الكاتب : سقراط |
04:33 pm 10/11/2023
| رأي
| 1338
تبدو في الافق نذر نجاح الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزه . الخطة محكمه والامكانيات هائلة . والمساندة بلا حدود . كل الدول العظمي تقف في صف اليهود وتمدهم بالسلاح والمعلومات بكل ما اوتيت من قوة وعلم واجهزة تجسس حديثه. خطة عسكرية معروفة منذ نشوب الحرب العالمية الثانية تبدأ بتقطيع اوصال المنطقة المراد غزوها ثم فصلها عن بقية المناطق المحيطة لتكون كماشة محكمة يسهل بها القضاء على كل ما هو موجود بالمنطقة. مهما كانت قدرة المقاومة فلن تستطيع مواجهة هذا الغزو الهادر المتوحش. انهم يحاربون دول بكل عتادها ومخابراتها وامكانيات لا نهاية لها . البؤساء من المدنيين هم من يدفعون الثمن بعد ان راح الاف الضحايا منهم في طريق الموت والشهادة .
————
بدأت اليوم رحلة نزوح جماعي مفزعه من المناطق التي تم غزوها و أشبعها العدو قصفاً وتدميراً. مهما كانت مشاعر الوطنية والفداء فالحياة غالية ولا يستطيع احد ان يقاوم هذا الشعور فهذه غريزة فطر الانسان عليها . اين يذهب هؤلاء الغلابه ؟ وكيف سيعيشون بلا مأكل او مشرب ؟ كيف سينامون او حتي يقضون حاجتهم . وضع مأساوي بكل المقاييس يصنعه ثلة من اليهود افتقدت كل مشاعر الانسانية واخترقت كل القوانين والاعراف الدولية والانسانية .
———-
والمثير في الامر ان اليهود كانوا اول من عانو من الاضطهاد والتفرقة والقتل والترويع ويعرفون تلك المشاعر والظروف جيداً وحاربوا العالم اجمع حتي يصل صوتهم المعذب الي اسماع الدنيا ولا تتكرر المأسي في حق الانسانية مرة اخري أياً كانت العقيدة او الجنس او اللون .
————
وتأتي قصيدة (ايما لازاروس) الشاعرة اليهودية المحفورة بالبرونز علي قاعدة تمثال الحرية الشهير على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الامريكية وهو يستقبل جميع الوافدين الي الارض الجديدة قصيدة هي اعلى صوت لأمريكا ضد جرائم الحرب والانسانية . احتفظو بها كشعار خالد لارض الحرية والمساواة ، ارض الديمقراطية والعدالة ، ارض الحضارة والتقدم ، ارض تحتمل الجميع وتهب لهم الحياة ، الحياة الجديدة في ظل تساوي الفرص . واذا قرأت تلك القصيدة فستري و للعجب انها رسالة مباشرة لأهالي غزه .
———-
تقول القصيدة الخالده :
{"هلموا الي ايها المتعبون والفقراء .
و الجموع الحاشدة التواقة الي استنشاق الحريه.
و البأسون المهملون الذين يملئون شطأنكم .
ارسلو اولئك المشردين الذين تعصف بهم الزوابع الي.
فأنا ارفع مصباحي عند البوابه الذهبيه ."}
هذه القصيده كتبت لتكون كلاماً علي لسان تمثال الحرية رمز ( الحرية والعدالة) الى العالم اجمع . كل شعوب العالم الفقير المتعب يهفو بنظره الى تمثال هذه الفتاة التي ترفع شعلة الحرية و المدهش أن هذه الفتاة التي ترتدي تاج الشمس المشرقة (مصريه) قام بتصميمها الفنان الفرنسي فريدرك اوجست من وحي زوجه اله الشمس المصري القديم و بناه المعماري الشهير جوستاف ايفل صاحب برج ايفل الشهير في باريس . اذا فالتمثال روحه مصريه تهوي العطف والسلام وكلامه من قصيدة يهودية معذبه مكسورة .
———-
بكل هذا نتوجه الى ( امريكا) راعية الحرية والديمقراطية والعدل في العالم كما تردد دائماً لتستقبل هؤلاء البؤساء والمشردين لا ان تلقيهم في العراء و الصحراوات الشاسعه. كان على السيد بلينكن ان يقرأ رسالة تمثال الحرية القابع على شواطئ بلده الكبير المتحضر قبل ان يأتي بخطط تشريد وقتل هؤلاء البؤساء فهذا طلب رمز حضارتهم ومبعث فخرهم وهذه هي وصيته الابديه لكل الامريكين . ——
هاهم المشردون البؤساء من غزه يقفون علي بوابات العالم الحر المتحضر ينتظرون الدخول وتلك هي رساله الحرية الخالدة علي بوابة الاراضي الامريكية .
لم يعد لدينا من خيار اخر فجميعنا الان نحمل مشاعل الحزن والغضب ونتجه بها الي الفتاة الجميلة صاحبة تاج الشمس المشرقة بالامل والرجاء الشامخه على ابواب مدينة نيويورك سيتي ونطلب تدخلها وتنفيذ وعدها في ان تستقبل و تحنو على هؤلاء البؤساء وهذا اقل ما يمكن ان تقدمه امريكا لهم .
———-
هلمو اليها ايها المتعبون والفقراء. و نعدكم بأنكم ستعودون مهما طال الزمن . والسلام ،،
#سقراط