للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي..يا مستعجلين بالأوي ياحنا

مجرد رأي..يا مستعجلين بالأوي ياحنا

الكاتب : سقراط |

06:17 am 09/11/2023

| رأي

| 1593


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي..يا مستعجلين بالأوي ياحنا

ظاهره غريبة اصبحت تحوم في بلدنا ولا تجدها في اي بلد اخر . الجميع بلا استثناء في حاله من العجله الملفته . تشعر بأن الجميع  وكأنهم يعيشون لحظاتهم الاخيره  لا حياه بعدها . ودعني ارصد لك بعض الامثله لتتأكد من صدق ما اقول ويأتي علي رأسها بالطبع حركه السيارات في شوارعنا . فتجد ان السيارات تتسابق بشكل مرعب علي الرغم من كون الحركه متوقفه نتيجه اشاره مرور علي مرمي بصرك وبصر من يتسابقون من حولك . الكل يعلم انه سيقف في النهايه  عند تلك الاشاره ، اذا ما فائده هذه السرعه المبالغ فيها  لتصل الي محطه الوقوف !!؟ تري من خلفك يشبعك بصوت سيارته المزعج لتفسح له الطريق يتخطاك وهو يسب ويلعن ويشير لك انه في عجله من امره علي الرغم من إزدحام الشوارع اللانهائي وانه سيواجه اخر واخر وسيفعل ذلك مع الجميع ولا تدري ما وراءه  ليكون علي مثل هذا الجنون والعصبيه . الجميع متجهم ويسير في تحدي غامض لكل من حوله وتجد في النهايه ان لاشئ يعادل او يساوي كم المخاطر الهائل لتتخطي غيرك بضعه امتار ولن تزيد . 
—————
وهناك مثال اخر غايه في الاهميه  فتجد كل من تتعامل معه في  تلبيه احتياجاتك مستعجل علي الدوام   فأذا استخدمت فني في بيتك لأي عمل تراه في عجله غريبه ويقسم بأغلظ الايمان بأن وراءه المزيد من المواعيد وكأن العمل الموكل به عندك هو نوع من فسحه الوقت او الهزار  وان ما ينتظره من مهمه اخري هو العمل الحقيقي. لاحظ تصرفاتك انت شخصياً ومن حولك تجدك تسابق الزمن   في كل تحركاتك حتي وانت تأكل وكأن شخص ما يجري ورائك . نحن الشعب الوحيد ذو الصوت العالي والتشاحن  امام السفارات ومكاتب العمل و مصالح تراخيص السيارات و غيرها من هذه الجهات لأننا جميعاً متعجلين متوجسين من شئ مجهول . 
—————
لم اكتب في هذا الموضوع نقداً فالنقد يأتي بعد ان تكون عرفت الاسباب الحقيقيه والعلميه لما تنتقده ولكني ارصد ظاهره باتت واضحه للعيان ولعلكم انتم أيضاً تلاحظونها . المثير للدهشة ان الكثير من الشعب يعاني ويشكو من قله فرص العمل وان العماله الفنيه تعاني من الكساد نتيجه الارتفاع الجنوني في اسعار المواد الخام والتشطيبات والاجهزه وغيرها  .   ولكنك تجد نفسك امام معادله غير متكافئه او متوازنه امام هذه التصرفات  . 
————
اين ادعاءات الكساد من السرعه المهولة للحاق بعمل اخر ؟  ناهيك عن ان السرعه والهرولة هي العدو الاول علمياً للإتقان وظهور العمل والمنتج في الصوره اللائقة والصحيحه .  هناك اقتصادات  دول من حولنا وفي العالم  اكبر و اعتي من اقتصادنا عشرات المرات ولا تجد مثل هذه الصربعه الغير معروف هدفها علي الاقل بالنسبه لي . الجميع في امريكا ينزلون الي الشوارع في الثانيه عشر ظهراً ليتناولوا غذائهم بكل هدوء وسكينه ثم يعودون لإستكمال اعمالهم  بعد ساعه من الهدوء والترويح  . الحياه بعد الخامسه غايه في الهدوء والرتابه بعد يوم عمل طويل  وتري ذلك في معظم الدول الغربيه . ورأيت ذلك شخصياً  في  امريكا و روسيا تحديداً . وصل الحال ببعض محبي السفر والترحال بوصف سويسرا بالملل ليلاً نتيجه عدم وجود حركه فالجميع يستمتع بالراحه في منزله .  ———
اما عندنا فحدث ولا حرج ليلاً ونهاراً لا تهدأ الشوارع فالسيارات تجوب بلا توقف وحركه الدراجات الناريه غايه في الخطوره علي الماره وهم يتسابقون بحركات بهلوانيه تجاه هدف لا تعلمه . و ربما يتوق لك ان تسأل اي من هؤلاء عما يفعله في هذا الوقت فستكون الاجابه ( بتمشي ) . لا بأس ، اذا لماذا هذه السرعه والعجلة وانت تخرج الي لا شئ او لمجرد النزهه؟ هذه التصرفات لها انعكاس اقتصادي مباشر علي المجتمع كله فالزحام المتواصل علي مدار اليوم يرفع فاتوره استيراد المحروقات الي مستويات اجزم اننا لم نعد نطيقها بعد ارتفاع اسعار الخام عالمياً وتضخم مستويات الاستهلاك . ومعظم الشعب لا يدرك ذلك ويطالب بتوفيرها  بلا حساب ولا يقوم بدوره  أبداً  في ترشيد استهلاكها . هوس التعجل اصاب البيوت أيضاً فالابناء يريدون كل شئ بمنطق ( كن فيكون) ، الزوجه تريد تغطيه احتياجات المنزل بمنتهي السرعه بلا رغبه في التريث والتدبير . ميكانيكي السيارات ينهي اصلاح سيارتك و تشعر انه طبيب تنتظره عمليه جراحيه اخري طارئه في الغرفه المجاوره . بواب العماره لا يعيرك اهتماماً كاملاً لأنه يجري علي أشياء اخري . تشعر انك في سيرك كبير لا تعرف هدفه الحقيقي هل  هو عمل حقيقي ام تهريج وانشغال بدون مردود حقيقي ؟ أما اذا  القيت نظره علي الوضع العام فستجد اننا نعاني اقتصادياً نتيجه شح الانتاج في كل المجالات واننا نستورد معظم احتياجاتنا من الخارج وعلي رأسها الطعام والوقود ومدخلات الصناعه . ———
اذا ما هو مردود شد الاعصاب والتجهم والعجلة و الجميع مشغولون بتعدد اوجه العمل اذا لم يسفر ذلك عن انتاج حقيقي ؟ . قبل ان اتوجه الي علماء الاجتماع بهذه الظاهره الغريبه علينا حاولت ان اجد لها من تصوري وبعض خبرتي بالحياه أسباباً لذلك . واتجهت بفكري الي بعض التساؤلات.  هل الزحام الغير طبيعي الموجود في المدن الكبيره بالمحافظات يأكل معظم الوقت ويصبح المتبقي غير كافي لاداء متطلبات الحياه للناس ؟ هل استمرار التعامل الورقي المباشر مع الجمهور في المصالح الحكوميه وغيرها له تأثير في ذلك وخاصه مع ضعف البنيه التحتيه لخدمات الانترنت لدينا مما  يتسبب في عدم قدرتها علي تشغيل النظام الاليكتروني للخدمات علي الوجه الامثل وتكدس الناس امام الموظف مما يضيع  الكثير من وقت الجميع ؟ هل ارتفاع الاسعار الجنوني الذي نعيشه يضغط علي اعصاب الناس ويحثها حثاً علي زياده دخلها من هنا وهناك حتي ولو علي حساب الاتقان والعمل الصحيح و يبقي  مهمه الحصول علي المال  من اي طريق كان لا يهم ؟ . و اجد علي العكس ان  هناك من الامثله ما يضحد ذلك ، فالصين واليابان اكثر ازدحاماً  منا ومع ذلك لا تجد مثل هذه العجله وشد الاعصاب فالجميع يعملون في هدوء وانتظام وفي اوقات محدده وبانضباط فائق حتي اصبحو  من اقوي اقتصاديات العالم . 
———-
هل ما يتمتعون به من نظام وانضباط واحترام للقوانين استطاعو بها ان يتغلبو علي مشكله الزحام بينما فشلنا نحن في ذلك ؟ . ظاهره فريده بلا شك لا توجد الا في بلدنا ومن ابناء شعبنا  . نحن بلد العجائب والمتناقضات ولا تعرف لذلك  تبريراً و تأتي هذه الظاهره مع كل ذلك علي عكس ما يقوله الناس وشكواهم  المستمره من الكساد وضعف الطلب علي العمل . حقيقه لم اجد حتي الأن مفهوم متكامل تجاه هذه الظاهره واتمني اذا كان أياً من الاصدقاء له رأي او دراسه في ذلك وكيفيه التعامل معها ان يفيدنا بها لعلنا نفهم ما يدور من حولنا من تصرفات الناس بدل من ان نكون كالاطرش في الزفه . والسلام ،، 
#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟