للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي..ATM البشر

مجرد رأي..ATM البشر

الكاتب : سقراط |

03:02 pm 04/11/2023

| رأي

| 1344


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي..ATM البشر 

 

كلنا يذهب الي هذه الماكينه العجيبه وهو يتوق الي اوراق النقد اللازمه لسد احتياجاته وتلبيه متطلباته واحتياجات اسرته. وكلما كان الرصيد كبيراً زادت حدة الاطمئنان و تصير المبالغ المسحوبة ذات قيمه واعتبار. هذه الماكينه هي بلاطة هذا الزمن وما تحتويه من رقم هو كل ما نملكه تحت البلاطة. هذا هو كل ما نعرفه وما تعارفنا عليه تجاه هذه الالة بمختلف انواعها . ولكن منذ متي استقرت الحياة على حال او اتفقت  مع ما تذهب اليه افكارنا وعاداتنا . كثره وتنوع الاحداث من حولنا باتت هي الاخرى كمثل ماكينه كبيره تحتوي ملايين البشر تخرج منها اعداد واعداد كل يوم الي غياهب الموت  بالحروب و الحوادث والاصابات. 
—————-
كل يوم يصيبك الهول ممن خرجو من ماكينة الرصيد البشري نتيجة الحوادث المميتة والحروب المشتعله في اماكن متعدده حول العالم . يوماً ما تجد خبراً فيه ثلاثون من ضحايا الحوادث في لحظه واحده علي طريق الاسكندريه الصحراوي الحديث . خبر اصابنا بالهلع . لماذا حدثت تلك المجزره المروريه . لماذا يصر الناس على إدخال الرقم السري الصحيح لتعمل ماكينه الموت علي الطريق وتخرج من الحياه بالكثير من الاسماء منها الي ممر الاخره؟ الغريب في الامر ان يعرف الكثير من الناس الكود السري المعروف لهذا الممر المميت و المكون من الرعونة والعجلة  والاستهتار ويصرون علي استخدامه لتنطلق الماكينه بكل سهوله لتخرج من احشاؤها الكثير من ضحايا نزيف الاسفلت الذي لا يتوقف . لماذا نستعذب تشغيل الماكينه وما يسببه ذلك من عذاب واهوال للأخرين وللمجتمع ككل ولماذا اصبحت ارواح البشر لدينا مجرد ارقام نتابعها بكل بلاده شعور؟ . 
———-
لقد سئمنا بالفعل من استخفافنا بأرواح من حولنا وخاصه مع تلك الرعونة القاتله التي نمارسها علي الطرق علي الرغم مما شهدته تلك الطرق من تطوير وتوسعه . عندما نذهب الي الدول الاخري نصبح حمائم تراعي كل قوانين المرور وعندما نعود لبلادنا تجدنا وحوش كاسره علي الطريق نقتل بعضنا البعض . اعداد الضحايا من حوادث الطرق اصبحت توازي اعداد ضحايا الحروب ومازالت ماكينه رصيد البشر تعمل بكل طاقتها لتخرج الكثير منهم كل يوم الي غياهب الموت . وعلي جانب اخر  فمازالت ماكينه الرصيد البشري في ارض غزه المعارك تعمل بمنتهي السرعه تستنزف من رصيدها الكثير والكثير . كل يوم نسمع أرقاما من الضحايا  حتي و كأننا الفنا سماع تلك الارقام كل يوم ولا نلقي لها بالاً وكأنها من رصيد لا ينتهي او هم مجرد اوراق تفيد بأنهم كانو احياء من ساعات . كل نفس تخرج من رصيد الحياه هو قصه موجعه  في حد ذاتها ورآها الكثير من المأسي الانسانيه من فقد لأبن او اب او ام . —————
سلسله لا نهائية من العذاب تلتف حول ملايين البشر يخرج الكثير منهم كل يوم الي طريق اللا عوده . وستري نفس الماكينه تعمل  أيضاً بكل نشاط في اوكرانيا ذلك البلد الجميل الهادئ الذي ينتج الحبوب ومختلف المنتجات الزراعيه للعالم و الذي يتعرض لحرب ضاريه يموت فيها المئات يومياً بلا سبب محدد وكذلك ماكينات متعدده اخري لصرف ارواح المسلمين في الهند وبعض مناطق الصين بكود العنصريه والكراهيه والتمييز . ماكينات حول العالم تخرج من رصيدها البشري كل يوم الاف الضحايا لكل منها العديد من  الارقام السريه المعروفه للجميع و برنامجها الرئيسي المصالح والعنصريه والقوه والطمع  تلك التي تجعل هذه الماكينات تعمل بمثل هذا الانتظام . استهان الانسان بالحياة وقدسية الروح البشرية واصبح مستهلكاً لها وكأنها اوراق نقد قابله للصرف والضياع. وللأسف كل من علي وجه هذه الارض يحتفظ بأرقامه السريه  الشخصية ليحفظ رصيده النقدي في مأمن بينما هي علي المشاع عندما تذهب في اتجاه  الصرف من الرصيد البشري . عار علي البشريه ما تفعله في نفسها من تفضيل اوراق ملونه مطبوعه علي قيمه الروح وحرمتها . فليذهب التقدم الحضاري للجحيم اذا كان علي هذه الشاكله . واذا ظل البشر علي هذه الحاله فانتظرو شراً مستطيراً علي الجميع يكون إيذاناً بإنتهاء هذه الحياه ليكون نهايه لبغي الانسان وكفره بكل المقدسات والمحرمات الالهيه. 
————-
اعلم يقيناً ان كل هذا لن يحرك ساكناً ولكن علي الجميع ان يعلم ان اقدار السماء وان تأخرت هي القادره علي زجر مثل هذا البغي الذي لا يبدو له نهايه . ولعلها  القادره علي ان تصدر بطاقه رصيد بشري تكون ارقامها السريه في علم الله فقط ويكون خروجهم من اله الحياه  بأمره وحده فقط . والسلام .
#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟