الكاتب : سقراط |
11:25 am 19/10/2023
| رأي
| 1064
لا أنكر رشاقة اسلوب الكتابة لصديقي الصحفي علام رئيس تحرير هذا الموقع . واستمتع كثيراً بما يكتبه وهو للأسف قليل . وجمال الاسلوب اللغوي ربما يعبر عن خبرة الكاتب ومرأة لثقافته ولكنها في الحقيقة اهات لا تؤثر في الواقع المرير . تراه يتكلم عن الغدر ومآسي الإنسان مع اخيه الانسان أياً كان جنسه او لونه او ديانته . اعلم ان رهف احساس الكاتب يؤدي به الى تدفق هذه المشاعر الحزينة التي ينقلها للقراء في صورة مقال ادبي جميل . ولكن مع من تتحدث ياصديقي فالواقع بعيد تماماً عن مشاعرك و افكارك . ————
حروب الإنسان ورآها مصالح وافكار عنصرية وعقائدية لا قبل لك او بتفكيرك بها . واذهب بك الي منحي اخر . منذ متي توقف الانسان عن القتل والحرب منذ اولاد ادم الي ماقام به اليهود من صلب المسيح وما صاحب ذلك من تعذيب يفوق قدره البشر ومنذ ان بكي نبي الاسلام علي اعتاب الطائف وهو يطارد ويهان بعد كل ما تعرض له من مؤمرات لقتله . اذا فالموضوع ليس جديداً علي مذهب وتصرفات بني البشر . ولكن مع تغير اشكال الحياه حتي وصولها الينا فأن اساليب القتل والغدر قد تغيرت بسرعه هائله وقسوه التعامل بالاسلحه الحديثه قد زادت معاناه الناس وعمقت من جراح الآم وزادت من مراره النفوس . ———-
ولكن تبقي الندية والقوة هي الاسلوب الوحيد لمجابهه هذه الاوضاع . لا يقول قائل ان العالم بهذا يصبح غابة . واقول غير نادم انه غابه بالفعل . اختلت فيه المكاييل وتعددت المعايير واصبح اللعب بالالفاظ والافعال من الوجاهة بمكان للإفلات من اي ادانه أو عقاب ضد الاهوال التي يرتكبها الانسان في حق نفسه وبني جنسه . اختلت أيضاً موازين القوة واصبح للمال كلمته الاولى و اصبح عشق الهيمنة والسيطرة علي مقدرات الشعوب والناس هواية بل غاية. القوة الآن هي الحارس الوحيد للدول والشعوب ولن يجدي غيرها . ان مجرد التلويح بها قد يكون اكثر أهميه من استخدامها . ولكنها يجب في الاساس ان تكون مفرداتها حاضره ومعلومه للكافة . لن تجدي بكائيات الادباء والمثقفين في تغيير الواقع . فهو كما تراه ونعيشه . ولم يعد العالم يستمع الى بيانات الشجب والادانة بل يستهزئ بها . ويعرف ان قائلها عديم الحيلة ولا يملك سواها . و تأتي مع مفردات القوة أيضاً الفكر الذكي السريع المبني علي معلومات ودراسات للرد علي الادعاءات والاكاذيب .
————-
وقد اوضحت في مقال سابق اشرت فيه الي أهميه ما تم من تحديث لقوتنا العسكرية واننا علي استعداد لمواجهة ايه مخاطر تهدد بلادنا . بل واجبار الطرف المقابل علي انتهاج سياسة الازاحة العكسية للداخل الاسرائيلي بدلاً من ازاحتهم الى سيناء . وقد تحقق ما قلت و ما عرضه الرئيس بتوطين اللاجئين في صحراء النقب هو التعبير العملي المدروس للإزاحة العكسيه التي ذكرناها . ولم يصرح الرئيس بذلك الا لأنه مستند على قوة عسكرية ضخمة وظهير من التأييد الشعبي لتوجهه وسياساته في اداره تلك الازمه. هنا تظهر القوه كحل وحيد ولا بديل عنه . القوه والقوه المفرطه اذا لزم الامر . اما اعتبارات الانسانيه والسلام و ما اشبه من الفاظ ومسميات فليس هذا ميدانها الأن . فالسلام مع اليهود لم يتحقق الابعد حروب داميه طاحنه عمرت بالمآسي الانسانيه التي لا يطيقها العقل والبصر بين الطرفين . وهكذا تفرض علي عدوك التعامل الندي فالسلام بالسلام والحرب بالحرب . واقول لصديقي ان احداث الروائع وافكارها الساميه لم تجدي نفعاً مع البشر . فرائعه تولستوي (الحرب والسلام ) وبكل ما حوته من روائع الادب العالمي ، وموت كمال برصاص الانجليز الغادر في رائعه محفوظ ( بين القصرين) وتعذيب البشر في رائعه ( الكرنك) لم تغير من الواقع واصبحت مجرد احلام تدرس وتحفل بها المنتديات الادبيه الحالمه. لا اقلل أبداً من قيمه الكتابه الادبيه التي تعبر عن السمو الانساني وكذلك الواقع الغادر القاسي ولكني اراها في النهايه محطات استراحه علي طريق الكفاح بالقوه وليست بناء يمكن ان يحتمي به . لا تألو جهداً في الكتابه ولكن لا تطاوع قلمك في نهج البكائيات فلها تأثير قصير ويمكن انتهاج هذا الاسلوب الجميل في وضع مفاهيم جديده يتماشي مع الواقع الذي نعيشه . اجعل من مداد قلمك وقوداً لمشاعر القوه والحث علي تخطي المشاكل لتصبح البلد قويه اقتصادياً واجتماعياً فهي وبحمد الله تجد من يرعاها عسكرياً ويعرف القائمين علي ذلك قوانين اللعبه جيداً . كل ما نريده الان قوه الاقتصاد والجبهه الداخليه واعلم ان اول ما صنعه عدوك ضدك لم يكن عسكرياً انما اقتصادياً عندما قطع عنك امداد الغاز وهذا رساله لكل ذي عينين وعقل رشيد. فلا تبخل بقلمك عن ذلك . والسلام ،،
#سقراط