للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي..هل ينقذنا ( غاندي) جديد ؟

مجرد رأي..هل ينقذنا ( غاندي) جديد ؟

02:10 pm 25/10/2023

| رأي

| 1300


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي..هل ينقذنا ( غاندي) جديد ؟ 


لا صوت يعلو علي صوت هدير المدافع والقذائف تتزامن علي فورها  مع عويل النساء وغوغاء الرجال بحثاً عن الاطفال القتلي علي اسنه رماح السلاح الغاشم . سلاح مشين يوجه ضد صدور البراءه والانسانيه بلا وازع من اخلاق او ضمير . احساس الدفاع عن الارض والمنزل في مواجهه جحافل التوغل والاستيطان. الجميع يزعم انها ارضه . منهم من ينتظر ارض الميعاد و المجئ الثاني للمسيح ومنهم من يتنسم خطوات رسول الاسلام ومعراجه الي السماء. احاسيس متضاربه والجميع يتقاتل ويبدو الهدف بعيد المنال عن كل الاطراف وكلما زادت حدة القتل والانتقام توارت نتائج هذه الحرب برمتها بل واصبحت بلا نتيجه . غاب صوت الحكمه ، غاب المناضلين الشرفاء وغابت معهم حكايات الغريب وابناء الصمت وظهرت نوعيه اخري من البشر ،لا تدري نوعها أو اهدافها . غاب الحكماء ما عدا مصر وزعيمها ، وغاب اصحاب الرزانه في معالجه الامور و فقد الجميع حبال الصبر والاحتمال . 
———
حتي من يحكمون الدول الكبيره تراهم يسعون أفواجاً لمسانده طرف علي اخر في مشهد مخزي لا يليق لا بمكانه الدوله التي يمثلها ولا الديبلوماسية الواجبه في معالجه الامور.  اين منهم من ذلك الرجل الضئيل الذي حارب اعتي الإمبراطوريات وهو شبه عار؟ . لم يرفع سلاحاً و كان منطقه اقوي سلاح ، صبره وجلده كان قلعه الدفاع الثابته عن وطنه . حارب إمبراطورية كامله بالموت جوعاً و بالقراءه الجاده والشرف والصدق  الحقيقي مع شعبه . أتبعوه وكانو له جنوداً . لم تهزم المبادئ أبداً في ميادين القتال . المبادئ لا تموت بالرصاص ولا بالطائرات ولكن تموت عندما يموت الضمير  أو يتوارى. اليس هناك من ( غاندي) جديد يدركنا في هذه الايام الحالكة؟ اين شخصيات المناضلين الشرفاء اين كاريزما الزعماء التي تقود شعوبها فتجعلهم كتيبه واحده ضد كل معتدي . ———
لماذا ضن الزمان علينا بمثل هذه الشخصيات وافاء علينا بقاده منهم من هو  مشغول بمهرجانات الالعاب الاليكترونية غير عابئ بصرخات الشهداء . واخرون يتوارن ولا تسمع لهم صوتاً سوى مصر وقائدها ، واخرين وكأن الامر لا يعنيهم الا من بضع كلمات رثاء لا وزن لها ولا قيمه. الجميع هرب الي حاله وملذاته وبقيت الشعوب تتضور جوعاً او تقتل في ساحات حرب الكراهيه والانتقام. ———
لم تمر منطقتنا عبر تاريخها بما هو اسوء مما نراه . حتي الحروب العالميه كانت لها من التبعات والنتائج الملموسه التي غيرت خريطه العالم وجعلته يستكمل شكل نظامه الحالي. ما نحن فيه هو نوع من الغثاء بل الهذيان. هذا هو الذي  يحكم ما نفعله بأنفسنا و بقضيتنا .  
——-
ولك ان تتساءل ماهي نتيجته وما هي تكلفته؟ لن تجد اجابه سوي ما تراه من مزيد من الانقسام والتفكك والفقر أيضاً. 
 ——-
اصدقكم اني ابتسمت خجلاً من نفسي عندما انتويت ان اكتب عن توقيت معرض الشركه العامه البترول لأوضح وجهه نظري بأن توقيته جاء في اجواء عاصفه تختلج فيها المشاعر وتدمع فيها الاعين وتدور فيها العقول لحشد الطاقات ضد الفخاخ والمكائد التي تحاك لنا في الظلام. لا اشك إطلاقاً في قيمه واهميه هذا المعرض و دور الشركه العامة الرائد والمتميز في صناعه البترول المصري . ولكني كنت اري ان هذا الوقت يستلزم التركيز الاستراتيجي التام والهدوء الشامل للتعامل مع الموقف وتأمين البلاد من مخاطر نقص الوقود والطاقه في مثل هذه الظروف العصيبه. ولكني احجمت عن ذلك والاخبار من حولنا تطيح بكل المفاهيم والقيم والمثل عندما تسمعها تصدح بأن كبار الدول من حولنا مشغوله بمهرجانات إليكترونيه واحتفالات واحسست بالخجل من مجرد تفكيري فيما انتويت التعليق عليه والذي هو في الاساس نوع من انواع تطوير العمل لا مهرجان احتفالي . واصابتني الدهشه من هذا الحد الذي فيه ضاعت المسئوليه والاحساس بالاخرين . 
———-
اي خزي وعار تمر علينا وعلي الانسانيه اجمعها . علي الجميع ان يدرك ان اصعب مايواجه الانسان حالياً هو فقدان الرمز فقدان شخصيه مثل ( غاندي) حافي القدمين عاري الصدر . رجل بألف وكل من تبعه بألف فأصبحت امه داخل رجل . هذا هو  اسمي درجات الايمان المطلق بعدالة مطلبك والتضحيه في سبيله وبدون سلاح واطلاق رصاص  . 
——
اندحرت الامبراطوريه الغاشمه بعد اكثر من مائه واربعون عاماً من الاحتلال وبقيت سيره الرجل خالده نبراساً لكل الاحرار وناقوسها للحكمه والصبر . لم يفتئت علينا عدونا الا بتخلينا عن القيم والاراده وفقدان الزعامه الوطنيه  فعاث في ارضنا واهلينا فساداً وتقتيلاً . ولن اطيل عليكم ، الفكره واحده ثابته ، العوده الي القيم والمبادئ الراسخه بدون افتعال واهم ادواتها  العمل الجاد و الوقوف ضد رغباتنا ومصالحنا المتضاربه ونسيان خلافاتنا الغير مبرره  .  ———
لست من ادعياء المثاليه المزعومه ولكننا مررنا بكل التجارب و سلكنا كل الطرق والسبل وكلها باءت بالفشل كما يري الجميع . العوده الي المبادئ السليمه الغير ملوثه التي تتفق مع الانسانيه والمصالح العليا للشعوب هي الطريق الوحيد وبها فقط سيظهر الزعيم وستتوحد الامه وتنصهر كل الجهود والامكانيات لتصب في اتجاه واحد عندها فقط ستجد عدوك مذعوراً مدحوراً . والسلام ،، 
#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟