع وتجفيف منابع الفساد وعدم استساغته عن جهل او عدم درايه او حتي حسن نيه ، وهذا دور ايجابي محترم قامت به الرقابه الاداريه بكل جداره وكان له اثر ايجابي بالغ علي كل العاملين . وضعت هذه الهيئه المحترمه قاعده راسخه انطلقت منها وهي منع وتجفيف منابع الفساد وكشف اساليبه الجديده للجميع لترسي قواعد جديده اكثر نفعاً من محاربته في ميادين العمل وكشفه جنائياً بعد ان يكون حقق خسائر هائله للمنشأة و عملو بجديه علي استنباط اساليب وأده في مهده لأن النتائج ستكون افضل والخساره اقل بكل تأكيد . و نقدم التحيه لقادتها علي هذا الفكر الحديث المحترم.
ليعلم الجميع ان الرزق محسوم ولن يزيده رغبتك في المزيد وستري مع الايام ان اجمل حياه واكثرها هناء وطمأنينه هي من كانت من حلال رزقك المكتوب وكن علي يقين انه لن يذهب معك جاه او مال . والسلام ،،
سقراط