04:31 pm 27/10/2023
| رأي
| 1487
يَحْكِي أَنَّ رَجُلًا ذَهَب إلَيّ الْقَاضِي يَشْتَكِي امْرَأَةٍ قَامَتْ بَعْضُه بِأَسْنَانِهَا فِي أَمَاكِنَ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ جَسَدِهِ . . فَسَأَلَه الْقَاضِي . . متي وَأَيْن قَامَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ بَعْضَك ! ! فَأَجَاب الرَّجُل قَائِلًا . . لَقَد قَامَت بَعْضِي بِأَسْنَانِهَا عِنْدَمَا كُنْت اغْتَصَبَهَا . .
هَكَذَا هِيَ حَالٌ إسْرَائِيل تَشْتَكِي لِلْعَالِم كُلِّهِ بِأَنْ حَرَكَة حِمَاس قَامَت بَعْضِهَا عِنْدَمَا كَانَت وَمَا زَالَتْ تَغْتَصِب أَرَاضِيهِم وَتَقُوم بمصادرتها وَبِنَاء مستوطنات غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ عَلَيْهَا وتسلب ممكتلكاتهم وَتَحْرُم الشَّعْبُ الفِلِسْطِينِيُّ مِنْ حُقُوقِهِ الْمَشْرُوعَة . .
أَسْوَأ شَيْءٌ فِي الْوُجُودِ . . أَنْ يَشْتَكِيَ الْمُذْنِب الْمُحْتَلّ ( إسْرَائِيل ) مِنْ الْمَجْنِيِّ عَلَيْهَا وشعبها ( فِلَسْطِين الْمُحْتَلَّة ) وَأَنْ تَكُونَ الجَرِيمَة الأسَاسِيَّة اِغْتِصَاب والشكوي الْفَرْعِيَّة أَن الْمَجْنِيّ عَلَيْهَا فِلَسْطِين قَامَت بالدفاع عَنْ نَفْسِهَا بإستخدام أَسْنَانَهَا مِنْ حَرَكَاتِ الْمُقَاوَمَة دفاعاً عَن اِغْتِصَاب أَرَاضِيهَا .
وَهَا هِي الْحَرْبِ قَدْ دَقَّت طبولها فِي غَزّةَ . . وَمَن الْمُؤَكَّد أَنْ يَكُونَ لَهَا تَأْثِير عَلِيّ الإِمْدادات النفطيه وأسعار الْوُقُودِ فِي سيناريوهات أَرْبَعَة مُحْتَمِلَةٌ .
السيناريو الْأَوَّلِ وَهُوَ بَقَاءُ الصِّرَاع دَاخِلٌ غَزّة سواءا تَمّ غَزَوْهَا بَرِّيًّا أَوْ لَمْ يَتِمَّ وَلَم تتوسع الأشتباكات خَارِج الْأَرَاضِي الفِلَسْطِينِيَّة فَسَوْفَ يَكُونُ تَأْثِيرُ هَذِه الْحَرْب عَلِيّ أَسْعَار النَّفْط وَالِاقْتِصَاد الْعَالَمِيّ ضعيفاً .
والسيناريو الثَّانِي وَهُوَ امْتِدَاد الصِّرَاع مَع إسْرَائِيل لدول أَخِّرِي مِثْل لُبْنَان وسوريا وبالتالي سَوْف يَكُون لإيران دُور مُهِمٌّ فِي هَذِهِ الْحَرْب . . الْأَمْرُ الَّذِي مَعَهُ سَوْف يَرْتَفِع عَلِيّ الْأَرْجَح أَسْعَار النَّفْط .
والسيناريو الثَّالِثِ وَهُوَ نَشُوب حَرْب بَيْن إِيران وحلفائها مِنْ جَانِبٍ وَبَيْن إسْرَائِيلَ وَمِنْ يَقِفُ خَلْفَهَا مِنْ الدُّوَل العظمي مِنْ جَانِبٍ آخَرَ . . وَهُو سِينارِيو مُتَوَسِّطٌ الِاحْتِمَال وَلَكِنَّه خَطِير . . وَسَوْف يَكُونُ سَبَبًا فِي الرُّكُود الْعَالَمِيّ وَارْتِفَاع أَسْعَار النَّفْط وَتَرَاجَع الِاقْتِصَاد الْعَالَمِيّ .
والسيناريو الرَّابِع وَالْأَخِير . . وَاَلَّذِي لَا نتمني حُدُوثُه . . هُوَ أَنْ تنزلق مِصْر وجيشها فِي حَرْبِ لِلدِّفَاعِ عَنِ نَفْسِهَا وَحِمَايَة أَرَاضِيهَا وَمَصَالِحِهَا . . وَهُنَا سَوْف تَحْدُث صَدْمَة نفطيه عالَمِيَّة مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَعَرْقَل كُلّ الجُهُود العَالَمِيَّة لكبح جِمَاحٌ الْأَسْعَار وَزِيَادَةٌ معدلات التَّضَخُّم الْعَالَمِيّ . . وَسَوْف يَكُون لِهَذِه الْحَرْب تَأْثِير مُمَاثِل لِلْحَرْب الروسية الأوكرانية بَلْ رُبَّمَا أَكْثَرَ تَأْثِيرًا عَلِيّ الِاقْتِصَاد الْعَالَمِيّ وأسعار النَّفْط . .
حِفْظِ اللَّهِ مِصْر قِيادَة وَشِعْبًا وَجُنُب اللَّه مِصْر وَيْلاَت الْحُرُوب وَآثَارِهَا . . وَهُوَ خَيْرٌ الْحَافِظِين .