الكاتب : سقراط |
07:28 pm 02/11/2023
| رأي
| 1118
تمنيات الخير والطمأنينه دائماً مرتبطه بتحقيق السلامه . السلامه حاله ونتيجه . السلامه شعور جميل اذا ارتبط بالمواقف الصعبه والنجاه منها . مهما تقدمت التكنولوجيا في العالم تظل السلامه بها ومنها هي الحلم والثمرة المرجوه . استطعنا الطيران وضاعفنا سرعات القطارات عده مرات وكلما زاد تحدينا للطبيعه زادت مفاجأتها لنا . لم تركع الحياه لقدرتنا علي مر التاريخ وانما ظلت تحاور كل اختراع وتجد له ما يعكر صفو فائدته . تنبه الانسان لذلك جيداً وادرك ان عليه ان يكون متيقظاً لما تأتي به الطبيعه تجاه ما يصنعه او يخترعه. بعد تاريخ الثوره الصناعيه اصابت البشريه حمي التطوير والاكتشافات واصابه الغرور بما حققه من انجازات . وعبر هذه الازمنه اثبتت مفاجأت ظروف تشغيل هذه الاختراعات والصناعات والتعامل اليومي معها انها اقوي من الاختراع نفسه . فقد الملايين اطراف جسدهم في حوادث مؤسفه في مصانع العصر الاول من الثوره الصناعيه وحتي عهد قريب . ذهبت ارواح كثيره في حوادث الطائرات والقطارات . عانت بيئه الحياه من حولنا الكثير من التلوث جراء مخلفات هذه الصناعات وانتشرت الامراض التنفسيه و الجلديه وأعقبهم مرض العصر المدمر المعروف بالسرطان . انتبه العالم ربما متأخراً لعلم (السلامه) وهو علم موازي لكافه علوم الاختراعات والاكتشافات يحاول ان يسبر مكرها وما تكمنه داخلها من شر . ظهر الكثير من العلماء والمفكرين يبحثون في هذا العلم الواسع فهو علم يحاولون فيه قراءة ما يدور في ذهن الطبيعه والاله تجاه ما نفعله فيها . هذا هو ادق توصيف لهذا العلم الذي اصبح عالماً قائماً بذاته من الفنيّات والدراسات والاقتصاديات إيضاً. وخلصت كل هذه العلوم والدراسات الي مبدأ غايه في الاهميه الا وهو ان تحقيق السلامه يحب ان يكون (شعور كامن) يسري مسري الدم في الجسد . عليك ان تتنفسه وتطعمه ، زاده العلم وماؤه التدريب والتفاعل . بغير هذا يصبح هذا العلم لوحه جميله في متحف فخم للآثار . هذا هو (قانون السلامه) الذي اتفق عليه الجميع . السلامه تنبع من ذاتك ورغبتك الاكيده في تحقيقها مهما كلفك ذلك من جهد وعناء ومال . فكل ذلك يتضاءل بشده امام خساره فقدها ولو للحظات . السلامه اخلاق تراعي فيها الغير ونفسك . تنصح وتجاهد اهمال من حولك متخطياً متحملاً ربما الاستهزاء او التطاول . السلامه مشاعر دينيه نبيله تعطي الامور حقها وتظهر الضمير والصدق فيما تعمله وتصنعه وفيما انت مسئول عنه بشكل عام . السلامه علم ينتفع به وخير الناس ما استفاد الناس من علمه وظل علمه نبراساً لمن حوله يظل يعطي وينصح بلا حدود . السلامه فلسفه مستقله بذاتها ، فلسفه العمل الامن هي علم واسع كبير يتخطي عتبات اجراس الانذار و اجهزه مكافحه الحريق فوصولك لهذه المرحله تعني ان هناك اخطاء حدثت علي الطريق . اهم عناصر فلسفه السلامه انها كائن مسالم يدافع ولا يحارب يحمي ولا يهجم ولكنه ضعيف امام اهم اعدائه وهم (الاهمال والسهو والعناد والتسرع ) . هؤلاء هم ألد اعداء السلامه وادا حضر احدهم فربما كتبت النهايه المحتومة لذلك الكائن الجميل . حاولت ان اتجه بعيداً عن الوصف الاكاديمي الجامد للسلامه في كل مجالاتها لأصل بمفهومها البسيط الي عقول وروح كل الزملاء في قطاع البترول وهو من احد اهم قطاعات الصناعه التي تحتاج هذا العلم وترجمته الي شعور وتصرفات اراديه ولا اراديه في نفوسهم وهذا هو الغايه . صناعه البترول هي تجسيد حقيقي لظروف العمل القاسيه والخطورة البالغه . فما بين بحار وجبال وتعامل مع طبيعه جوف الارض المتقلبه وماكينات وضواغط جباره . كل هذه العوامل تعمل بالتكنولوجيا التي قد تفشل أو تتعطل في لحظات . وهنا مكمن الخطوره ويكون سياج فلسفه السلامه و علمها وتوقعاتها الكامن في النفوس هو خط الدفاع الاخير لكل من يعمل في هذه المجالات .
السلامه ايها الاصدقاء لا تحتاج الي احتفالات ولكنها تحتاج الي العنايه والرعايه الدائمه حتي تنمو وتترعرع داخل نفوسنا حتي تكون كالهواء الذي تنفسه نعيش بها وتعيش معنا . تحتاج منا الي تطوير علومها و تطبيقاتها لأنّ مفاجآت الطبيعه لم ولن تنتهي .
سلمكم الله من كل سوء،،
والسلام
سقراط